Site icon IMLebanon

يد الإجرام ضربت ليلاً في الطيونة والعناية الإلهية أنقذت المنطقة من مجزرة

يد الإجرام ضربت ليلاً في الطيونة والعناية الإلهية أنقذت المنطقة من مجزرة

إنتحاري فجّر سيارة مفخخة قرب حاجز للجيش وإجراءات أمنية مشددة

سيارة ضهر البيدر فخّخت في عرسال وأعلام «داعش» رُفعت في طرابلس

يد الاجرام ضربت ليلا في الطيونة عند المدخل الشمالي للضاحية الجنوبية اول اوتوستراد الشهيد هادي نصرالله قرب حاجز للجيش اللبناني وفي منطقة مكتظة بالسكان وتضم تجمعا للمقاهي كانت تعج بالساهرين الذين يتابعون مباراة البرازيل والكاميرون في كأس العالم، ولكن العناية الالهية انقذت المنطقة من مجزرة بشرية نتيجة عدم تمكن الانتحاري من الوصول الى هدفه بسبب الاجراءات الامنية من قبل الجيش اللبناني، في حين تحدثت معلومات ان عناصر الامن العام المتواجدين في المنطقة اطلقوا النار باتجاه السيارة المفخخة وقبل انفجارها مما دفع بالانتحاري الى تفجيرها بعيدا عن هدفه.

وحسب المعلومات، وعند الساعة الحادية عشرة والنصف تقريبا، هز انفجار قوي مدينة بيروت وسمعت اصداؤه في مختلف ارجاء العاصمة والضواحي وخلف شهبا قويا وتبين انه استهدف حاجزا للجيش اللبناني عند منطقة الطيونة وان الانتحاري جاء من جهة قصقص حيث حاول الدخول عكس السير محاولا تفادي الحاجز والدخول الى منطقة الضاحية الجنوبية لكن الاجراءات الامنية جعلته يفجر السيارة على بعد اكثر من 20 مترا من الحاجز المحصن اصلا بدشم من الباطون والعوائق والسواتر. وقد تضاربت المعلومات حول سقوط شهداء وجرحى وهناك معلومات اشارت الى سقوط 3 شهداء و15 جريحا بالاضافة الى شهيد من الجيش اللبناني، فيما اكدت معلومات اخرى عدم اصابة اي عسكري في الانفجار وعدم سقوط مدنيين وقد تبين ان السيارة المفخخة هي من نوع مرسيدس 180 موديل 1961رقمها 144631 وتعود للمواطن حسين محمد حيدر من جويا من سكان مار الياس ورقم الهيكل12001010015297 فيما اشارت معلومات اخرى انه وجدت في مكان الانفجار لوحة اخرى وقد تطايرت السيارة الى مسافات بعيدة. واشارت المعلومات الى ان اشلاء ضحية وجدت بالقرب من حائط حرج بيروت وربما تعود الى انتحاري او انتحارية لكن معلومات اخرى جزمت بوجود انتحاري يتحدث بلهجة سورية وهو في العقد الثالث من العمر، واضافت ان زنة العبوة تقدر بـ30 كلغ من المواد الشديدة الانفجار.

وعلى الفور ضرب الجيش اللبناني والقوى الامنية طوقا حول مكان الحادث، وتم اقفال الطرقات وعملت المباحث الجنائية على تجميع الاشلاء والادلة وقد تجمع مئات المواطنين وعمل بعضهم على نقل الجرحى مع الصليب الاحمر اللبناني والدفاع المدني والهيئة الصحية، ولم تنفع كل محاولات الجيش لابعاد المواطنين عن مكان الانفجار خوفا من وجود سيارة اخرى مفخخة، خصوصا ان المعلومات اشارت الى حدوث انفجارين في المنطقة، لكن المراجع الامنية اكدت على وقوع انفجار واحد فقط. علما ان المنطقة التي استهدفها الانفجار تضم عدة مقاه من بينها مقهى ابو عساف وهو الاقرب الى الانفجار الذي يقصده يوميا الشبان لمتابعة مباريات كأس العالم ولو انفجرت السيارة على مسافة قريبة منه لاحدثت مجزرة كبيرة، لكن العناية الالهية انقذت المنطقة.

