أقامت مؤسسة ميكرا (MECRA) إتحاد الأبحاث الطبية في الشرق الأوسط ندوة بعنوان: “واقع الأبحاث السريرية في لبنان والأثر الفوري للذكاء الاصطناعي”، لتسليط الضوء على التطورات التكنولوجية المتسارعة وعدم تخلف البحث السريري في لبنان عن مواكبتها، في مبنى عدنان القصار – بيروت، برعاية وزير الصحة العامة ركان ناصر الدين وحضوره، وحضور الدكتور جورج سكاف ممثلا نقيب الأطباء البروفسور إلياس شلالا، الرئيس التنفيذي لاتحاد المستشفيات العربية أليس بويز، رئيسة ميكرا الدكتورة ناديا شعيب وفريق العمل، وفاعليات.
وتحدث ناصر الدين عن “أهمية تأثير التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي على تطوير الأنظمة والخدمات الصحية”، مؤكدًا أن “توجه الوزارة هو الإستفادة من هذا التطور والعمل على الحصول على الداتا والبيانات المطلوبة من أجل الإبتعاد عن العشوائية ورسم السياسات الصحية السليمة”.
وأكد “العمل على تحديث السجل الوطني للسرطان بعدما كان مغيّبا لفترة بسبب الأزمات المتتالية”، وقال: “هناك تركيز على استخراج البيانات الدقيقة بحيث يتم تحضير الداتا التي لم تكن موجودة منذ سنة 2022 حتى هذه السنة، بما يؤدي إلى معرفة المؤشرات العلمية ولا سيما نسبة الوفاة الناجمة عن هذا المرض بالدقة العلمية المطلوبة”.
وتناول “واقع البحث السريري في لبنان الذي هو أداة بحثية في أي مسار علمي منهجي في الوزارة”، وأبدى “ارتياحه لامتلاك لبنان قاعدة جيدة من الكفاءات الطبية والأكاديمية التي ساهمت في تطوير البحث السريري، رغم التحديات الاقتصادية والسياسية والصحية التي عصفت بالبلاد، وذلك إضافة إلى شبكات الباحثين المنتشرين في الخارج، ووجود مستشفيات جامعية ومراكز بحوث قادرة على التميز، والاستفادة من التحولات الرقمية والتكنولوجيا الحديثة”.
وأعلن انه “رغم محدودية التمويل، فثمة مبادرات فردية ومؤسساتية مميزة تضع لبنان على خارطة البحث الطبي إقليمياً. ولكن ثمة تحديات تواجه منظومة البحث السريري يتقدمها غياب التمويل المستدام والدعم المؤسساتي، وضعف البنية التحتية البحثية والحاجة لتشريعات حديثة تنظّم الأبحاث وتحمي حقوق المشاركين، إضافة إلى نقص الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص، والتي من المهم أن تتبلور بشكل أكثر فعالية”.
كما كشف عن أن “وزارة الصحة العامة وضعت ضمن أولوياتها تعزيز البحث السريري ودعم أي مبادرة تسهم في تأسيس بيئة داعمة ومشجّعة للباحثين، بالتعاون بين الوزارة والأكاديميا والقطاع الخاص إذ لا يمكن لأي استراتيجية وطنية للبحث أن تنجح من دون شراكة حقيقية مع الجامعات والشركات والمنظمات المتخصصة”.
وختم مشددا على “ضرورة دمج الذكاء الاصطناعي في الأبحاث والممارسات السريرية”، مؤكدًا أن “الوزارة تعمل على وضع أُطر تنظّم هذا المجال، وتشجّع على إدخاله تدريجا في أنظمة الصحة الوطنية، بالتعاون مع الخبراء المحليين والدوليين، لأن الذكاء الإصطناعي يسهم في تحسين جودة البحث وتحليل البيانات، واتخاذ قرارات سريرية أسرع وأكثر دقة”.

