Site icon IMLebanon

طالوزيان لـ IMLebanon: لو حاسبنا المجرمين لوفّرنا على البشريّة الكثير

تقرير مارلي دكاش:

“الإبادة الأرمنية”، حدث أليم شكل نقطة تحول مؤلمة في تاريخ الشعب الأرمني، وترك أثراً عميقاً في وعي العالم، حيث تعرض الأرمن لحملة قتل وتهجير جماعية من قبل الحكومة العثمانية امتدت من 1915 حتى 1917.

في ذكرى الإبادة الأرمنية الـ109، نظمت الأحزاب الأرمنية في لبنان عشية 24 نيسان مسيرة حاشدة للتذكير والتشديد على أن جريمة إبادة الشعب الأرمني جريمة ضد الإنسانية، لا يتقادم عليها الزمن ولن تموت طالما هناك أرمني واحد على الأرض، مؤكدين بأنه سيأتي اليوم الذي تعترف فيه تركيا وأذربيجان بحقوق شعب أرمينيا وتتحقق العدالة.

ويمثّل الارمن قاعدة كبيرة من المجتمع اللبناني ويبرهنون عن روح الإلفة وحسّ الوطنيّة والوفاء لدماء أجدادهم الذين سقطوا في تلك المجازر، وبناءً على تجربتهم ومعاناتهم، شارك الأرمن في تطوير الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في لبنان، حيث لجأوا إلى إنشاء مؤسسات تعليمية وثقافية واجتماعية للحفاظ على هويتهم وتعزيز تراثهم الثقافي.

وفي هذا المجال، أشار النائب العميد جان طالوزيان، في حديث إلى موقع “IMLebanon”، إلى أنه “لم يخطر ببال من ارتكب محاولة إبادة الشعب الأرمني منذ أكثر من مئة عام أنّ هذا الشعب الذي تحدّى القتل والتعذيب وفقدان الأهل والممتلكات أن يخرج من المياتم والمخيمات أقوى من ذي قبل فيستمر وينتصر”.

وأكّد طالوزيان أنّ الأرمن انتصروا على محاولة الإبادة فاستمروا وانتشروا في كل دول العالم وحققوا نجاحات كبيرة.

وأضاف: “حافظ الأرمن على الهوية والخصوصيّة وذلك من خلال المحافظة على اللّغة والتقاليد والقيم المبنيّة على الشجاعة والإمان”.

وردًّا على سؤال حول دور الأرمن في لبنان، قال طالوزيان: “بيروت تعتبر عاصمة الإنتشار الأرمني حيث كان للتعددّية اللبنانيّة والحريات العامّة المتوفرة الدور الكبير في هذا الأمر، وهذا ما لم يكن متوفّرًا في البلدان العربيّة الأخرى الّتي استقبلتهم، فحقّق الأرمن نجاحات وإنجازات أينما حلّوا في مختلف المجالات العلميّة والفنيّة والثقافيّة والقطاعات الإنتاجيّة”.

وشدّد على أنّ “مرور الزمن لا يسري إطلاقّا على جريمة بهذا الحجم”.

وعن محاسبة من ارتكبوا الإبادة الأرمنية واستمرار الجرائم التي ترتكب يوميًّا في العالم، اعتبر طالوزيان أنه “لو تمّت محاسبة من قام بهذه الجريمة الّتي ارتكبت بحق الإنسانيّة جمعاء في ذلك الحين لوفّرنا على البشريّة الكثير من الجرائم التّي لا زالت ترتكب حتّى اليوم”.

ولفت إلى أنّ “المصالحة لن تحقّق قبل تحقيق العدالة واعتراف المجرم بجريمته، هذه هي الخطوة الأولى التّي يجب القيام بها”.

وتمنّى طالوزيان على أحفاد الناجين من الظلم أن “يتشبثوا أكثر بوطننا الحبيب لبنان هذا الوطن الذي أعطانا الكثير وأن يحافظوا في الوقت عينه على خصوصيتهم وأن لا ينسوا أنّ أجدادهم كانوا محاربين أشداء ومؤمنين أنقياء، وأخيرّا ألاّ ينسوا شهداءهم الأبرار”.

إذاً، ذكرى الإبادة الأرمنية فرصة لنعمل جميعًا كمجتمع دولي لتعزيز قيم السلام والتعايش السلمي بين الشعوب، ولضمان أن تبقى هذه الذكرى شاهدة حية على عزمنا على بناء عالم أفضل للجميع، والحفاظ على حقوق الإنسان والعمل الجاد لمنع المجازر والجرائم ضد الإنسانية.