رغم أن فيتامين E يُعد من العناصر الغذائية الأساسية لدعم المناعة وحماية الخلايا من التلف، إلا أن تناوله بجرعات مرتفعة، خصوصاً على شكل مكملات غذائية، قد يحمل مخاطر صحية جسيمة تفوق فوائده المتوقعة، وفق ما حذّر تقرير طبي حديث.
وبحسب ما نشره موقع Verywell Health، فإن معظم الأشخاص يحصلون على حاجتهم اليومية من فيتامين E من خلال الغذاء وحده، مثل المكسرات والبذور والخضراوات الورقية، في حين قد يؤدي الإفراط في المكملات إلى آثار جانبية خطيرة.
من أبرز المخاطر المرتبطة بجرعات عالية من فيتامين E هو ارتفاع احتمال النزيف، إذ يتداخل الفيتامين مع فيتامين K الضروري لتخثّر الدم، كما يمنع الصفائح الدموية من الالتصاق بشكل طبيعي. وقد يؤدي ذلك إلى نزيف مطوّل حتى من جروح بسيطة، أو نزيف داخلي خطير في بعض الحالات.
في الحالات الشديدة، قد يؤدي تناول أكثر من 1000 ملغ يومياً من فيتامين E إلى حدوث نزيف داخل الدماغ، يُعرف بالسكتة الدماغية النزفية، وهي حالة طبية طارئة قد تكون مهددة للحياة، وتظهر أعراضها بشكل مفاجئ مثل الصداع الحاد، واضطراب الكلام، وضعف أحد جانبي الجسم.
تشير دراسات إلى أن الجرعات المرتفعة من فيتامين E قد ترفع خطر الإصابة بفشل القلب، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون أمراضاً قلبية أو سبق لهم الإصابة بنوبة قلبية. وفي بعض الحالات، ارتفع خطر فشل القلب بنسبة تصل إلى 50% لدى هذه الفئة.
وجدت دراسة واسعة النطاق أن الرجال الأصحاء الذين تناولوا 400 وحدة دولية يومياً من فيتامين E لفترات طويلة كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا. ويرجح الباحثون أن الجرعات العالية من مضادات الأكسدة قد تعيق تخلّص الجسم من الخلايا التالفة، ما يسمح لها بالنمو غير الطبيعي.
يمكن لفيتامين E أن يتفاعل مع عدد من الأدوية، مثل مميعات الدم (كالوارفارين والأسبرين)، وأدوية خفض الكوليسترول، وبعض علاجات السرطان، إضافة إلى الأدوية المثبطة للمناعة، ما قد يقلل فعاليتها أو يزيد آثارها الجانبية.
على عكس المتوقع، قد تؤدي الجرعات العالية جداً من فيتامين E إلى إضعاف الاستجابة المناعية، كما قد تعيق امتصاص فيتامينات مهمة مثل A وD وK، ما ينعكس سلباً على صحة العظام ويزيد خطر الكسور على المدى الطويل.
يوصي الخبراء بأن يحصل البالغون على نحو 15 ملغ يومياً فقط من فيتامين E، وهي كمية يمكن تلبيتها بسهولة من الغذاء. إلا أن كثيراً من المكملات تحتوي على جرعات تفوق هذا الحد بأضعاف. لذلك، يُنصح دائماً بقراءة الملصقات الغذائية بعناية، وعدم تناول المكملات إلا بعد استشارة الطبيب، خاصة لمن يعانون أمراضاً مزمنة أو يتناولون أدوية منتظمة.
