Site icon IMLebanon

كيري في بيروت: الفراغ الرئاسي خطر جداً ولا مرشح لدينا

خفّض وزير الخارجية الأميركي جون كيري من التوقعات حول أهداف زيارته الخاطفة لبنان أمس، حين أكد أنه وجد أن لديه «بعض الوقت في برنامج الاجتماعات في سفري»… مشيراً الى «الفراغ والجمود الحاصل (في الرئاسة اللبنانية) والتحدي الذي تواجهه الحكومة في قضية النازحين السوريين وأهمية حفظ الاستقرار في لبنان وتأثيره في أوضاع المنطقة، فرأيت من الواجب أن آتي، لأسأل رئيس الحكومة عن الخطة لمواجهة المستقبل وكيف سيتعامل مع الوضع». ووصف الفراغ بأنه خطر جداً. (للمزيد)

وإذ وصف مرجع لبناني زيارة كيري بأنها نوع من الدعم المعنوي للحكومة ولانتظام عمل المؤسسات اللبنانية، وللتعبير عن سياسة بلاده دعم الاستقرار وضرورة التسريع في انتخاب رئيس جديد «قوي» للجمهورية، ولتأكيد التضامن مع السلطات اللبنانية في مواجهة أزمة النازحين السوريين وعبئها الكبير، فإن كيري أطلق من منبر بيروت لمدة 4 ساعات ونيّف مجموعة رسائل، فدعا روسيا وإيران و «حزب الله» الى «وضع حد للحرب الدائرة في سورية»، واعتبر أن الانتخابات الرئاسية السورية «ليست انتخابات وهي عبارة عن صفر»، وأنه «لا يمكننا أن نحدد كيف ومتى سيسقط بشار الأسد لأن هذا يعتمد على أشخاص في دول أخرى ويعود الى الشعب السوري»، مشيراً الى أن بلاده تعمل من أجل حلٍ سياسي، ومُجدداً التزام بلاده أمن لبنان واستقراره «لأنه دولة مهمة لأمن المنطقة وما بعد المنطقة…».

واجتمع كيري، الذي تأخر وصوله الى بيروت في طائرة خاصة أكثر من 45 دقيقة عن الموعد المحدد وسط تدابير أمنية مشددة، ما أدى الى تأخير مواقيت لقاءاته في بيروت مع كل من رئيس الحكومة تمام سلام لساعة وربع الساعة في السراي الحكومية الكبيرة ثم مع البطريرك الماروني بشارة الراعي في دار مطرانية بيروت في حضور السفير البابوي غابريالي كاتشيا، وانتهاء بلقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، قبل أن يغادر الى الأردن ليلاً.

وكان لاجتماع كيري مع البطريرك الراعي رمزية خصوصاً في ظل عدم انتخاب الرئيس الماروني. وكرر الوزير الأميركي أكثر من مرة في المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد لقائه سلام، ضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن ووجوب حماية أمن لبنان من كل من لديه أهداف مختلفة ودعم الرئيس باراك أوباما للحكومة بقيادة الرئيس سلام. لكنه شدد رداً على سؤال، على أنه «ليس لدي أي اقتراح» بالنسبة الى ملء الفراغ الرئاسي «ولا يعود الى الولايات المتحدة الأميركية أن تقدم أي اقتراح وليس لدينا أي مرشح لأن الأمر يعود الى القادة السياسيين في لبنان من دون تأثير أو تدخل من الخارج». وقال: «لا بد من ملء الفراغ الدستوري الخطير جداً ولدينا صورة عن كيف أن هذا الفراغ يعقد الأمور في لبنان ويؤثر في الدول المجاورة، وكيف سيعيق رد القوات المسلحة على أي تدخل خارجي وهو يؤثر على النسيج السياسي وينشئ شعوراً بأن التوازن مفقود وهذا يتعارض مع الدستور والميثاق الوطني…». وقال كيري إن الإسراع في انتخاب رئيس هو كي يستفيد لبنان من أن تكون المؤسسات فيه فاعلة وأن تكون هناك حكومة فاعلة وتعمل بشكل كامل، بعيدة من التدخل الأجنبي ورئيس قوي ورئيس برلمان يستجيب لحاجات الشعب.

وأكد التزام بلاده دعم الجيش وقوى الأمن لحماية الحدود اللبنانية ومواجهة الإرهاب. ولدى سؤاله عن تأثير الخلاف الإيراني – السعودي حول سورية على الوضع في لبنان قال كيري: «للدولتين مصالح هنا وهذا ليس خافياً على أحد، لكن لبنان وجد طريقه في السنوات الماضية، ونحن نريده حراً بعيداً من أي تدخل أجنبي…».

وأعلن الوزير الأميركي عن تقديم بلاده مبلغاً إضافياً باسم أوباما كمساعدات إنسانية للنازحين السوريين في دول الجوار، هو 290 مليون دولار، 51 منها للبنان والمجتمعات والمناطق التي تستقبل هؤلاء النازحين، مشيراً الى أن بلاده قدمت حتى الآن مبلغ بليوني دولار، «لن أدعي أنها كافية فالنازحون يشعرون بالإحباط واليأس لأن الحياة التي يعيشونها ليست تلك التي يتمنونها». وقال إنه يقر بأن الوضع في لبنان يختلف، لأن القدرة على استيعاب النازحين ليست مشابهة للدول الأخرى وليست هناك مخيمات ما يشكل عبئاً كبيراً على المجتمع والبنى التحتية والمدارس. ووصف الوضع بأنه كارثة إنسانية.

وحين سئل عن عدم اعتراف بلاده بالحكومة الفلسطينية الجديدة قال إن لا اعتراف لأن ليست هناك دولة، وحركة «حماس» منظمة إرهابية، والرئيس محمود عباس قال إن الحكومة من التكنوقراط ولا تضم عناصر من «حماس»، و «سنراقب عمل هذه الحكومة». وأكد أن «إسرائيل حليف لنا».

وصدر عن المكتب الإعلامي في رئاسة البرلمان اللبناني بيان عن اجتماع كيري مع الرئيس بري أشار الى أن الأول أكد لبري «أن لا مرشح لدى الولايات المتحدة للرئاسة ولا فيتو على أي من الأشخاص». وأعلن كيري، بحسب البيان، أن «ما يهم الإدارة الأميركية الاستقرار في لبنان وانتخاب رئيس جديد للجمهورية».

وركز بري على ضرورة الحل السياسي في سورية، كما شدد على أن جوهر ما يجري في المنطقة من مشاكل مرتبط بالقضية الفلسطينية، مؤكداً ضرورة إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، وأن البحث تناول أوضاع المنطقة.

وقال بيان مكتب بري إن موضوع النازحين السوريين أخذ حيزاً كبيراً من الاجتماع، إذ ركز رئيس المجلس النيابي على ضرورة حل الأزمة السورية، لما يترتب عليها من تداعيات على الوضع في لبنان.