كشفت امرأة أميركية تفاصيل واحدة من أكثر قضايا إساءة معاملة الأطفال صدمة، بعدما تبيّن أن والدتها لفّقت إصابتها بالسرطان خلال طفولتها، وأقنعتها لسنوات بأنها تحتضر، بهدف استدرار التعاطف وجمع التبرعات.
وأوضحت الضحية، المعروفة باسم هانا، أنها كانت في السادسة من عمرها عندما أخبرتها والدتها بأنها مصابة باللوكيميا وورم في العمود الفقري، وخضعت لما قُدّم على أنه علاج كيميائي، في حين كانت في الواقع تتناول أدوية غير ضرورية وتتعرض للتخدير من دون أي سبب طبي، وفق ما نقله موقع “دايلي ميل”.
وانتشرت قصة مرض الطفلة في بلدة أوربانا بولاية أوهايو، حيث نظّمت والدتها حملات تبرع وجمعت آلاف الدولارات من السكان والمؤسسات المحلية، من دون وجود أي سجلات طبية حقيقية تؤكد إصابة الطفلة بأي مرض.
وانكشفت القضية لاحقًا عندما حاول مستشار نفسي ترشيح الطفلة لإحدى الجمعيات الخيرية المعنية بتحقيق أمنيات الأطفال المصابين بأمراض مميتة، ليتبيّن أن المستشفيات لا تملك أي ملف طبي لها، ما أدى إلى تدخل الشرطة وفتح تحقيق جنائي.
واعترفت الأم بتلفيق المرض، وأُدينت بتهم تعريض طفل للخطر والاحتيال والسرقة الكبرى، وصدر بحقها حكم بالسجن لمدة ست سنوات ونصف. كما سُجن والد الطفلة لفترة قصيرة، قبل أن تؤكد الابنة لاحقًا أنه لم يكن على علم بما كانت تفعله والدتها.
وأشارت التحقيقات إلى أن سلوك الأم يندرج ضمن ما يُعرف بمتلازمة مونخهاوزن بالوكالة، وهي اضطراب نفسي يقوم فيه أحد الوالدين باختلاق أو التسبب بمرض للطفل بهدف جذب الانتباه والتعاطف.
وأكدت الضحية، التي أصبحت اليوم أمًا لطفلين، أن التجربة خلّفت آثارًا نفسية عميقة استمرت لسنوات، لكنها تمكنت من إعادة بناء حياتها بدعم من والدها وزوجها، مشددة على أنها اختارت المضي قدمًا من دون كراهية، لكنها لا تزال غير قادرة على مسامحة والدتها.

