كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
خلال استقباله وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه، قدّم رئيس مجلس النواب نبيه بري للدبلوماسي الفرنسي عرضاً يتضمّن إحصاء بنتائج الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان منذ الثامن من تشرين الأول الماضي وحتى 22 نيسان الجاري، يظهر حجم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالقرى والبلدات الجنوبية، فضلاً عن الأراضي والمساحات الزراعية والحرجية واستخدام إسرائيل للأسلحة المحرّمة دولياً.
وأعدّ المجلس الوطني للبحوث العلمية، بالتعاون مع وحدة إدارة مخاطر الكوارث التابعة لرئاسة مجلس الوزراء واتحاد بلديات صور، تقريراً مفصّلاً من 16 صفحة رصد خسائر الاعتداءات البشرية والمادية، مع رسوم بيانية وتقرير مفصّل مدعّم بصور الأقمار الاصطناعية للخسائر التي لحقت بالمساحات الزراعية نتيجة الحرائق التي تسبّبت بها القذائف الحارقة وبلغت مساحتها حوالي 1059 هكتاراً حتى العاشر من آذار الماضي.
ووفق التقرير، منذ السابع من تشرين الاول ٢٠٢٣ حتى تاريخ ٢٢ نيسان ٢٠٢٤ عدد الشهداء والجرحى في صفوف حزب الله والمدنيين والجيش اللبناني كان موزعا كالآتي: العدد الاجمالي للجرحى ٢٧٥ وعدد الشهداء ٤٣۸ شهيد. عدد الجرحى المدنيين بلغ ٢٥١ في حين بلغ عدد الشهداء ١٠٠. أما عدد الجرحى في صفوف حزب الله، وفق التقرير، فقد “بلغ ١٩ في حين بلغ عدد الشهداء الـ ٣٣٧” . في صفوف الجيش، اللبناني ارتقى شهيد واحد و ُجرح خمسة آخرين. ويشير التقرير الى ان “لم تسلم الفرق الصحافية من الاعتداءات السرائيلية حيث ارتقى 3 شهداء، وجرح 4 آخرون”.
ايضا، اعلنت وحدة مخاطر الكوارث في لبنان امس ان “مجموع الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي بلغ 438 شهيدا منذ 7 تشرين”.
وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، من الضروري والملح ان يتم وضع العواصم الكبرى في صورة اعتداءات اسرائيل وهمجيّتها التي تبطش بالبشر والحجر والشجر، وكلّنا على بيّنة من سلوكها هذا، وقد رأيناه ولمسناه لمس اليد على مر العقود الماضية، في لبنان او في الاراضي المحتلة.
لكن وفق المصادر، فإن ما اراد بري ان يُثبته للدبلوماسي الفرنسي عن خرق اسرائيل القوانين الدولية، أثبت في الوقت ذاته ان لا ردع فعليا قادرٌ حزبُ الله على تأمينه في وجه آلة القتل الاسرائيلية. فالحزب ألحق طبعا، اضرارا باسرائيل، وهجّر المستوطنين من الشمال، غير انه غير قادر – بالوقائع والارقام التي تُظهر حجم الاضرار اللاحقة بلبنان وناسه وبيئته والتي لم تذكر حجم الدمار في المنازل والبنى التحتية – هو غير قادر على خلق توازن مع الخراب والاذى الذي تسبب اصلا، ويمكن للطيران الاسرائيلي وحده، من دون اي هجوم بري، ان يتسبب بهما في لبنان خاصة اذا توسّعت الحرب.
فهل يمكن في ظل الارقام الواردة اعلاه، ان يخرج الحزب بعد سكوت المدافع، ويعلن انه انتصر وهزم اسرائيل؟