Site icon IMLebanon

أبواب الفاتيكان موصدة في وجه المرشحين.. وأولويته «رئيس يجمع اللبنانيين»

أبواب الفاتيكان موصدة في وجه المرشحين.. وأولويته «رئيس يجمع اللبنانيين»

مؤتمر إيطاليا: معاهد تدريب ومعامل صيانة

 

روما ـ جورج بكاسيني

بينما يواصل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي تلاوة الصلوات على مذبح الشغور الرئاسي معلناً أمس رفض «الشعب اللبناني إهمال نواب الأمة واجبهم وانتهاك الدستور والميثاق الوطني» مع تجديده دعوة «المعنيين إلى مبادرة حل شجاعة ومتجردة ومسؤولة»، يواكب الفاتيكان «باهتمام بالغ الملف الرئاسي اللبناني وهمّه الوحيد إنهاء الشغور الرئاسي من دون تفضيل مرشح على آخر» بحسب ما توضح مصادر ديبلوماسية مطلعة على موقفه لـ«المستقبل». أما هنا في روما، فالتحضيرات بلغت أوجها عشية انعقاد المؤتمر الدولي المخصص لدعم الجيش اللبناني غداً بمشاركة أكثر من ثلاثين دولة عربية وغربية على مستوى وزراء دفاع وخارجية أو ممثلين عنهم، وكشفت مصادر ديبلوماسية مشاركة في المؤتمر لـ«المستقبل» أنّ إيطاليا ستعلن في المؤتمر عن «تخصيص معهد تدريب ضخم للجيش اللبناني، كما ستقدم دول أخرى مساعدات خاصة بتدريب الجيش تشمل كذلك إنشاء معامل لصيانة الأعتدة والأسلحة على الأراضي اللبنانية».

وإذ تؤكد المصادر الديبلوماسية المطلعة على موقف الفاتيكان أنّ «أبواب الحاضرة الفاتيكانية مقفلة منذ أكثر من خمسة أشهر في وجه المرشحين للرئاسة، وهي تحدد أولويتها بأمن لبنان وانتخاب رئيس يجمع اللبنانيين في أسرع وقت»، تكشف المصادر لـ«المستقبل» أنّ «أكثر من مرشح في لبنان سعى لزيارة الفاتيكان فكان الجواب واحداً وواضحاً برفض استقبال مرشحين عشية الاستحقاق الرئاسي وعدم التدخل بالأسماء باعتبار الاستحقاق الرئاسي شأناً داخلياً لبنانياً»، لافتةً في هذا الإطار إلى أنه «لدى الفاتيكان أولويتان في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية اللبنانية. الأولوية الأولى تكمن في الحرص على إنهاء الشغور الحاصل في سدة رئاسة الجمهورية بأسرع وقت كي لا ينعكس سلباً على الأمن والاستقرار في لبنان نظراً لكون الديبلوماسية الفاتيكانية تعتبر أنّ الملف اللبناني ليس مدرجاً على جدول أولويات المجتمع الدولي المنكب حالياً على مواكبة الأوضاع في المنطقة لا سيما في العراق وسوريا». أما الأولوية الثانية، تتابع المصادر، فتتجسد في «رغبة الفاتيكان بأن يصار إلى انتخاب رئيس جديد يجمع اللبنانيين بمعنى أن يكون توافقياً بعيداً عن أي تدخل منها بالأسماء أو خوضها في تحديد أي شكل من أشكال مواصفات الرئيس العتيد قوياً كان أو غير ذلك».

