ساعات بتفصلنا عن جلسة الجمعة المصيرية، والصورة لهلق بعدها ضبابية: الحكومة ماضية بخيارها حصر السلاح بيد الدولة، والثنائي الشيعي بعده ما حسم موقفه بشكل نهائي.
المشاورات ناشطة، الوسطاء عم يركضوا بين بعبدا والسرايا لتأمين مشاركة، وحتى الملحق بجدول الأعمال يلي حاول “يكحلها” للجلسة ما قدر يضمن مناقشة كل نقاطها.
لبّ الموضوع واضح: الدولة بدها تحتكر قرار الحرب والسلم، وتستعيد السيادة، قدام ضغط دولي وعربي غير مسبوق، واللي عم يربط أي مساعدات للبنان بموضوع السلاح.
بس حزب الله رافع سقف خطابه، ومعتبر إنو الحكومة عم تهدد استقرار البلد لأنها بدها تطبق الدستور والقرارات الدولية وتكون دولة بتحتكر السلاح، بدل ما يعترف انو سلاحو هوي سبب كل الحروب واللااستقرار والانهيار الاقتصادي بالبلد والتخلف يللي صار فيه!!!
الكل ناطر جلسة الجمعة ويلي رح يصير خلالها ومن بعدها. والخوف الأكبر إنو يتحول الخلاف السياسي لشارع مفتوح، مع كل المخاطر اللي بيحملها على السلم الأهلي. بس لليوم، كل الأطراف عم تحاول تبقي اللعبة ضمن السياسة.
جلسة الجمعة هي محطة فاصلة بين منطق الدولة اللي عم تحاول تمسك سيادتها كاملة وما رح تتراجع وما بتقدر تتراجع وما عندها خيار تتراجع، ومنطق الفريق اللي بعده متمسك بخياراته الإقليمية. وهون، الكلمة الفصل مش بس بإيد الحكومة أو حزب الله، بل بميزان القوى الإقليمي، اللي عم يفرض على لبنان إنو يحدد موقعه من جديد.