Site icon IMLebanon

جعجع يعتبر التعطيل «7 أيار ضد المسيحيين».. و«مرحلة جديدة» بين عون والجميل

جعجع يعتبر التعطيل «7 أيار ضد المسيحيين».. و«مرحلة جديدة» بين عون والجميل
المطارنة يذكّرون قادة الموارنة بـ«التزام» النصاب

 

هو المشهد نفسه يتكرر على «خشبة» الإستحقاق الرئاسي في ساحة النجمة دونما تبديل في الأدوار والمواقف، أللهم إلا من تعديل شكلي وحيد تمثل بإرجاء الدورة الإنتخابية الثانية إلى الخميس بدل الأربعاء المقبل الذي خصصه رئيس المجلس النيابي نبيه بري موعداً لجلسة تشريعية تناقش موضوع سلسلة «الرتب والرواتب» وسط تلويح بري بعزمه الدعوة إلى جلسات تشريعية أخرى بعد 25 أيار باعتبار أنّ المجلس النيابي لن يبقى «هيئة ناخبة» إذا ما تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المهلة الدستورية حسبما نقلت مصادر نيابية لـ»المستقبل». وبينما كان المطارنة الموارنة يناشدون «أبناءهم القادة» إعتبار التزامهم في لقاء بكركي «خريطة طريق أخلاقية» بوصفها تشكل «خشبة خلاص» لانتخابات الرئاسة الأولى، في إشارة إلى تعهدهم تأمين النصاب اللازم لانعقاد جلسات الإنتخاب، لفت على مستوى تصريحات القادة الموارنة إعتبار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنّ تعطيل نصاب جلسة الأمس إنما يجسد «7 أيار ضد المسيحيين بعدما كان 7 أيار 2008 قد استهدف السنّة والدروز»، وإعلان رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون بعد استقباله رئيس حزب «الكتائب» الرئيس أمين الجميل في الرابية عن إنطلاق «مرحلة جديدة» بين الطرفين.

إذاً، أرجئت جلسة الانتخاب الرئاسية في دورتها الثانية إلى الخميس المقبل في 15 أيار بعدما لم يتأمن نصاب الثلثين لانعقادها بفعل حضور 67 نائباً في القاعة العامة من كتل الرابع عشر من آذار والوسطيين بالإضافة إلى كتلة «التنمية والتحرير»، مقابل استمرار مقاطعة كتلتي «الوفاء للمقاومة» و»التغيير والإصلاح». فيما حدد بري موعد مناقشة مشروعي القانونين المتعلقين بسلسلة الرتب والرواتب يوم الأربعاء المقبل في جلستين صباحية ومسائية، على وقع إعلان «هيئة التنسيق» النقابية الإضراب العام الشامل إبتداءً من اليوم وحتى الأربعاء رفضاً لمشروع السلسلة المطروح، بينما أكد نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض أن اليوم هو «يوم عمل عادي»، مع تأكيده إلتزام المدارس الخاصة الإضراب يوم الأربعاء.

وأكدت مصادر نيابية لـ»المستقبل» أنّ بري يدفع باتجاه إقرار «السلسلة» في جلسة الأربعاء على وقع «تحذيره من تداعيات عدم إقرارها لا سيما وأنه أعرب عن نيته الدعوة إلى جلسات تشريعية بعد تاريخ 25 أيار لاعتباره أنّ المجلس النيابي بعد هذا التاريخ يستعيد صلاحياته التشريعية في حال انتهاء مدة العشرة الأيام (بين 15 و25 أيار) التي يتحول فيها المجلس إلى هيئة ناخبة دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية».

وكان بري قد عقد سلسلة لقاءات على هامش جلسة الأمس، برز منها إجتماعه مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس نجيب ميقاتي بالإضافة إلى لقاءات منفصلة عقدها مع كل من رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط ونائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان وموفد رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» الوزير الياس بوصعب. وإذ تقاطعت مصادر الأفرقاء الذين التقوا رئيس المجلس أمس عند الإعراب لـ»المستقبل» عن حرص مشترك لدى المجتمعين على إبقاء المشاورات الجارية خارج إطار التداول الإعلامي طالما لم تتوصل بعد إلى نتائجها المتوخاة، أوضحت مصادر نيابية لـ»المستقبل» أنّ بري إستمزج في خلال هذه المشاورات «آراء الأفرقاء حول تصوراتهم لكيفية الخروج من المراوحة الحاصلة في الإستحقاق الرئاسي»، مركزاً في هذا السياق على «بحث السبل الأيلة إلى تأمين أرضية توافق وطنية تتيح إنجاز هذا الإستحقاق».

الجميل وعون

تزامناً، برزت أمس زيارة الرئيس الجميل إلى الرابية حيث عقد لقاء مع النائب عون دام على مدى أكثر من ساعة، وأكد الجميل في ختامه ضرورة انتخاب الرئيس العتيد «ضمن المهل الدستورية لإنقاذ الجمهورية»، واصفاً اللقاء مع عون بأنه كان «مفيداً جداً وإيجابياً»، وأضاف: «نريد رئيساً قادراً على إتمام الإستحقاق في أسرع وقت ويطمئن كل اللبنانيين بدءاً من المسيحيين»، مشدداً في هذا الإطار على تكثيف الإتصالات حتى الوصول إلى «تطور مشترك». أما عون الذي أكد أنّ الإجتماع مع الجميل «أعطى نتائج إيجابية جداً»، فقال: «نحن اليوم في مرحلة جديدة من التعاون مع فخامة الرئيس، لدينا إصرار على ان الانتخابات يجب أن تحصل قبل 25 أيار»، متوجهاً للصحافيين أثناء توديع الجميل بالقول: «لقد اتفقنا«.

جعجع

من جهته، علّق جعجع على تأجيل جلسة انتخابات الرئاسة للمرة الثالثة على التوالي بالقول خلال مؤتمر صحفي عقده في معراب: «تعطيل النصاب يتم تغطيته بشعار التوافق لكنّ المعركة السياسية لا تدور بين التوافقي وغير التوافقي، فالتغيّب عن جلسات الانتخاب لا ينم عن روح توافقية بل يعكس رغبة بفرض مرشح معين»، معتبراً أنّ «ما يجري يهدف إلى الإتيان برئيس صوري تفرزه الغرف المغلقة والصفقات، ما يعني تهميش موقع الرئاسة وإضعاف موقع المسيحيين». وإذ لفت إلى أنّ تعطيل نصاب انعقاد جلسة الأمس هو بمثابة «7 أيار ضد المسيحيين، بعدما استهدف 7 أيار 2008 السنّة والدروز»، وجّه جعجع نداءً إلى «المرجعيات الدينية من الطوائف كافة، وخصوصاً بكركي كي تطلب من النواب المعطلين وفي طليعتهم المسيحيون الكفّ عن التلاعب بالاستحقاق المصيري والالتزام بما تعهدوا به وإلزامهم معنوياً وأخلاقيا تحت طائلة تحميلهم مسؤولية تهميش الحضور المسيحي«، لافتاً الإنتباه إلى أنّ «فريق 8 آذار يقوم بما يقوم به كي تبقى حدود إيران الاستراتيجية العسكرية في البحر المتوسط«، وأنّ هذا الفريق «يحاول وضع كل الأفرقاء اللبنانيين بين خيارين: مرشحه أو الفراغ».