IMLebanon

رجّي يُحبط “مناورة طهران”

جاء في “نداء الوطن”:

على خط العلاقات اللبنانية – الإيرانية، فاعتذر وزير الخارجية يوسف رجي، عن عدم قبوله دعوة نظيره الإيراني عباس عراقجي لزيارة طهران، مؤكدًا أن الأجواء المؤاتية للزيارة “غير متوفرة”، مقترحًا اللقاء في دولة ثالثة “محايدة”. وأضاف في بيان نشره على حسابه عبر “إكس” أن الاعتذار عن عدم تلبية الدعوة “لا يعني رفضًا للنقاش، إنما الأجواء المؤاتية للزيارة غير متوفرة”.

موقف الوزير رجّي، المتماهِي مع الخطاب السيادي الرسمي، أزعج المشككين والدائرين في فلك “الممانعة”، التي قرأت في تصريحه خروجًا عن النهج السابق للعلاقات اللبنانية – الإيرانية. وفي وقتٍ يحاول فيه البعض التشكيك في توجهات السياسة الخارجية اللبنانية التي يعبّر عنها وزير الخارجية بوضوح واتساق مع المصلحة الوطنية، تُذكّر أوساط سياسية بمواقف رئيس الجمهورية جوزاف عون التي أعلنها خلال استقباله في قصر بعبدا، رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية عباس عراقجي، والسفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني، بحضور الوزير رجّي.

حينها، شدّد عون على أن “لبنان تعب من حروب الآخرين على أرضه”، مؤكّدًا التزامه بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، في موقف ينسجم – بمفارقة لافتة – مع ما تنص عليه المادة التاسعة من الدستور الإيراني، التي تعتبر أن “حرية البلاد واستقلالها ووحدة أراضيها وسلامتها، هي أمور غير قابلة للتجزئة”، وتحظر على أي جهة الإخلال بها تحت أي ذريعة.

وفي السياق نفسه، تُعيد هذه الأوساط التذكير بمسألة منع هبوط طائرات إيرانية في مطار رفيق الحريري الدولي، متسائلة: هل كان الوزير رجّي هو من اتخذ القرار؟ أم أن الأمر أتى في إطار توجّه أوسع من الدولة لإعادة ضبط المعابر الرسمية تحت سقف السيادة، بعد سنوات من الفوضى والتفلّت والهيمنة الإيرانية؟