Site icon IMLebanon

بين مدّ اليد والتحريض على الفتنة!

كتب ميشال طوق:

في الوقت الذي يفترض برجل الدين أن يتمتع بروح أسمى من الباقين بفعل تعمقه بالدين، أي تقربه أكثر الى الله المفترض، أي أن أخلاقه تطغى على غريزته من أي نوع كانت، ترى البعض من هؤلاء كأنهم يعيشون على بث السموم والأحقاد والخلافات الى حد الفتن، فقط لأنهم يريدون للآخرين أن ينزلقوا بأخلاقهم وتصرفاتهم الى الحضيض… وكل ما عدا ذلك يصب في عكس مشاريعهم ومخططاتهم!

فحوى دعوة سمير جعجع للشيعة والتي كانت دعوة صادقة من القلب، أن يعودوا الى كنف الدولة وأن يخرجوا من محاور الموت فهم أهلنا وشركاؤنا واشتقنا لهم بعد هذه الغيبة الطويلة التي سلخهم فيها نظام الملالي عن أهلهم وشركائهم في الوطن.

ما كاد ينتهي جعجع من كلمته، حتى بدأ نفث السموم وكيل الاتهامات البائدة البايخة التي لم تعد تجذب المشاهدين.

فالصهيوني أصبح معروفاً بشريط أحمر فوق كتفيه، إن كان ممهداً، أو واشياً، أو مسهلاً للعدو بتحقيق كامل أهدافه الساحقة الماحقة التي لم تترك إلا اليابس ومن لا حول له ولا قوة ولا قدرة.

هذا البعض الذي يريد أن يُبقي بيئته في صراع عقيم مع كل الخارج وكل الداخل، كان ينتظر من “الحكيم” أن يبادلهم بالمثل، ليشرعن لهم دناءتهم، ويتمثل يحقدهم وقلوبهم السوداء، يوم استفرد بنا المحتل وكانوا من المهللين والمشجعين له، لا بل المقدامين أمامه في سحق البيئة المسيحية، وهم يضحكون من داخلهم ومن الخارج، فرحين في الخطوات التي تسرع لهم تحقيق مشروعهم السلطوي الديني القمعي الشيطاني.

كانوا ينتظرون أن يخبط يده على الطاولة ويهدد بالثأر والانتقام من الذي اغتال ودمّر وخرّب ونشر الفساد والمخدرات وشجع السرقة والتهريب وتجارة الأعضاء…

كانوا ينتظرون أن يصرخ بأعلى صوته ليهدد الشيعة بوجودهم لا باحتضانهم وبإشتقنا لهم!!

بأن اخرجوا وهاجروا عنا بعيداً، لا تعالوا إلينا لنبني لبنان معاً…

فكيف سيضربون على أوتار التعصب عندهم بعد هذا الكلام؟

كيف سيقنعون الشيعة بأن “القوات اللبنانية” تريد أن تنتقم منهم وتطردهم الى خارج الحدود وإلا القتل بإنتظارهم؟

ماذا فعلت بهم يا سمير جعجع؟ كيف سيبررون كذبهم وتجنيهم على مدى عشرات السنين؟

كيف نفضح كذبهم وشعاراتهم المزيفة التي غشوا بها بيئتهم ليبقوها في قوقعة أرادوها لهم خدمة لمشروعهم الخبيث!!

لهذا قامت قيامة بعضهم الذي لا يناسبه هذا النمط من الخطابات والمقاربات، والتي لم تتغير أصلاً، لكنهم يبرعون في التحوير والكذب والتضليل… وهم يدّعون العفة والأخلاق.

لن نكون يوماً مثل الذين تآمروا مه الاحتلال السوري ضد أبناء بلدهم لأن ما فعلوه لا يمت الى الكرامة والشرف والأخلاق بشيء، ولأننا مجبولون بالشرف والكرامة والأخلاق العالية، لن نقبل بأن نصل الى الى أسفل الدرك…الى الحضيض.