لبنان على خط الزلازل. عودة التفجيرات وإشعال الفتنة
تقارير غربيّة: دخول انتحاريين جدد.. «داعش» بينهم
بعد سيطرة مقاتلي «داعش» بسرعة قصوى على شمال العراق، وإعلانهم بأن لبنان يشكل جزءاً من دولتهم، عادت الى الاذهان مخاوف من تأثر لبنان كالعادة بالمعارك الاقليمية، خصوصاً بعد تلقّي حزب الله ليل الاثنين معلومات عن نيّة جماعات إرهابية بتفجير مستشفيَي الرسول الأعظم وبهمَن، مما يعني القلق من جديد والمناطق الشيعية على خط الزلازل .
لكن على خط آخر لا بدّ من الاشارة الى كثرة تطوّع المقاتلين العراقيين الى جانب نور المالكي، اذ بدأت كفة الميزان العسكري تميل لصالح الحكومة العراقية، خصوصاً ان التطوّع العراقي شارف على المليون مقاتل، بعد بروز فتوى أصدرها المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في العراق على السيستاني، والتي جعلت مراكز التطوع تزدحم بالمتطوعين إضافة الى الدعم الدولي، فيما ُقدّر إجمالي عدد مقاتلي داعش بنحو 25 الى 30 ألفا موزعين بمقدار 10 آلاف في العراق، وهناك ما يقارب الـ 15 ألف عنصر من داعش في سوريا واكثريتهم من العراقيين والسوريين، والباقي من مناطق أخرى خليجية وقلة من شمال أفريقيا إضافة الى شيشان وأفغان، مما يعني تفاوتاً كبيراً في عداد المقاتلين قد لا يتطلب تدّخل حزب الله حالياً في العراق.
وعلى خط التقارير الغربية هناك معلومات عن دخول انتحاريين جدد ومن كل الجنسيات يضمّون مجموعة تنظيمات ارهابية بما فيها «داعش»، وتلفت هذه التقارير الى وجود مجموعة من هؤلاء في لبنان، وهذا يعني عودة التفجيرات والسيارات المفخخة ووصول الوضع الامني من جديد الى التدهور، كما تنقل التقارير ان هؤلاء يرصدون ويراقبون تحركات الخصوم بطرق بارعة وعلى قدر كبير من الخطورة، ما يعني ان لبنان يعيش اليوم على خط الزلازل والهدف من التفجيرات يبقى إشعال الفتنة المذهبية.
الى ذلك تقول مصادر سياسية متابعة يدور لبنان منذ اشهر عدة ضمن مرحلة خطرة كثرت فيها الاختراقات السياسية والأمنية، وساعد في ذلك ان الظروف اللبنانية باتت تشكل بيئة حاضنة لإنفلات الأمن، وهذا يؤكد أن الأحداث ليست عابرة بل مؤشرة لمرحلة لبنانية مخيفة سمتها الاضطراب الأمني والسياسي، وقد تنجح القوى المترّبصة بلبنان في إحداث اختراقات واسعة وفي إرباك الساحة اللبنانية من جديد، ويساعد في ذلك ان الساحة باتت مكشوفة على كافة الاحتمالات، وفق ما تبلّغت القيادات من أكثر من مرجعية أمنية، في ظل الحديث عن دخول عناصر اخرى متطرفة اجنبية من التنظيمات المخرّبة ومهمتها استغلال الأوضاع وتنفيذ عمليات انتحارية من قبل اشخاص يحملون الجنسيات الاوروبية ، لكن اصحابها من اصول عربية كالمغرب وتونس والجزائر، وهذا يثير المخاوف كثيراً لان الساحة اللبنانية اصبحت مفتوحة امام هؤلاء الذين يدخلون لبنان من خلال خطة مبرمجة تقوم بغسل دماغهم بهدف إقناعهم بأنهم سيكونون بعد لحظات من العملية في الجنة الى جانب الحوريات والى ما هنالك من اخبار لا يقبلها المنطق.
وسط كل ما يجري تؤكد المصادر على أن حركة الاتصالات في الساعات الماضية بين عدد من المراجع والقيادات الامنية والسياسية اتفقت على عدم السماح بوقوع لبنان في المطبّات، إضافة الى منع تدّخل طابور خامس يعمل من جديد على إشعال الفتنة المذهبية، وخصوصاً منع إقحام المخيمات الفلسطينية في لبنان بما يجري في العراق، محذرّة القوى الفلسطينية من مشاركة التنظيمات السلفية المنتشرة في المخيمات الفلسطينية وتحديداً في عين الحلوة من التدّخل او القيام بعمليات ارهابية ضد أي منطقة لبنانية، لان القوى الامنية ستعتمد اساليب الحزم بشدة بغية تجنيب لبنان تداعيات ما يجري في العراق لان اللبنانيين سئموا من دفع الاثمان عن غيرهم.