وقد عرف من الجرحى: حسين الخنسا، علي جابر، زهراء مرتضى، سجى مرتضى، عباس حسين السيد وامرأة اثيوبية. واشار احد شهود العيان الى انه تحدث مع الانتحاري الذي اوقف السيارة في وسط الطريق واخبره ان السيارة تعطلت وقد اخبر الشاهد حاجز الجيش بالامر.

وليلاً افيد عن اختفاء العنصر في الامن العام عبد الكريم حدرج الذي اوقف الانتحاري مع زميله علي جابر.

وبعد الانفجار، اتخذ الجيش اللبناني اجراءات امنية مشددة واقام الحواجز الثابتة والمتنقلة خصوصا بعد معلومات عن وجود سيارات اخرى مفخخة تستهدف بعض المناطق.

انفجار ضهر البيدر

وعلى الصعيد الامني ايضا، قالت مصادر متابعة للملف الامني، ان السيارة المفخخة في ضهر البيدر انطلقت من جرود عرسال وسلكت طريق البقاع زحلة ضهور الشوير حمانا المديرج صوفر، وانتظرت هناك اتصالا للتحرك باتجاه الهدف، وان الحديث مع الانتحاري من قبل احد المواطنين في صوفر، واتصاله بالقوى الامنية اربك عمل الانتحاري وادى الى افشال العملية وعدم نجاحها في تحقيق هدفها بتفجير موكب اللواء عباس ابراهيم مدير عام الامن العام الذي اثبتت الوقائع ان موكبه كان مستهدفا وان السيارة تجاوزت موكبه اكثر من مرة، لكن ملاحقة القوى الامنية لسيارة الانتحاري جعلته يفشل في تفجيرها في الموكب حيث اشارت المعلومات ان موكب اللواء ابراهيم رصد السيارة ايضاً، وان هذا «الرصد» ادى الى افشال العملية.

وحسب المصادر فان حجم كمية المتفجرات التي لا تتجاوز الـ 30 كلغ، يكشف عن ضعف حجم المواد المتفجرة لدى المسلحين في عرسال، كما ان شكل السيارة واطاراتها القديمة و«الوحول» المتجمعة عليها تؤكد انها اجتازت مناطق وعرة. ولكن المصادر تؤكد ان القوى الاصولية الارهابية تملك الامكانات والقدرة على الاتصالات والرصد، وهذا ما المح اليه الرئيس بري بانه لا مبالغات في المعلومات عما كان يخطط له الارهابيون.

وتتركز التحقيقات مع موقوف من جزر القمر يملك الجنسية الفرنسية على الجهة التي ارسلته، وهل يعرف الاشخاص الذين كانوا سيزودونه بالسيارة المفخخة وارشاده الى موقع العملية الانتحارية، فيما انفجار ضهر البيدر يؤكد ان الجهة المنفذة تملك الامكانيات والرصد والمتابعة، وهكذا عمليات لا تستطيع تنفيذها الا جهة مدربة ومحترفة، علماً ان انتحاري ضهر البيدر اصبح معروفاً الهوية وهو من منطقة الزبداني السورية والذي ترتبط بجرود عرسال، كما ان التحقيقات تتركز مع معتقل طرابلس على ادوارهم، علماً ان المعتقل ابو عبيده (محمود درويش) يعتبر من اخطر السلفيين، وان رصد اتصالاته يظهر حجم خطورة اعماله، كما ان اعتقال ابو جبريل الادلبي «ابراهيم الادلبي» مرافق احد قادة محاور طرابلس حسام الصباغ، وجه ضربة لهذه القوى اذ اظهرت التحقيقات ضلوعه في العمل مع الشبكات الارهابية.واللافت ان الجماعات الاصولية نظمت حركة احتجاجات بعد اعتقال الشخصين وطالبت بالافراج عنهما. كما اطلقت الهتافات المعادية للجيش اللبناني.وحسب المعلومات فان اعلام حركة داعش ظهرت في عدد من احياء شوارع طرابلس، وكذلك اعلام جبهة النصرة. وان الجيش اللبناني طلب من هذه الجماعات ازالة الاعلام والا تعرض من يرفعها للملاحقة القانونية.

