Site icon IMLebanon

هواجس الحرب بين إسرائيل وإيران إقتصادية؟

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:

تخطت هواجس اللبنانيين وخشيتهم من تكرار الزج بلبنان في الحرب الدائرة بين اسرائيل وايران، لتبدل الظروف وتغيير موازين القوى الاقليمية، ولوجود سلطة واجماع وطني رافض لأي مغامرة من هذا النوع، بعد مسلسل النكبات والخراب الذي حلَّ بهم، جراء حرب «اسناد» غزة وخسائرها وجروحها التي ماتزال ماثلة امام الجميع،وتحولت بعد ايام معدودة من بدء هذه الحرب الى تداعيات اقتصادية، باتت ترخي بآثارها السلبية على الاوضاع الاقتصادية العامة.

اولى هذه التداعيات السلبية التي تسببت بها هذه الحرب على الوضع الاقتصادي، تضرر موسم الصيف الواعد، الذي كان ينتظره اللبنانيون، ليكون اول موسم، ينعم فيه لبنان، بالامن والامان، بعد سنوات طويلة من الحروب وعدم الاستقرار والفوضى، ما ادى الى انكفاء آلاف السياح والمصطافين العرب والاجانب، وحتى المغتربين اللبنانيين من زيارة لبنان، خشية توسع هذه الحرب، لتشمل اطرافاً ودول اخرى، كما الى تجنب العديد من شركات الطيران العربية والعالمية من التوجه الى لبنان حاليا، بانتظار حلول موعد انتهاء الحرب واخطارها، الامر الذي ادى الى الحاق خسائر بقطاع السياحة والفنادق وشريحة كبيرة من اللبنانيين، تستفيد من الحركة السياحية عموماً في مختلف المناطق اللبنانية.

لا يقتصر الامر عند هذا الحد، بل تعداه ايضاً الى الحاق الضرر بقدوم المستثمرين العرب والاجانب خلال الصيف، لاستكشاف فرص الاستثمار وامكانية المباشرة في تنفيذ العديد من المشاريع العديدة، المطروحة للاستثمار في مجالات البنى التحتية والسياحية والخدماتية والتجارية التي يفتقر اليها لبنان، والتي تراجع الاستثمار فيها خلال السنوات الماضية بفعل تردي الواقع السياسي والامني.

لا شك ان انتكاسة موسم الاصطياف والسياحة، وتراجع حركة الزوار الى لبنان، حرم الخزينة اللبنانية مداخيل مالية هي بأمسّ الحاجة لتغذية موارد الدولة بها، لكي تتمكن من تغطية النفقات المتزايدة، ان كان بزيادة رواتب واجور العاملين بالدولة، اوفي تمويل المشاريع الضرورية، ونفقات الخدمات العامة في مختلف المجالات.

بشكل عام ارخت الحرب بين اسرائيل وايران، مشاعر محبطة عسكرياً، ولو تراجع منسوبها تدريجا، واقتصادياً لدى معظم اللبنانيين، والخشية من تأثيرها على الواقع الاقتصادي عموما، ليس لوجود علاقة لبعض اللبنانيين مع ايران في حال توسعت الى دول اخرى ، كما يظهر بعد تدخل الولايات المتحدة الاميركية المباشر فيها، وانما بسبب تهديدات قادة ايران باحتمال، اغلاق مضيق هرمز امام حركة النقل البحري، وما يمكن ان ينجم عنه في زيادة باسعار السلع الاساسية والضرورية، وعلى تكلفة عيش المواطنين.