Site icon IMLebanon

هل تنجح أي وساطة رئاسية في ظل الشرخ بالأولويات؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

في ظل المساعي الفرنسية المستمرة لتحقيق خرق في الجدار الرئاسي اللبناني السميك، تبدو حظوظ نجاح مبعوث الاليزيه الى بيروت جان ايف لودريان او اي وسيط آخر محلي او خارجي، في حلحلة الازمة الانتخابية، شبه معدومة في ظل الشرخ العمودي في النظر الى الاستحقاق والى دور الرئيس العتيد ومهمته وحتى الى دور لبنان وموقعه وهويته… ذلك ان حزب الله، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، لا يهمه الا ان يكون الرئيس من محوره السياسي والاقليمي، وأن يحمل لواء الممانعة وحماية المقاومة وسلاحها. وطالما ان الامر كذلك، فإن انجاز الانتخابات لن يحصل سيما في ظل الموازين النيابية القائمة (اللهم الا اذا تبدّل موقف احدى الاطراف السياسية كالتيار الوطني الحر او الحزب الاشتراكي، واقتنعت بالانتقال الى خيارات الحزب).

في الايام الماضية، ظهّرت مواقف قيادات الحزب هذا التباين الكبير. فقد خاطب نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم “دعاة الفوضى والفراغ في لبنان، أولئك الذين يريدون تجريد لبنان من قوة مقاومته أمام العدو”، قائلاً “أنتم لستم مؤتمنين على لبنان ولا على شعب لبنان، لأنكم تحملون أفكارا لا تخدم إلا الصهاينة، عندما تواجهون المقاومة تريدون إبطال قوتها، وبلادنا تعاني من خطورة إسرائيل، على الأقل قدموا البديل بالاستغناء عن شيء في مقابل شيء آخر”. وسأل “من هو العاقل الذي يتحمل سيطرة العدو وهو يرتكب المجازر وفي أن يجرد لبنان من قوته؟ سنبقى مقاومين واثقين بربنا وبقدراتنا مؤكدين على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وهذا سيكون متلازما مع كل خطوة لانتخاب رئيس للجمهورية وعودة المؤسسات الدستورية وخطة الإنقاذ”. ومنذ ساعات عاد وكرر من النبطية “الذين يريدون العمل في اتجاه واحد ويرفضون الإتجاه الآخر هم أحرار لكن لا يستطيعون الإشتراط علينا أن نترك المقاومة ونعمل في الدولة، لأن ترك المقاومة يعني إتجاها سياسيا آخر يشرعن وجود إسرائيل في المنطقة ويطمئنها ويعطيها قدرة التوسع على حساب لبنان والبلاد العربية فضلا عن فلسطين” ، مضيفا: ما تتعبوا حالكم كتير، قد ما دقيتوا وقد ما حكيتو وقد ما عليتوا أصوات ” هذه المقاومة جبِلت بدمائنا ولبنان تحرر بالدماء المجبولة فلا يمكن أن نتخلى عنها مهما حصل، واعلموا أنه في نهاية المطاف الخيار الشعبي هو خيار ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة وسنستمر في هذا الإتجاه “.

بدوره، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد “صحيح أن لدينا فراغا رئاسيا نريد أن نملأه لكن نريد أن نملأه بالرجل المناسب الذي يحفظ المقاومة وعلى الأقل لا يطعنها في ظهرها”.

الفريق المعارض للثنائي الشيعي، يستحيل ان يوافق على مطالب ومواصفات الحزب هذه، وفي افضل الاحوال، يمكن ان يغض النظر عنها مع اصراره على أولوية الانقاذ الاقتصادي والاصلاح الاقتصادي وعلى الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية وسلاح الحزب، كما ان السياديين لا يناقشون في مسألة “ان لبنان جزء من الاسرة العربية ولا يمكن ان يكون “فارسيا” .. كما ان ذكر ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، في اي بيانات رسمية في المرحلة المقبلة، سيكون مرفوضا طبعا من قبل هذا الفريق خاصة في ظل اصرار الخارج على تطبيق القرارات الدولية وعلى تعزيز الشرعية في الداخل، كشرط لمساعدته لبنان المنهار.

فهل يمكن، في ظل هذا الشرخ العمودي، للودريان او سواه، ان يقرب المسافات بين اللبنانيين، قبل ان توافق ايران، راعية الثنائي، على ان لبنان لا يمكن ان يكون بعد اليوم ساحة من ساحات نفوذها وصندوق بريد تحت تصرفها، في المنطقة؟