Site icon IMLebanon

لبنان: تسابق مرشحي الرئاسة على زيارة فرنسا

 

التقط النقابيون المنشغلون بالتحركات المطلبية في الشارع، والسياسيون المتفرغون لمعركة رئاسة الجمهورية اللبنانية التي يغلب عليها الغموض وتعطيل جلسات انتخاب الرئيس الجديد في البرلمان والمخاوف من الفراغ الرئاسي، الأنفاس أمس في عطلة عيد العمال، قبل معاودة نشاطهم بدءاً من اليوم، الذي ينتظر أن ينطلق من تقرير اللجنة المختلطة النيابية الوزارية وتضم اختصاصيين حول أرقام سلسلة الرتب والرواتب، والذي يتضمن خفضاً لأعبائها على الخزينة والاقتراحات ببعض الضرائب والإجراءات الإصلاحية، ما سيجدد الاحتجاجات الشعبية في شأنها. (للمزيد)

ويفترض أن تستمر في التفاعل نتائج اللقاءات الجارية في باريس بين زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري حول الاستحقاق الرئاسي، والتي شملت لقاءه المطول مع وزير الخارجية جبران باسيل قبل 3 أيام ثم مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، في محاولة للخروج من مأزق استمرار تعطيل نصاب جلسات البرلمان المتوقع أن يتكرر في الجلسة الثالثة التي دعا اليها رئيس البرلمان نبيه بري الأربعاء المقبل، في وقت ترى المصادر المعنية في العاصمة الفرنسية التي تنشط على خط الاتصالات لمواكبة ما يدور حول الاستحقاق الرئاسي، أن «الظروف ليست مواتية بعد لإطلاق أي تفاوض حول مرشح معين يمكنه ان يصل الى الرئاسة في لبنان».

وكرر مطلعون على لقاءات الحريري في العاصمة الفرنسية التأكيد أن همه الأساسي هو تفادي الفراغ الرئاسي.

وكان الاهتمام الفرنسي بما يدور حول الرئاسة في لبنان تجلى بالمحادثة الهاتفية التي جرت بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ونظيره اللبناني ميشال سليمان خلال اتصال أجراه الأخير، ثم باتصال هولاند برئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط ليؤكد له اهمية حصول الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري ليكون مدخلاً لمزيد من الاستقرار والتفاهم بين اللبنانيين. وترى باريس أن لجنبلاط دوراً مهماً في الاستحقاق الرئاسي من خلال كتلته النيابية وأن هولاند أراد الاستماع الى رأيه وتمنى عليه أن يلعب دوراً بناء.

وفي وقت ينتظر أن يزور عدد من المرشحين للرئاسة العاصمة الفرنسية في الأيام المقبلة، كان للمرشح الرئاسي رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أمس موقف غير مباشر من التحركات الخارجية الجارية، فأشار الى ان «كل ما نقوم به اليوم ليكون الرئيس صنع في لبنان». وقال في مهرجان خطابي حاشد أقامه طلاب «القوات» في مقره في معراب: «يعطلون كي لا يكون الرئيس صنع في لبنان لأنه لن يكون كما يريدونه، ويعطلون ليأخذونا مجدداً الى الدوحة أو الى باريس أو أي عاصمة أخرى من عواصم العالم. لكن هذه المرة لن نذهب الى أي مكان».

وأكد أن «الجمهورية القوية (برنامجه الانتخابي) موجودة بكم انتم وبالشعب اللبناني ولن نقبل بأن تكون الدولة صورية ومشلولة ومغيبة». وأخذ على الفريق الآخر أنه لم يسم مرشحه ولا أعلن برنامجه، واعتبر «اننا أمام لحظة تاريخية على طريق مشروعنا» معتبراً أنه ليس هو المرشح «بل مشروعنا هو المرشح».

وإذ هتف الطلاب خلال المناسبة ضد «حزب الله» قال جعجع إنه لأن هدفه عودة الدولة «جن جنونهم ويتصرفون كيف ما كان ويعطلون الجلسات».

وكان البطريرك الراعي أعلن إثر اجتماعه مع الحريري أن البحث «تناول مواصفات الرئيس لا الأسماء لأنه أمر يعود الى الكتل النيابية، وأحترم المجلس النيابي وسأكون مع الرئيس الذي ينتخبه المجلس». وقال ان الرئيس يجب أن يجمع اللبنانيين ويخفف من انقساماتهم.

وكرر الراعي وقوفه ضد الفراغ، مستغرباً كيف يسمح البعض لنفسه بالتكلم عنه فالفراغ «جرم وطني كبير في حق لبنان وسنعمل كل جهدنا لتجنبه». وقال: «لا يحق للنائب التغيب عن جلسات الانتخاب ولا يستطيع التصرف بوكالة الشعب وكأنها ملك له».

وعلى صعيد تقرير اللجنة المختلطة النيابية – الوزارية حول سلسلة الرتب والرواتب، قال أحد أعضائها النائب غازي يوسف أمس إنه سيسلَّم اليوم الى الرئيس بري. وأضاف رداً على سؤال: «لم تقرر اللجنة بعد رفع الضريبة على القيمة المضافة (من ضمن اجراءات تمويل كلفة السلسلة) لكن الأمر مطروح». وأقر بأن اللجنة لم تتفق على بعض الإيرادات المطلوبة لكن لديها تصور لعدد من الأمور.

وأكد ان «التصور العام يقول إن على الجميع تحمل أعباء السلسلة، وستكون موزعة على الكل بحيث لا يقع العبء على فريق معين من اللبنانيين»، مشيراً الى انه كانت هناك «مبالغة في بعض تقديرات الإيرادات والبنود الضريبية».

وأضاف: «ليس من الممكن ان نمول السلسلة خلال العام الحالي، ولكن نستطيع أن نمول جزءاً منها، إذ إننا أصبحنا في منتصف العام والتمويل سيكون بعد سنة تقريباً على إقرارها».

وقال يوسف: «نحن نبحث في التقسيط أو التجزئة وسنتخذ قراراً نرفعه للهيئة العامة وهي التي ستتعامل مع المفعول الرجعي وستقرر الغاءه كلياً أو جزئياً، والإصلاحات كثيرة، وستؤثر على عمل الإدارة، وستضبط الهدر ودوام العمل، بالإضافة الى اتباع الثواب والعقاب في الإدارات العامة».

وكان الحزب الشيوعي اللبناني احتفل بعيد العمال بتظاهرة حاشدة انتهت بمهرجان خطابي هاجم خلاله الأمين العام للحزب خالد حدادة «حيتان المال». وفيما حضر بعض اعضاء هيئة التنسيق النقابية المهرجان، أحيا الاتحاد العمالي العام عيد العمال بمهرجان منفصل شدد فيه رئيسه غسان غصن على أن لا عدالة اجتماعية من دون عدالة ضريبية. ووصف قانون الإيجارات الجديد بأنه جائر، مطالباً برده من قبل رئيس الجمهورية».