الجيش السوري وجرود عرسال

على صعيد آخر، اشارت المصادر الى ان الجيش السوري وحزب الله اتخذا قرارا لا رجوع عنه بالقضاء على المسلحين المتواجدين ما بين القلمون وجرود عرسال وان الدخول الى الطفيل جاء على خلفية القضاء على هؤلاء المسلحين. كما ان الجيش السوري تقدم امس باتجاه السلسلة الشرقية للبنان من جهة البريج وقاره، كما سيطر على مرتفعات الدوسر الاستراتيجية واغلق معبري سيخة وحرة غير الشرعيين.

وتضيف المصادر ان الجيش السوري ثبت نقاطا في هذه المواقع واستمر بملاحقة المسلحين. وتضيف المصادر ان العملية ستتوسع باتجاه وادي حميد في جرود عرسال حيث الثقل الاساسي للمسلحين، خصوصا ان التطورات الاخيرة اكدت ان هؤلاء المسلحين هم وراء العديد من الحوادث التي حصلت داخليا. واعادوا التواصل مع الجماعات الارهابية في الداخل اللبناني، وتحديدا في عين الحلوة ومحيط مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة والبقاع والشمال مستفيدين من التطورات العراقية.

وتتابع المصادر ان الجيش السوري سيستكمل عملياته باتجاه الزبداني حيث المعقل الاساس لتزويد مسلحي القلمون وجرود عرسال بالامدادات، وان السيطرة على الزبداني ستقضي نهائيا على المجموعات المسلحة في مناطق القلمون وصولا الى جرود عرسال حيث عاد المسلحون في هذه المناطق ومنذ عدة اسابيع الى اطلاق الصواريخ على الهرمل وتفخيخ السيارات وبناء دشم عسكرية وابنية، وتحديداً في وادي حميد. وتضيف المصادر ان ما يؤكد ايضا ان السيارة انطلقت من جرود عرسال يعود الى الهوية التي وجدت في مكان الحادث، فقد قصد صاحبها بلدة عرسال قبل 3 ايام من الانفجار لاصدار اوراق ثبوتية وانه سلم اوراقه وهويته وصورة لاصدار اخراج قيد حيث تم تزوير بطاقته ووضع صورة الانتحاري على هويته، وهذا ما يركز عليه التحقيق.

وتشير المصادر الى ان القضاء على المسلحين المنتشرين بين جرود عرسال والقلمون سيؤدي مجدداً الى تحصين الساحة الداخلية، وتشتيت عمل الخلايا الارهابية وبالتالي لا تسامح بعد اليوم مع هؤلاء المسلحين اذ تبين ان بعضهم كان قد اخلي سبيله وتم اعطاؤه فرصة للبدء بحياة جديدة، فلم يستغلوا هذه الفرصة وعادوا الى العمل مع المسلحين والقيام بالهجمات الاخيرة ونصب الكمائن، علماً أن المسلحين تعرضوا لضربات قاسية خلال المواجهات الاخيرة مع مقتل قائدهم ابو خالد التلي.

