أعلنت وزارتا الخارجية في كل من الولايات المتحدة وفرنسا أمس اهتمامهما بإنجاز الانتخابات الرئاسية اليوم ما يؤدي الى انهاء الازمة التي يعانيها لبنان.
فقد كشف المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن وكيلة وزير الخارجية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند أجرت محادثة بناءة مع رئيس مجلس النواب اللبناني، فشكرته على استعداده لمحاولة الحفاظ على النصاب القانوني، وبالتالي عقد جلسة انتخابية مفتوحة حتى يتمكن البرلمان من اختيار الرئيس. وأضاف في مؤتمره الصحافي اليومي في مقر وزارة الخارجية، أنهما ناقشا الحاجة الملحة لتمرير مشاريع القوانين ذات المغزى التي يمكن أن تؤدي إلى إطلاق برنامج دعم صندوق النقد الدولي، وإحداث تغيير دائم لكي يستعيد لبنان طريقه نحو الاستقرار والازدهار. ورفض المتحدث الرد على سؤال عما إذا كانت نولاند قد طلبت من رئيس البرلمان انتخاب رئيس اليوم.
ورداً على سؤال آخر، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية إنه إلى حين انتخاب الرئيس “نعتقد أنه يجب السماح بأن يقوم البرلمان بعمله لإنجاز هذه المهمة”، وأضاف: “نبقى ملتزمين سيادة لبنان، إننا نضغط على قيادة البلاد لتبني الشعور بالإلحاح في تلبية الاحتياجات الملحة للشعب اللبناني بدءاً بانتخاب رئيس، فمن المهم أن نلاحظ أن دعمنا للشعب اللبناني لا يمكن أن يكون بديلاً من العمل الذي يجب على الحكومة اللبنانية، بما في ذلك مجلس النواب، القيام به بشكل عاجل للوفاء بمسؤولياتها تجاه مواطنيها”.
بدورها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن – كلير لوجندر في مؤتمر صحافي، أن فرنسا تدعو “إلى أخذ هذه الجلسة (انتخاب رئيس) على محمل الجد، واغتنام الفرصة التي توفرها للخروج من الأزمة”، مشيرة الى أن بلادها “تواصل الدعوة للخروج من الأزمة منذ ثمانية أشهر”.
وأعلنت لوجندر أن وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ستلتقي بعد غد الجمعة سلفها جان-إيف لودريان الذي عيّنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل بضعة أيام “مبعوثاً خاصاً إلى لبنان”. وأشارت إلى أن الوزيرة ستطلع لودريان على فحوى الاتصالات الأخيرة مع مسؤولين لبنانيين. وأوضحت لوجندر أن الوزيرة ستبحث مع لودريان في “مهمته المحددة”، مشددة على أن الأمر ينطوي على “متابعة جهودنا من أجل خروج عاجل من الأزمة اللبنانية، وهذا الأمر يعكس الأولوية التي تعطيها الدبلوماسية الفرنسية لهذه المسألة”. ولفتت الى أن لودريان سيضطلع بالمهمة الموكلة إليه “بتنسيق وثيق وبالتشاور” مع وزارة الخارجية. وأعلنت أن أي موعد لزيارة لودريان المرتقبة للبنان لم “يبلّغ” بعد.
ولدى سؤالها عن إمكان عقد مؤتمر من أجل لبنان في باريس، قالت لوجندر إنه “يتعيّن علينا في بادئ الأمر أن نجري تقييماً للجلسة البرلمانية التي ستعقد غداً (اليوم).
وبالعودة الى واشنطن، بعد الرسالة التي وجهتها لجنة التنسيق الأميركية اللبنانية إلى وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن ولجنتي الشؤون الخارجية والعلاقات الخارجية في كل من مجلسي النواب والشيوخ وإلى تجمع الصداقة الأميركية اللبنانية، من أجل المساعدة في انهاء الشغور الرئاسي في لبنان، وجّه أعضاء مجلس النواب الأميركي داريل عيسى، دارين لحود وديبي دينغل، بصفتهم الرؤساء المشاركين للجنة الصداقة الأميركية اللبنانية في الكونغرس الأميركي، رسالة عاجلة إلى بلينكن طالبوه فيها بالتحرك العاجل لجهة تأكيد الإدارة الأميركية بشكل قاطع أهمية اختيار رئيس يعبّر عن تطلعات الشعب اللبناني والمضي قدماً بما يلزم من الإصلاحات الاقتصادية قبل فوات الأوان.

