IMLebanon

إيران تعرض عضلاتها: خطوة تردع إسرائيل؟

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

أفادت وكالة “فارس” للأنباء، المقرّبة من “الحرس الثوري” الايراني، بأن تجارب صاروخية أُجريت، الاثنين، في عدّة مناطق داخل إيران. وبحسب ما نقلته الوكالة استناداً إلى “مشاهدات ميدانية وتقارير شعبية”، فقد وردت تقارير عن تنفيذ اختبارات صاروخية في خرم‌ آباد، مهاباد، أصفهان، طهران ومشهد. كما أظهرت بعض الصور المُتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي آثاراً بيضاء لصواريخ في سماء عدد من المناطق داخل الأراضي الإيرانية، علماً أن أيّ معلومات إضافية أو تفاصيل رسمية حول هذه الاختبارات لم تصدر بعد.

وكان موقع “أكسيوس” أفاد، الأحد، نقلاً عن ثلاثة مصادر إسرائيلية وأميركية، بأن المسؤولين الإسرائيليين حذّروا إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال عطلة نهاية الأسبوع من أن المناورة الصاروخية الأخيرة لـ”الحرس الثوري”، قد تعكس استعدادات إيرانية لتنفيذ هجوم مفاجئ ضدّ إسرائيل. ومع ذلك، نقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن “احتمال قيام إيران بهجوم أقلّ من 50%، لكن لا أحد مستعدّ للمخاطرة والقول إن الأمر مجرّد اختبار”.

من جانبه، قال القائد العام للجيش اللواء أمير حاتمي، الاثنين، إن قواته تعمل باستمرار على رفع جاهزيتها لدرء أيّ تهديد، وإنها ترصد بدقّة جميع تحرّكات العدو، وستردّ بحزم على “أيّ شرٍّ” يصدر عنه. وأضاف حاتمي، خلال تفقّده وحدات الجيش في غرب إیران، أن الجيش “بعزيمة راسخة وإرادة قوية، قد وضع كلّ إمكاناته في خدمة الدفاع عن الوطن”، موضحاً أن التدريبات والتأهيلات تُجرى وفق الأصول العسكرية، وتركّز خصوصاً على الدفاع السلبي، بما يجعل الوحدات جاهزةً بشكل واقعي لساحة القتال. بدوره، أشار الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إلى أن “البرنامج الصاروخي الإيراني طُوِّر لأغراض دفاعية”، مشدّداً على أن القدرات الدفاعية التي صُمّمت لردع أيّ معتدٍ عن التفكير في مهاجمة إيران، ليست موضوعاً يمكن التفاوض في شأنه. ولفت إلى أنه في الوقت الذي يتدفّق فيه “سيل من الأسلحة” نحو إسرائيل، يتمّ في المقابل تصوير البرنامج الصاروخي الإيراني على أنه تهديد.

ترفع ايران السقف عشية اللقاء الذي سيجمع الرئيس ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في الولايات المتحدة في ٢٩ الجاري. ففي وقت يكثر الحديث عن حمل نتنياهو معه ملفا عن اعادة طهران بناء قدراتها النووية والعسكرية بعد حرب الـ١٢ يوما، لاقناع ترامب بضرورة شن ضربات او حربا جديدة على ايران، تريد الاخيرة القول انها مستعدة للمواجهة وان تل ابيب لن تباغتها كما باغتتها الصيف الماضي.

لكن بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن قرع طهران طبول الحرب، وعرض عضلاتها عسكريا جهارا، ولجوءها الى سياسة تحدي إسرائيل وواشنطن، قد ترتد عليها سلبا فتدفع ثمنها غاليا، فيما هي تتوخى منها ردعَ تل ابيب ولجمها. والحال، ان المناورات العسكرية والتمسك بالصواريخ الدفاعية والتلويح بالردود الحازمة واعلان “التعافي” من تداعيات الحرب الاخيرة، كلّها عوامل قد تحفّز ترامب على الخيار العسكري ضد ايران، علما انه حتى الساعة، لا يزال يعطي الخيار الدبلوماسي، فرصة.

لكن اذا بقيت ايران تنتهج نهج التحدي ورفعِ السقوف، بدلا من التجاوب مع مطالب واشنطن لوقف التخصيب وتطوير الصواريخ وتصدير الثورة والسلاح، فإن هذا السلوك سيخدم نتنياهو وسيضع ترامب امام حتمية شن ضربة جديدة على ايران، تختم المصادر.