IMLebanon

لقاء برّي وسفراء الدول الكبرى بحث في مواجهة المخاطر الامنية

فيما خيّم هدوء حذر على القطاع الشرقي من الجنوب بعد اطلاق الصاروخين والقصف الاسرائيلي على قرى المنطقة، تجددت المخاوف من اضطرابات أمنية في الداخل، وقد عكسها الرئيس نبيه بري باستدعائه سفراء الدول الكبرى والبحث معهم في هذا الموضوع.

فقد استدعى الرئيس بري، سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وأثار معهم المخاطر التي تهدد لبنان والمتمثلة بما تعرضت وتتعرض له منطقة عرسال من قبل المجموعات الارهابية، محذرا من تكرارها وتنقلها الى مناطق اخرى.

وطالب المجتمع الدولي وعلى رأسه الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن بالاسراع في دعم الجيش والقوى الامنية اللبنانية، وتجاوز الآلية التقليدية والبروتوكولية لتلبية هذه الحاجات الملحة بالسرعة اللازمة.

وكشفت مصادر دبلوماسية متابعة ان اللقاء المفاجئ جاء على خلفية خطورة الاوضاع الامنية في لبنان بدءا من بلدة عرسال والحديث عن عودة المسلحين اليها مرورا بالبقاع الغربي وامتدادا الى بيروت ومشارفها ومخيماتها وصولا الى طرابلس، وان السفراء اكدوا في اللقاء على القرار الرقم 2170 الذي اتخذه مجلس الامن اخيرا لمكافحة الارهاب في العالم وتجفيف مصادره من خلال وقف التمويل والتجنيد لتنظيمي داعش والنصرة. وانه تم التطرق الى اهمية التعاون في هذا المجال وايجاد الارضية الصالحة للانطلاق منها في هذه الحملة على الارهاب الذي استشرى تمدده وبات خطره يطاول العالم اجمع.

معطيات أمنية

وتساءل المراقبون عما اذا كان لدى الرئيس بري من معطيات امنية حتمت استدعاء السفراء وما اذا كان يستشعر خطرا ما لم يكشف عنه النقاب، خصوصا ان الخطوة اعقبت المعلومات التي ترددت صباحا عن ان قيادة المجموعات المسلحة في جرود عرسال ارسلت بطلب عدد من ابناء البلدة لسؤالهم عن علاقتهم بالجيش وقوى الأمن، وان هذه المجموعات مستنفرة بأعداد كبيرة خشية تعرضها لهجوم من حزب الله.

الا ان مصدرا سياسيا في قوى 14 اذار ادرج هذه المعلومات في اطار حملة اعلامية مبرمجة ومنظمة لاهداف سياسية، بعدما احبط الجيش مخططا كان سيقحم عرسال في أتون الحديد والنار لامد طويل بهدف وضع اليد عليها واستخدامها منطلقا لاعمال امنية، وهو ما جدد الاشارة اليه أمس رئيس بلدية عرسال علي الحجيري الذي نفى صحة المعلومات المشار اليها، واكد ان غاياتها سياسية وهدفها التصويب على الجيش لانه لم يدمر عرسال كما كان يشتهي البعض، مؤكدا ان الوضع في المدينة جيد ولا مداهمات او حركة للمسلحين ولا نزوح.

الوضع الجنوبي

في هذا الوقت لفّ الهدوء الحذر منطقة الحدود الجنوبية على امتداد الخط الأزرق، التي كانت مسرحاً لليلٍ ساخن من الإعتداءات الإسرائيلية بالقذائف المدفعية حيث أحصي سقوط حوالى 22 قذيفة من عيار 155 ملم، ردا على إطلاق صاروخي كاتيوشا من عيار 122 ملم، عند الساعة العاشرة والربع من ليل امس الأول، من منطقة الجرمق في وادي الليطاني باتجاه الأراضي الفلسطينية.

وقد سقط أحد الصاروخين في مستعمرة مارغليوت عند حدود مستعمرة المطلة وأصيب أحد المنازل، فيما سقط الآخر في خراج مستعمرة كريات شمونة الخالصة في سهل الحولة، بحسب إعلام العدو. وسمع صوت صافرات انذار تدوي في المستعمرات الشمالية المحاذية للحدود مع لبنان في المطلة، مسكفعام، كفرجلعادي والمنارة.

وكان القصف المدفعي الاسرائيلي قد طاول الجرمق وخراج بلدتي القليعة وبرج الملوك وتلة لوبيا المشرفة على طريق الخردلي – نهر الليطاني، محيط بلدة دير ميماس ومجرى نهر الليطاني وعند تلّة العزّية بين ديرميماس وكفركلا، ادى الى حصول اضرار مادية، حيث سقط في خراج القليعة قرب مرجعيون حوالى 10 قذائف في حين عثر على قنبلة لم تنفجر عمل الجيش على نقلها الى احد مراكزه العسكرية.

وقد صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: بنتيجة عمليات التفتيش التي قامت بها وحدات الجيش إثر قيام مجهولين بعد ظهر أمس، بإطلاق صاروخ من منطقة وادي الجرمق باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، عثرت دورية من الجيش ليل أمس في المنطقة المذكورة، على المنصة التي أطلق منها الصاروخ، بالإضافة إلى صاروخ عيار 122 ملم معد للاطلاق. وقد بوشر التحقيق في الحادث لكشف الفاعلين.