اما على صعيد جلسة مجلس الوزراء الذي ستعقد نهار الخميس عند الساعة العاشرة صباحاً حيث تم توزيع جدول للاعمال يتضمن 33 بنداً عادياً، فان الاتصالات حول تنظيم عمل آلية مجلس الوزراء، وصلت الى مرحلة متقدمة وايجابية وسط اقتراحين، الاول اقترحه الرئىس تمام سلام ويقضي بالتوقيع على المراسم من قبل 7 وزراء يمثلون الكتل المشاركة في الحكومة، بالاضافة الى توزيع جدول للاعمال قبل 72 ساعة، على ان يحق لرئيس اي كتلة الطلب بسحب اي بند خلافي قبل 48 ساعة. اما الوزير جبران باسيل فاقترح ان يتم التصويت على المراسيم من قبل ثلاثة ارباع وزراء الحكومة زائداً واحداً اي 19 وزيراً. وذكر ان اقتراح الرئيس سلام هو المقبول من معظم الكتل، وستعتمد هذه الالية في عمل مجلس الوزراء لتسيير شؤون البلد، خصوصا ان الاحداث العراقية دفعت الجميع الى القبول «بالتسوية» للانطلاق بعمل مجلس الوزراء، خصوصاً ان السفير الاميركي ديفيد هيل حض اللبنانيين بعد زيارته السراي للعمل على اغلاق الثغر لافساح المجال امام تعزيزات لبنان واستقراره. وشدد على اهمية الا تخاض معارك المنطقة في لبنان، والا ينجر اللبنانيون نحو المعارك التي يخوضها الآخرون. كما دعا النائب وليد جنبلاط الى تجاوز الخلافات لمواجهة التطورات الخطرة والمتسارعة الاتية الينا لنحافظ على لبنان الجنرال غورو قبل ان نندم ويفوت الاوان.

«التنسيق»: لاقفال مؤسسات الدولة

على صعيد آخر، اجتمعت هيئة التنسيق النقابية امس للتشاور بالخطة التصعيدية التي تنوي تنفيذها انطلاقا من الاسبوع المقبل. فقد اعلنت انها ستقفل كل الوزارات والادارات العامة والبلديات في جميع المحافظات والسرايات الثلثاء والاربعاء المقبلين وانها ماضية حتى النهاية حتى تحقيق مطالبها وتامين حاجات الناس وحقوقها.

ورغم ان الوضع الامني قد طغى على الوضع المعيشي جراء حادثة ضهر البيدر التي وترت الاجواء في البلاد، الا ان الهيئة عازمة على اقرار سلسلة الرتب والرواتب معتبرة ان الانفجار على الصعيد المعيشي اشد خطورة ووطأة من الانفجار الامني. وفي حديث الى الديار، قال نقيب معلمي المدارس الخاصة نعمة محفوض: «هذه المرة طالبنا بإقفال الوزارات والادارات العامة والبلديات ليومين فقط ،انما اذا لم تلب مطالبنا فسنلجأ الى اقفال مؤسسات الدولة الى عدة ايام او عدة اسابيع». واعتبر محفوض ان الهيئة تتحلى بقدر من الوعي والمسؤولية والادراك لخطورة الوضع الاقتصادي اكثر من السياسيين الذين اعتبرهم كلهم متورطين في الفساد وفي تجويع الشعب اللبناني. علاوة على ذلك، شدد محفوض على انه يجب الا ياتي اقرار السلسلة على حساب الفقراء فليس جائزا تحصيل الاموال من الكهرباء و من رفع الضريبة على القيمة المضافة، بل يجب ان يطرق باب المرفإ و المطار حيث يعم الفساد في هذه القطاعات.

من جهته، قال عضو هيئة التنسيق حنا غريب للديار: «سنضغط بكل ما في وسعنا لاجل تحقيق مطالبنا، ونعمل على توسيع شبكة التحرك للوضع المعيشي فلن نرضى بان يهدر حقنا». و توجه الى الناس من خلال الديار بالقول: «لا تذهبوا الثلثاء والاربعاء المقبلين الى وزارات الدولة ومؤسساتها لان الدولة مقفلة». ولفت غريب الى انه بعد الاقفال الذي سيجري الاسبوع المقبل ,سيتم التعاون مع الطلاب والاهالي للتنسيق فيما بينهم من اجل التوصل الى مقترحات يوافق عليها الجميع ليكونوا يدا واحدة في مواجهة السياسيين. وكان غريب اكد ترابطَ ازمات البلد من سياسية وامنية واقتصادية، وانه رغم حدتِها يبقى صوتُ هيئة التنسيق النقابية، الصوتَ الوحيد المعبر الذي يجمع كل اللبنانيين بصرفِ النظر عن انتمائِهم الطائفي او المذهبي»، مبدياً تخوفه من ان يكون البديلُ عن هيئة التنسيق زيادة التطرفِ والانقسامات لضربِ وحدة اللبنانيين وبالتالي تماسك هيئة التنسيق النقابية .