Site icon IMLebanon

عامل إضافي لاستعجال أميركا على وقف الحرب

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

صحيح ان تركيا عضو في حلف شمال الاطلسي، الا ان تبايناتها مع الاوروبيين والولايات المتحدة، لطالما كانت موجودة وقائمة.. وقد اتت اليوم الاحداث في الاراضي المحتلة والعملية التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة اثر 7 تشرين، لتكبّر الهوة بينها والغرب، وتقرّب اكثر بين انقرة و”الممانعة” في المنطقة.

في السياق، وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في الساعات الماضية الى العاصمة التركية للقاء نظيره التركي أردوغان، وحضور الاجتماع الثامن لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين. وأفادت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية بأن رئيسي يرأس “وفدا سياسيا واقتصاديا رفيع المستوى” في أول زيارة رسمية له لتركيا منذ انتخابه عام 2021.

اتفاقات عدة تجارية واقتصادية وقعت خلال هذه الزيارة، الا ان الوضع السياسي والعسكري الاقليمي حضر بقوة في مناقشات الجانبين، وكانت وجهات النظر متقاربة في مقاربة ما يحصل في غزة. فقد جدد الرئيس التركي موقف بلاده باستمرار التعاون مع إيران بشأن القضية الفلسطينية، في حين شدد الرئيس الإيراني على أن قطع ما وصفها بـ”الشرايين الحيوية للكيان الصهيوني سيؤدي إلى وقف جرائمه”. وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني في أنقرة، “ناقشنا خلال لقائنا الهجمات غير الإنسانية التي تشنها إسرائيل على غزة، والحاجة للإنهاء الفوري للهجمات، وكررنا دعمنا للقضية الفلسطينية العادلة”. وأضاف أن شعب غزة “أصبح ضحية للوحشية التي ستدخل بالعار في تاريخ البشرية. وفي هذه المرحلة، رأينا جميعا الوجوه الحقيقية لأولئك الذين ظلوا يلقنون العالم دروسا في حقوق الإنسان والديمقراطية لعقود من الزمن”.

بدوره، قال الرئيس الإيراني “إنه سيكون من المؤثر تقليص العلاقات مع الكيان الصهيوني”، وأضاف “خلال مباحثاتنا مع الرئيس التركي اتفقنا على دعم فلسطين ودعم المقاومة الإسلامية في فلسطين وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني”. واتهم رئيسي الولايات المتحدة بدعم ما وصفها بأنها جرائم إسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة، وكرر دعوة طهران الدول الإسلامية إلى قطع علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع “النظام الصهيوني”.

جمعت غزة اذا، وايضا حركة حماس، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، تركيا وايران، من جديد، وبشكل واضح. واذا كان الملف السوري باعد بينهما، علما انهما موجودان في اللجنة الثلاثية في استانة، ومعهما روسيا، فإن ما يحصل في الاراضي المحتلة اعاد بناء الجسور بينهما وجمع بينهما في انتقاد واشنطن ومواجهتها. ووفق المصادر، للادارة الاميركية الف سبب وسبب للعمل على انهاء الحرب الاسرائيلية على غزة، وتأتي خربطة الخريطة الاقليمية لناحية تقوية صف المحور الممانع في المنطقة، لتُضاف الى تعكير مسار اتفاقات السلام مع تل ابيب والى الضربات التي تتعرض لها مصالح اميركا في الشرق الاوسط، وتدفع بواشنطن الى استعجال وقف هذه الحرب.. فهل تتمكن من اقناع حليفها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بذلك؟!