Site icon IMLebanon

التركيز الرسمي على معالجة أزمة النزوح لا يكفي

Syrian refugees wait to register upon their arrival in the strategic Lebanese border district town of Arsal on Nov. 18, 2013, after fleeing the fighting in the neighboring Syria. Thousands of Syrian refugees have poured into Lebanon over the past week as fighting between government forces and rebels has flared near the border. AFP PHOTO / STR (Photo credit should read -/AFP/Getty Images)

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

اثر جريمة اغتيال المسؤول القواتي باسكال سليمان على يد عصابة من بين افرادها، سوريون، تحرّكت الدولة على خط تفعيل عملية اعادة النازحين الى بلادهم. في السياق، وخلال تقديم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وعقيلته التعازي بسليمان امس، أعلن في حديث تلفزيوني أن “يُعمل على حل مهم جداً في ملف النزوح السوري، سوف يُكشف عنه في آخر شهر نيسان”. وقال ميقاتي “سبق وطرحت حلولًا وخططًا في ملف النازحين، وكلها لم توضع موضع التنفيذ، أما اليوم فإن الحلول هي للتطبيق”.

بدوره، أعلن وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، امس عن “خطة لإعادة النازحين السوريين بانتظار وضع الآلية لها”، وأشار إلى “قافلة ستنطلق باتجاه سوريا بعد عيد الفطر”. وأكّد شرف الدين، في حديث اذاعي “تحمّله مسؤولياته تجاه هذا الوطن، والعمل على إعادة مليون و500 ألف نازح سوري إلى بلادهم، غير آبه لقرارات الاتحاد الأوروبي أو للمفوضية ولا للدول المانحة أو أميركا”، معتبراً أن “ضميره يملي عليه فعل هذا”. ودعا الدولة اللبنانية والمعارضة السورية إلى “التواصل مع الدولة السورية المعنية بهذا الملف، للتوصل إلى اتفاق حول آلية عودة النازحين إلى مناطق آمنة”. ولفت شرف الدين، إلى ضرورة “العمل على تشيكل لوبي بالتنسيق مع الدول المضيفة للنازحين كتركيا والأردن للضغط باتجاه إيجاد حل مناسب لهذا الملف”. واشار إلى ان “المؤتمر الخاص بالنازحين السوريين الشهر المقبل سيتضمن مطالب لبنان التي لن تقتصر على المساعدات المالية بل المطالبة بعودة النازحين، لما يمثلونه من خطر على الكيان اللبناني”.

هذه الاستفاقة جيدة ومطلوبة، وحبذا لو حصلت قبل ان تسيل دماء لبنانيين على يد سوريين، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. واذ تشدد على ضرورة انتظار ترجمة ما يقوله لبنان الرسمي “عمليا”، لمعرفة ما اذا كانت هذه الوعود، كلاما لا اكثر، كما حصل على مر الاشهر الماضية… تقول المصادر ان التركيز على معالجة مسألة النازحين فقط، كحلّ لعدم تكرار جرائم القتل، لا يكفي.

فعصابة السوريين، قد تكون مجرّد أداة استُخدمت من قِبل القاتل الفعلي، للتلطي وراءها. اي ان الرأس المدبّر والمحرّض على قتل سليمان، ليس بالضرورة، مِن أفراد العصابة، التي قد تكون من المرتزقة، وتقاضت اموالا مقابل تصفية سليمان. عليه، يجب وضع الاصبع على الجرح، والانكباب على معالجة مسألة المربعات الامنية التي ترعى وتحمي المطلوبين، وكلّها واقعة تحت سيطرة قوى الامر الواقع التي تحمل سلاحا غير شرعي في لبنان. كما المطلوب ايضا ضبط الحدود اللبنانية – السورية وترسيمها ونشر القوى الامنية والعسكرية عليها فتكون هي الوحيدة الممسكة بها. اما استمرار الفلتان الحاصل في هذه المنطقة تحت شعار “عدم قطع الامداد بالسلاح عن المقاومة”، فيعني ان الاغتيالات والتسيب الامني سيستمران، وسينفّذ القتَلة جرائمهم ويفرّون بعدها الى سوريا ومعهم جثث ضحاياهم، تختم المصادر.