Site icon IMLebanon

ملف تفجير المرفأ يتعقّد بعد جلسة بلغاريا

كتبت جوانا فرحات في “المركزية”:

كما كان مقرراً توجه قاضي التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت طارق البيطار الأربعاء 17 كانون الأول إلى بلغاريا لاستجواب صاحب سفينة روسوس إيغور غريتشوشكين (48 عامًا) الذي يحمل الجنسيتين الروسية والقبرصية الّتي نقلت شحنة نترات الأمونيوم إلى لبنان، الّتي تمّ تخزينها في مرفأ بيروت وانفجرت في 4 آب 2020، ما أدّى إلى مقتل أكثر من 220 شخصًا وإصابة الآلاف بجروح.

الجلسة “المفصلية” في بلغاريا استمرت 3 ساعات ولم ينطق إيغور في خلالها إلا بالكلمات التالية:”قلت ما قلته في الإفادة التي قدمتها أمام الضابطة العدلية في قبرص في آب 2020 ولا شيء يضاف إليها”. ورفض الإدلاء بأي إفادة أو الإجابة على الأسئلة التي حملها معه البيطار في ملف ضخم علماً أنها كانت ستقدم الكثير من الأدلة التي من شأنها أن ترفع عنه الشبهات أو تدينه.

بعد عودة البيطار إلى لبنان جملة أسئلة بدأت تكرّ في بال الرأي العام اللبناني وأهالي الضحايا: ما مصير التحقيقات في جريمة المرفأ هل يصدر القرار الإتهامي؟ لماذا تأخر القضاء اللبناني في البتّ بدعوى المخاصمة التي رفعها النائب العام التمييزي السابق غسان عويدات بحق القاضي البيطار؟ وهل سيتمكن البيطار من إصدار القرار الإتهامي على رغم تخلف صاحب سفينة روسوس عن الإدلاء بإفادته وماذا تتضمن الاستنابات القضائية الأخرى التي لا يزال يحتفظ بها البيطار في ملف الدعوى؟

الأسئلة كثيرة والإجابات القانونية البحت يسطّرها عضو مكتب الإدعاء في نقابة المحامين عن ملف تفجير بيروت المحامي يوسف لحود ويقول ” من حق إيغور غريتشوشكين عدم الإدلاء بإفادته والإلتزام بالصمت. فهذا حقه القانوني”. وردا على السؤال حول إمكانية إطلاق سراح غريتشوشكين يؤكد لحود ” استمرار توقيف صاحب سفينة روسوس في بلغاريا كان لدواعي استرداده أو استجوابه في مكان توقيفه من قبل المحقق العدلي في ملف الدعوى. وبرفض المحكمة البلغارية طلب استرداده من قبل الدولة اللبنانية وعدم إدلائه بالإفادة أمام القاضي البيطار لم يعد لدى السلطات البلغارية دواع لتوقيفه وبات من الطبيعي أن يصار إلى إطلاق سراحه أو يُسلَّم إلى إحدى الدولتين التي يحمل جنسيتهما أي روسيا وقبرص موقوفاً ويُطلب من القضاء اللبناني الحصول على نسخة عن ملف الدعوى ليصار إلى محاكمته في دولته. لكننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة وفي أي حال يستمر لبنان في وضع اليد على الدعوى لمحاكمته وإصدار حكم غيابي بحقه إذا ثبت أن لديه مسؤولية لأنه لا يزال حتى الساعة متهما”.

قرار الإستئناف الذي اتخذته النيابة العامة التمييزية حول التسليم أو عدم التسليم لم يصدر بعد من قبل المحكمة البلغارية “ولا يمكن التكهن به ” يقول لحود فهل يمكن أن يصدر البيطار القرار الإتهامي ويعتبر إيغور “متهما فارا من العدالة”؟

“القرار الإتهامي سيصدر حتما لكن بعد عرضه على النيابة العامة التمييزية لإجراء المطالعة بالأساس، بعدها يعاد الملف إلى البيطار للإطلاع عليه وإصداره”. ويختم لحود “أن العد التنازلي لصدور القرار الإتهامي يبدأ بعد إبداء النيابة العامة التمييزية مطالعتها عليه وليس قبل ذلك وأي كلام سواه هو محض تكهنات”.

بين الخيبة و التروي والإنتظار تفاوتت ردات فعل أهالي ضحايا تفجير المرفأ لكن الجامع الوحيد كان عنصر المفاجأة من النتيجة اثر جلسة الإستجواب حيث أصر إيغور على التزام الصمت”علما أن هذا حق قانوني” تقول شقيقة أحد ضحايا المرفأ المحامية سيسيل روكز، وتوضح “أن الملف الذي حمله البيطار يتضمن أكثر من 100 سؤال مما يدل على حجم ودقة التفاصيل في مسار الدعوى، ومعلوم أن ايغور غريتشوشكين يشكل دليلا مهما في هذه الدعوى “.

تضيف روكز:” الثابت أن القاضي البيطار لم يكن في جو رد فعل إيغور وخياره التزام الصمت وعدم الإجابة على أي من الأسئلة خلال الجلسة التي استمرت حوالى 3 ساعات على رغم التطمينات التي نقلها إليه البيطار وتأكيده على أن عدم التجاوب والتفاعل معه هو بمثابة قرينة ضده . لكن إيغور أصر على البقاء صامتا والقول بأن لا شيء يضيفه على الإفادة التي أدلى بها في 12 أب 2020 خلال استجوابه من قبل الضابطة العدلية في قبرص بعد توقيفه من قبل النيابة العامة التمييزية”.

هل بدا خائفا؟ هل يحتمل أن يكون مهددا بعائلته؟ هل ثمة ضغوطات عليه لعدم الإدلاء بإفادته؟ أسئلة بديهية تُطرح الجواب اليقين “لا يمكن التكهن بذلك. فالاسئلة التي حملها البيطار متشعبة بدءا من لماذا قرر إيغور الإبحار الى بيروت ولماذا حوّل مسار الباخرة وكيف وصلت الى تركيا واليونان ولاحقا الى مرفأ بيروت؟ من هو مالك السفينة علما أن هناك صكوك وأوراق لكن كان يفترض التأكد منها من خلال أجوبة إيغور نفسه. لكن صمته قرينة ضده”.

في ما خص الخطوات القانونية اللاحقة تقول روكز” إن عدم تسليمه من قبل محكمة بلغاريا ورفضه الإدلاء بالإفادة على رغم سفر القاضي البيطار قد يدفع النيابة العامة التمييزية في بلغاريا التي قررت الاستئناف في مسألة طلب الاسترداد على الموافقة على طلب استرداده ” فهل تفك عقدة لسان إيغور في لبنان في حال استرداده؟ الشك كبير.

الواضح أن شبكة خيوط العنكبوت لا تزال تُحبك حول ملف تفجير المرفأ “لكن في القانون هناك دائما طاقات يستعملها القاضي لفك العقد”. وتختم روكز “البيطار لم ولن يستسلم ولن يتوقف أمام أي عثرة على رغم كل العراقيل التي حاول مدعي عام التمييز السابق غسان عويدات تكبيله بها ونحن على ثقة ان القرار الإتهامي سيصدر قريبا لكن بعد استكمال كل الاستنابات التي سطرها”.