وتلفت المصادر الانتباه إلى أنّ وزير خارجية دولة الفاتيكان دومينيك مامبرتي ومسؤول ملف لبنان في الفاتيكان المونسنيور ألبرتو أورتيغا يعرفان جيداً الوضع الداخلي اللبناني وتشعباته لكونهما عملا سابقاً في السفارة البابوية في لبنان، مشددةً في السياق عينه على أنّ «المسؤولين في الفاتيكان يدعمون موقف البطريرك الراعي وكل القوى السياسية المهتمة بانتخاب رئيس بأسرع وقت، وهم يهتمون بشكل خاص بتحصين الاستقرار على الساحة اللبنانية وبتمسك المسيحيين بالميثاق الوطني وصيغة العيش المشترك التي تحمي كل اللبنانيين وتشكل الرسالة الأساس للبنان».

وختمت المصادر الديبلوماسية بالإشارة إلى أنّ «البابا فرنسيس طرح مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال زيارته الفاتيكان في 27 آذار الفائت، الملف الرئاسي اللبناني وطلب منه المساعدة في الإسراع بانتخاب رئيس جديد في لبنان من دون أن يتناول الحديث بينهما أي طرح متعلّق بالأسماء المرشحة أو بمسائل أخرى متصلة بعملية الانتخاب».

مؤتمر روما

في الغضون، وفي سياق مكمّل للآلية التي وضعتها مجموعة الدعم الدولية للبنان خلال اجتماعها الأخير في باريس إثر جهود استثنائية بذلها الرئيس ميشال سليمان في هذا المجال، يُعقد غداً مؤتمر روما لدعم وتسليح الجيش اللبناني بمشاركة أكثر من ثلاثين دولة على مستوى وزراء دفاع وخارجية أو ممثلين عنهم، من بينهم وزيرة خارجية إيطاليا فيديريكا موغيريني ووزير خارجية مصر نبيل فهمي بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وبينما تشارك كافة دول مجلس التعاون الخليجي في المؤتمر سواءً عبر وزراء الخارجية أو الدفاع أو ممثلين عنهم، علمت «المستقبل» أنّ وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو كان بصدد المشاركة في المؤتمر إلا أنه عاد فاعتذر منذ يومين بسبب انشغاله في مواكبة التطورات الحاصلة في العراق مؤكداً إيفاد ممثل عنه من الوزارة لتمثيل تركيا في المؤتمر.

وأفادت مصادر ديبلوماسية مشاركة في مؤتمر روما «المستقبل» أنّ «أولويته ستكون تقديم الدعم اللازم لتطوير قدرات الجيش اللبناني من دون أن تتضح بعد ما إذا كانت المقررات ستشمل تقديم مساعدات مالية»، إلا أنها كشفت من ناحية أخرى أنّ «إيطاليا ستعلن في المؤتمر عن تخصيص معهد تدريب ضخم للجيش اللبناني، كما ستقدم دول أخرى مساعدات خاصة بتدريب الجيش ضباطاً وأفراداً داخل لبنان وخارجه، في حين سيتولى بعض الدول تمويل إنشاء معامل لتصليح وصيانة أعتدة وأسلحة الجيش على الأراضي اللبنانية».

إشارة إلى أنّ لبنان يحضر المؤتمر بوفد رسمي يرأسه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل بمشاركة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إضافةً إلى وفد من الضباط يمثل المؤسسة العسكرية.

الجامعة العربية

وكان وفد من الجيش اللبناني قد شارك في الاجتماع الذي عقده مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين أمس في القاهرة، حيث تطرّق المجتمعون إلى احتياجات المؤسسة العسكرية والدعم المطلوب في هذا المجال من قبل الدول العربية. وأوضح الأمين العام للجامعة نبيل العربي قبيل مغادرته على رأس وفد إلى إيطاليا للمشاركة في مؤتمر روما أنّ الاجتماع ناقش «آليات الدعم العسكري للبنان من أجل تعزيز قدرات الجيش اللبناني لتمكينه من حفظ أمن البلاد وحماية المؤسسات الدستورية والحفاظ على الوحدة الوطنية ونسيج المجتمع اللبناني»، مؤكداً في هذا السياق «وجود إجماع عربي على دعم القدرات العسكرية للجيش اللبناني».