IMLebanon

هل تصطدم الخطة المصرية لإعمار غزَّة مع خطة ترامب؟

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:

بعد تبنِّي قمة القاهرة للخطة المصرية لاعادة إعمار قطاع غزّة، والتي تختلف جذرياً عن خطة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، المدعومة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تتجه الأنظار لمعرفة ردود فعل كِلا الطرفين تجاهها، وكيفية التعاطي معها، وأي منحًى تسلكه الامور في المرحلة المقبلة ، لاسيما في ظل الفارق الكبير بين الخطتين، والمواقف المتباعدة بينهما.

للوهلة الاولى، لن تكون الردود المرتقبة من الجانبين الاميركي والاسرائيلي متجاوبة مع الخطة المصرية، التي تنسف كليا خطة الرئيس ترامب التي ترتكز اساسا على تهجير الفلسطينيين من القطاع الى الدول المجاورة، لاسيما مصر والاردن، بينما تتضمن الخطة المصرية رؤية متكاملة لحل مشكلة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي على اساس اقامة الدولتين، صيغة ادارة القطاع والجهات التي تتسلمه امنيا واداريا ، اعادة الاعمار بكل تفاصيلها وتكلفتها، التشديد على ابقاء الفلسطينيين بأرضهم، واشراكهم بعملية اعادة الاعمار،وما الى هنالك من تفاصيل دقيقة ومهمة.

الى اين تتجه الامور في ضوء الفارق الكبير بين خطة ترامب والخطة المصرية؟

يُنتظر ان تواجه الخطة المصرية في الايام الاولى، برفض قاطع من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لانها تنسف كل خططه وتطلعاته بالتعاطي مع القضية الفلسطينية ومستقبل قطاع غزّة تحديدا.

وبالطبع لن تلاقي الترحيب من الجانب الاميركي، الذي سيتعاطف مع نتنياهو وإسرائيل، ولكنه لن يذهب بعيدا في قطع الطريق نهائيا عليها، وخصوصا بعدما تبنَّتها القمة العربية، وبدعم ملحوظ من المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي عموما، لانه ليس من مصلحة واشنطن والعرب الذهاب الى الصدام النهائي بينهما حول هذه المسألة، ولكن من المرجع ان يكون تبنِّي القمة العربية للخطة المصرية، مدخلاً لاجراء مشاورات بخصوصها مع الجانب الاميركي، كما أشار الرئيس المصري بنهاية القمة، لاجراء تعديلات قد يطرحها الجانب الاميركي، ويتولى تسويقها مع الجانب الاسرائيلي، تتضمن مطالب وشروطاً بخصوص تركيبة الادارة السياسة للقطاع وتحديد مستقبله وغيرها، وتكون الصيغة النهائية لخطة اعادة اعمار القطاع بموافقة جميع الاطراف، لأن البديل عن ذلك الصدام بين خطة ترامب الاميركية مع الخطة المصرية المدعومة عربياً،والذي سيؤدي حتما إلى توتير الاوضاع المتدهورة في القطاع والمنطقة عموما، وهذا لن يكون في صالح تحقيق هدف الرئيس الاميركي لإحلال السلام بالمنطقة.