إعتبر عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض، أن “الدماء الطاهرة من الجيش اللبناني البطل، الذي نثمن مواقف قيادته الحكيمة، تمتزج ودماء المقاومة الباسلة التي نذر مجاهدوها أنفسهم للدفاع عن الوطن في سبيل حريته واستقلاله وسيادته. شهداء ثلاثة، قضوا غيلة وغدرًا على يد الجيش الإسرائيلي، الذي يحتل أرضنا، وينتهك سيادتنا، ويغتال شبابنا، ويدمر أرزاقنا وقرانا وبيوتنا، هذا العدو الذي لا يحترم عهدًا أو اتفاقًا، ولا قرارًا دوليًا ولا قانونًا دوليًا، ويتجاوز كل القواعد والحدود، ويعيث في الأرض خرابًا وفسادًا. وبالاستناد إلى كل ذلك، يريد أن يفرض علينا شروط الخضوع والاستسلام، التي تفرغ أراضينا الحدودية من سكانها، وتقيد سيادتنا، وتصادر مواردنا”.
وأضاف فياض، خلال تشييع في بلدة حومين التحتا: “أمام جثامين شهدائنا الأبطال وحرمة دمائهم، ووثاقة العهد بشهادتهم وتضحياتهم، نقول بالفم الملآن، إن هذا الكيان، سيبقى عدوًا غاصبًا مجرمًا، ولو اعترفت الدنيا بأكملها به. وإن هذا العدو يستطيع أن يمضي بالقتل والتدمير، لكنه لن ينتزع منا حقنا في الدفاع عن أنفسنا ووطننا وأرضنا وحق الشعب اللبناني بحياة آمنة وحرة ومستقرة، بحق الشعب اللبناني عبر دولته في ممارسة سيادته على أرضه وحقوقه وموارده”.
وتابع: “نحن لا نمارس دورًا، ولا نطلق موقفًا، ولا نسعى إلى هدف خارج حقوقنا الوطنية والإنسانية، وخارج القوانين الدولية، فما نسعى إليه، ونقدم في سبيله التضحيات هو الانسحاب الإسرائيلي من أرضنا، ووضع حد للأعمال العدائية التي يمارسها بحق شعبنا وقرانا، وإطلاق أسرانا، وممارسة حقنا في إعادة إعمار بيوتنا ومصالحنا، فما هو الخطأ في ذلك، وما هو الغريب في ذلك، في ظل تأكيدنا المتكرر والصادق، التزام القرار الدولي 1701 وإعلان وقف إطلاق النار”.
وسأل السلطة اللبنانية: “ما هي قيمة التفاوض مع العدو إذا كان يستمر ويمعن في قتل اللبنانيين؟، وما هي قيمة التنازلات المجانية له؟، إذا كان يمضي في ممارساته ومواقفه التصعيدية وما هي طبيعة هذه المفاوضات، التي تتيح للعدو الحديث عن تعاون اقتصادي وعسكري وعن مبادرات إقتصادية وعن تكامل الدورين السياسي والأمني”.
كما أشار إلى أن “السلطة اللبنانية مطالبة بالتوضيحات التي تجيب على هذه الأسئلة، وان تؤكد التزام ممثليها في لجنة الميكانيزم قولاً وفعلاً ودون مواربة وبشفافية كاملة، إقتصار البحث على الثوابت اللبنانية المعلنة، وهي الإنسحاب الإسرائيلي وإيقاف الأعمال العدائية وإطلاق الأسرى، بدل ان تركز السلطة جهدها على تحقيق هذه المطالب الجوهرية قبل اي شيء آخر، يمضي البعض بسياسة التنازلات المجانية، فيستعجل البحث بموضوع السلاح شمالي نهر الليطاني، في الوقت الذي لم يلتزم العدو الإسرائيلي أي بند من بنود وقف إطلاق النار، ويستمر في تعطيله استكمال الجيش اللبناني، انتشاره جنوب النهر”.
وختم: “إن هذا الموقف المستغرب والمُدان، يشكل تتويجاً لسلسلة السقطات التي مارستها السلطة والتي لم تفضِ إلى أي نتيجة لا في حماية اللبنانيين ولا في تحرير الأرض، وهي خطوة غير حكيمة وقفزة في الفراغ وستؤدي إلى إرتدادات سلبية وتدفع إلى مزيد من إضعاف الموقف التفاوضي اللبناني”.

