Site icon IMLebanon

«رسالة إلى فخامة الحكيم»…سمير جعجع «رئيساً»

 

اليوم يستعيد لبنان ديموقراطيّة الانتخابات الرئاسيّة -على رغم أنف الصفقات الإقليميّة- فقد أرسى الدكتور سمير جعجع ومعه حزب القوات اللبنانيّة والسيّدة «المناضلة» النائب ستريدا جعجع تقليداً جديداً ـ منذ أعلن «الحكيم» برنامجه الانتخابي الرئاسي وحتى مساء الأمس ـ على الانتخابات الرئاسية في لبنان، تقليداً سياسياً حضارياً وحيويّاً وفعّالاً ومتفاعلاً مع كلّ الفرقاء السياسيين، الأخصام منهم قبل الحلفاء، ووحده من بين كلّ السياسيين يستحضر سمير جعجع تجربته المؤلمة في سجن وزارة الدفاع، ورجلٌ بهذا المستوى العالي من الفكر السياسي والتفكّر الإنساني، نرفع اليوم الصلوات والدعوات بأن يكون رئيساً للبنان…

سبق أن كتبنا -وفي هذا الهامش- أنه ومنذ شارل مالك لم يعرف لبنان مفكراً سياسياً حقيقياً -إذا استثنينا تجربة الشهيد سمير قصير- إلا سمير جعجع، ومن شاهد ما قرأ وعدد ما قرأ سمير جعجع من الكتب في زنزانته وهضمه لها وأعاد إنتاجها وصياغتها في ذاته، يُدرك أن رئيساً مفكّراً مثقفاً صلباً ومحاوراً من الطراز الأول، وخطيباً يتوجه إلى عقول الناس يحرّكها لتفكّر وتنتج، رجلاً كالحكيم ، باستطاعته أن يغيّر وجه المنطقة العربيّة بأكملها لا وجه لبنان فحسب.

أما التقليد الذي أرسته «الحبيبة المناضلة» النائب ستريدا جعجع، شريكة التجربة، فقد علّمتنا أنّ دور السيّدة الأولى سياسي بامتياز، وأنها جزء لا يتجزّأ من دور المرشح الرئاسي، وأن واجباتها تبدأ قبل دخول القصر، وأنها عبّدت هذا الطريق منذ 21 نيسان العام 1994 بتضحياتها الكثيرة والكبيرة، لكننا بالأمس شاهدنا هذا الدور الناضج الذي قدّمته النائب ستريدا وهي تحمل برنامج المرشح الرئاسي سمير جعجع إلى كلّ الفرقاء السياسيين في لبنان وتقدّم لهم «مشروع لبنان» كلّنا نريده، ولم يكن هناك لبناني واحد إلا وتمنّى بالأمس أن تستمرّ مسيرة ستريدا جعجع السياسية لتكون في مستقبل لبنان أول «رئيس» إمرأة في تاريخ الرئاسة اللبنانية.

حتى الذين يجاهرون بالعداء لسمير جعجع، أصابهم سلوكه الرئاسي طوال الفترة الماضية بمقتل، على رغم كلّ الحملات «التافهة» التي شنّوها «وولّفوا» أحداثها مزوّرين فيها تاريخ الحرب الأهلية اللبنانيّة ودور سمير جعجع فيها، لم يسمعوا تعليقاً على حملاتهم أكثر من كلمة «الله يسامحهم» من النائب ستريدا جعجع، سمير جعجع أفقد 8 آذار صوابها وأرغم حزب الله على التعاطي بجديّة كبرى مع ترشيحه للرئاسة..

ربّما ظنّ حزب الله أنه بالحملات العاتية على سمير جعجع سيضعف مشروع لبنان أولاً وفريق 14 آذار، و»س ـ س» سعد الحريري وسمير جعجع، وأنه  سينجح في غسل أدمغة الشعب اللبناني على طريقة الشعار الشهير «إكذب حتى يصدقك الناس»وصاحبه ـ المنتحر مع زوجته وأولاده الستة ـ بعدما صدّق هو نفسه كذبة اسمها هتلر ـ وزير الدعاية الألمانية النازيّة جوزيف غوبلز مؤسس مدرسة الكذب الإعلامية التي يعيش على أكاذيبها اليوم بشار الأسد ونظامه، وإعلام الحرس الثوري الإيراني والحاكم بأمره قاسم سليماني، وإعلام التابع لـ»الوليّ الفقيه» حزب الله أو ما يسمّيه الحزب «إعلام المقاومة»!!

حزب الله ما زال يسير من حيث لا يدري ـ أو يدري ـ على خطى غوبلز ومقولة شهيرة أخرى له: «كلما سمعت كلمة مثقف تحسّست مسدسي» وفى رواية أخرى «كلمة ثقافة»، حزب الله لا يتحمل أن يكون للناس عقول، فكلّ ما يقوم به قائم على تعطيل العقل وسوق جمهوره بالتكليف الشرعي في حالة «غنميّة» غير مسبوقة في تاريخ لبنان!!

لبنان اليوم على عتبة منعطف تاريخي في حياته السياسية، واليوم ومن هذا الهامش، ومن موقعي كمواطنة لبنانية أولاً مسلمة سُنيّة معتدلة، مؤمنة بلبنان وطناً نهائياً لنا نحن اللبنانيين وسيداً وحراً ومستقلاً، وبـ»لبنان ـ الرسالة» وتجاور ناس الكنائس وناس المساجد فيه، ومن موقعي كإعلاميّة عايشت حقبة «الحكيم» منذ بداية الحرب الأهلية في لبنان من المنطقة الغربية، وتتبعت تجربة «رجل الدولة» سمير جعجع منذ خروجه إلى الحرية حتى لحظة ترشّحه للرئاسة أقول لـ»فخامة الحكيم»: اليوم نفتخر بتجربتك يا «حكيم لبنان»، ونصدّق مقولتك الحقّة بأنّه: «لا يصحّ إلا الصحيح»، ونصدّق أنّ ثورة الأرز التي آمنّا بها وتولّيت قيادة دفتها في لحظات حرجة جداً من تاريخها، سواء يوم حوصر الرئيس فؤاد السنيورة، أم عندما اجتاح حزب الله بيروت، أم بعدما هجّر الرئيس سعد الحريري الى المنفى الإختياري تحت وطأة المجاهرة بنيّة قتله، في أحلك اللحظات جعلتنا نصدّق دائماً أنك كنت «القائد الصلب» الذي لا يخشى رصاص الاغتيال الإيراني الغادر، ولا طائرات الفجر التي تحلّق في سماء معراب، اليوم تحديداً ومع إدراكي الكامل بأنهم لن يسمحوا لنا ولا للبنان برئيس قويّ مثلك، وأنّ الطريق إلى بعبدا باتت «قاب قوسين أو أدنى»، اليوم نعلنُ بك انتصارنا وانتصار ثورة الأرز بـ»مرشحّ حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل»، مرشح «الوحدة الوطنيّة»، وشاء من شاء وأبى من أبى، اليوم، وأخيراً قاومت عين لبنان «بك» المخرز السوري ـ الإيراني، وبك «انتصر لبنان».