شدد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة في عظة الميلاد على أن “التواضع والمحبة اللذين أعلنهما المسيح بميلاده هما الطريق الوحيد للخروج من أزمتنا العميقة”.
وقال: “لا خلاص لوطننا بلا مصالحة حقيقية مع الحق، ولا قيامة بلا صليب، ولا ميلاد بلا توبة، الله لا يفرض خلاصه، لكنه يضعه أمامنا كدعوة، فإما أن نقبل منطق المذود، أو نبقى أسرى منطق القصور الوهمية التي تنهار على ساكنيها”.
وأضاف عودة: “لنتذكر دوما أننا زائلون وأن الإنسان لا يعرف متى تأتي ساعته، وأنه يذهب خالي اليدين، لا يحمل معه إلا تواضعه وأعماله، لذلك، عوض تضييع الأيام في ملاحقة الشهوات وجمع الثروات والإساءة إلى الإخوة، ليكن ذكر الموت ماثلا أمامنا، لا يغيب عن أذهاننا، كما يفعل الرهبان، لكي تكون حياتنا مجالا لتوبة مستمرة، وممارسة المحبة والرحمة والخير، مجالا للسلام مع أنفسنا ومع إخوتنا”.
وتابع: “فلنرفع صلاتنا من أجل بلدنا الحبيب، عله يخلص من منطق الأسلحة الفعلية والكلامية، ومن سيطرة الأنا وطغيان الحسد والحقد والمصلحة، فيولد المسيح في ضمائر الجميع وينعكس خيرا في سلوكهم وقراراتهم وخياراتهم، لنصل من أجل أن يعتق الرب الإله شعب لبنان من كل ما يكبل حياته، ويمنحه السلام والكرامة التي تليق بأبناء الله. ولنرفع الصلاة من أجل كل متألم ومريض ومقهور ومخطوف، ومن أجل أن يعيد إلينا أخوينا المطرانين بولس ويوحنا سالمين. ألا سكن النور المشرق من بيت لحم قلوبكم، وحول طرق حياتكم من ظلمات هذا الدهر الفاسد الخداع إلى نور يشع منكم لينير العالم،.

