IMLebanon

سياحة الأعياد.. تشغيل فنادق بيروت قد يبلغ 100%

كتبت بولين فاضل في “الأنباء الكويتية”:

لا مغالاة في القول إن لبنان هذه الأيام هو بلد العيد، والشواهد حاضرة وبوفرة، ويكفي أن قطاعات اقتصادية حيوية فيه، وبلغة الأرقام والوقائع، هي اليوم في حالة نشاط وغليان تثلج النفوس، وتؤكد المؤكد وهو أن كل ما يحتاجه هذا البلد الصغير هو استقرار مستدام ليعود إلى “طليعيته”، أقله على الخارطة السياحية العالمية.

ومبرر هذا الكلام، هو أن المشهد في لبنان على قاب أيام من عيدي الميلاد ورأس السنة انقلب رأسا على عقب إلى حد الذهول، إذ ما إن تراكمت الأخبار والمعطيات عن إرجاء ما كان تردد بقوة عن ضربة عسكرية إسرائيلية واسعة على لبنان بفعل المساعي الديبلوماسية إلى شهر أو شهرين، حتى تبدلت المعادلة السياحية برمتها بسرعة فاقت التوقعات، فبدا لبنان الوجهة السياحية المفضلة للسياح العرب والملاذ الأول والأخير للمغتربين اللبنانيين.

نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، قال في حديث إلى «الأنباء» إن «نسبة التشغيل في الفنادق في بيروت في الفترة الممتدة ما بين 27 كانون الأول وحتى 3 كانون الثاني تخطت 80%، وربما تصل إلى 100%، فيما النسبة خارج بيروت كانت قبل أسبوع أدنى من 30% لكنها ارتفعت اليوم إلى ما يقارب 60%».

وبحسب الأشقر، فإن “هذه الأرقام تعني أن لبنان هو وجهة سياحية قائمة ولاسيما للأشقاء الخليجيين”، مشيرا إلى أن “الكويتيين والقطريين يتصدرون قائمة السياح الخليجيين، وهم يأتون لبنان بأعداد لافتة، فيما يستمر توافد الآخرين من سوريين وعراقيين ومصريين وأردنيين”.

واللافت كما كشف النقيب الأشقر أن “الحجوزات في قسم لا بأس به من فنادق العاصمة وخارجها، هي لمغتربين لبنانيين فضلوا عدم فتح بيوتهم للإقامة فيها فترة الأعياد واستبدلوها بالفنادق، وهذا ما ساهم بدوره في رفع نسبة التشغيل”.

ويلتقي نقيب أصحاب الفنادق مع نقباء سياحيين آخرين على فكرة أن الوضع الأمني هو أم المشكلات في لبنان وعدو السياحة اللدود، وأن أي هدنة مؤقتة واستقرار طويل الأمد يرفدان الاقتصاد بالمداخيل الأكبر من خلال السياحة، فيما التوصل إلى استقرار وأمن دائمين وثابتين من شأنه كما يؤكدون استثمار كل ما يختزن لبنان من إمكانات سياحية هائلة.

ويعبر القيمون على القطاع السياحي عن قناعة لديهم بأن الاستقرار ينعش السياحة، والسياحة تنعش كامل المناطق اللبنانية وتمد الاقتصاد بمداخيل كبيرة، لأن لبنان لا يزال وجهة سياحية مفضلة ليس فقط للعرب وإنما أيضا للكثير من الأوروبيين الذين سبق أن وقعوا تحت سحره، والحقيقة المؤكدة أن لبنان بمزاياه العديدة قادر متى حل فيه السلام أن يستحيل بلد السياحة الذي لا يستكين على مدار 365 يوما.