النائبة اللبنانية بولا يعقوبيان، التي يُفترض أنها تمثّل اللبنانيين، يبدو أن شغلها الشاغل هو فبركة الإشاعات بكل وقاحة، إلا أن حظها العاثر يقودها إلى ارتكاب أخطاء فادحة تفضحها بنفسها.
آخر محاولات يعقوبيان كانت من خلال إنتاج فيديو، بالتعاون مع فريقها، يستهدف رجل الأعمال أنطون صحناوي، متضمّنًا اتهامات طالت عددًا من زملائها النواب، أبرزهم نائب رئيس حزب القوات اللبنانية جورج عدوان، والنواب إبراهيم كنعان، علي حسن خليل، راجي السعد، وجان طالوزيان، بالإضافة إلى الإعلاميين مرسيل وجورج غانم، وناشر ورئيس تحرير موقع IMLebanon، الصحفي طوني أبي نجم.
أولًا، ومن حيث الشكل، لم تجرؤ بولا يعقوبيان على توقيع الفيديو باسْمها، في محاولة منها للتنصل من مسؤوليته، لكنّها سرعان ما فضحت نفسها عندما بدأت بإرساله عبر واتساب من رقمها الخاص إلى بعض معارفها، كما ارتكبت خطأً أكبر عندما نشرته كـ”ستوري” على إنستغرام قبل أن تتنبه للأمر وتحذفه، فلو كانت تمتلك الجرأة، لكانت وزّعت الفيديو علنًا موقّعًا باسمها، بدلًا من الاختباء وراءه.
أما من حيث المضمون، فإننا في IMLebanon معنيون بالرد، خصوصًا أن الفيديو استهدف ناشر موقعنا، الصحفي طوني أبي نجم، ولكن قبل ذلك، نطرح سؤالًا بسيطًا: لماذا اختارت بولا يعقوبيان مهاجمة أنطون صحناوي من بين جميع رؤساء مجالس إدارات المصارف في لبنان؟ ولماذا لم تتعرض لرئيس جمعية المصارف، سليم صفير، لأنه صديقها؟ الجواب ببساطة، أن ما يحرك يعقوبيان ليس قضية المصارف بحد ذاتها، بل حسابات انتخابية تتعلق بمنطقة الأشرفية، إضافة إلى طلبها المتكرر لمقابلة صحناوي في باريس، وهو ما رفضه الأخير لعدم اكتراثه بها.
ثانيًا، في محاولة منها للإيحاء بأن أنطون صحناوي عرقل تسمية نواف سلام، تجاهلت يعقوبيان حقيقة أن نوابًا ذكرت أسماءهم في الفيديو، مثل جورج عدوان، إبراهيم كنعان، وراجي السعد، قد سمّوا سلام بالفعل، فكيف يمكن لشخص يُزعم أنه يعارض تسمية سلام أن يسمح لهؤلاء النواب بدعمه؟ أليس في ذلك تناقض واضح؟
ثالثًا، زعمت يعقوبيان أن المصارف تعارض رئيس الحكومة المكلف، لأنه قد يطالب بتوزيع عادل للخسائر، لكن كيف توصلت إلى معرفة سياسة نواف سلام قبل أن يُعلنها بنفسه؟ وهل أصبحت ترسم له سياساته مسبقًا؟ في هذا السياق، جاء ردّ الخبير المالي رند غياض، الذي يعمل مع صندوق النقد الدولي، ليؤكد أن هناك طروحات اقتصادية يتم الترويج لها تعتمد على تحميل المودعين العبء الأكبر، بدلًا من محاسبة المسؤولين عن الفساد والهدر. فهل كانت يعقوبيان تقصد تمرير هذه الأجندة عبر الفيديو؟
رابعًا، الإعلامية ديانا مقلّد أعربت عن قلقها من الأسماء المتداولة لتشكيل الحكومة، فهل هذا يعني أيضًا أنها تتبع للمصارف وأنطون صحناوي؟
أما بشأن الصحفي طوني أبي نجم، فهو شخصية معروفة في الوسط السياسي والإعلامي اللبناني منذ أكثر من 30 عامًا، ومواقفه الوطنية الثابتة تشهد له. خلال فترة الاحتلال السوري، كان أبي نجم يواجه الاعتقال والملاحقة، بينما كانت يعقوبيان تتنقل بين السياسيين بحثًا عن فرصة عمل. والأهم أنه حتى عندما كان مستشارًا للنائب ميشال معوض، لم يتردد في مهاجمة جبران باسيل، رغم التحالف الانتخابي بين معوض وباسيل، ما يدل على استقلالية مواقفه.
في المقابل، يعرف الجميع أن بولا يعقوبيان تغيّر خطابها وفقًا للظروف والمناسبات، فبينما كانت في السابق تمتدح حزب الله وأمينه العام، أصبحت اليوم تتحدث بلغة مختلفة. أضف إلى ذلك، أن علاقاتها الواسعة برجال الأعمال والإعلاميين، وزواجها من صاحب مصرف خارج لبنان، تطرح تساؤلات عديدة، أبرزها: من أين تحصل على الملايين لتمويل مواقع إلكترونية ودفع مبالغ ضخمة لمؤسسات إعلامية؟
هذه ليست سوى البداية، وسنعود قريبًا بفيديوهات جديدة تطرح المزيد من الأسئلة حول ارتباطات بولا يعقوبيان ودوافعها الحقيقية!
