Site icon IMLebanon

وزير بارز في حكومة تصريف الأعمال لـ «اللواء»: في الظروف التي نجتازها لا يمكن تحديد مهل

 

لا زالت المشاورات بشأن تأليف الحكومة جارية على قدم وساق وحيث ثمة إجماع بأنها ستشكّل في وقت ليس بعيد دون تحديد أي مواعيد نظراً لحساسية الوضع ودقته، حيث البلد يعيش أجواءً سياسية داخلية غير اعتيادية في ظل اهتزاز التفاهمات السياسية من تفاهم معراب إلى العلاقة الجنبلاطية- الارسلانية وصولاً إلى معظم المكونات السياسية حيث ثمة انقسام عامودي بين الأفرقاء السياسيين مما يصعب من مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري الذي يسير بين الألغام السياسية من قبل هذا الفريق وذاك ساعياً إلى نزعها وبالتالي إعلان حكومته التي تلقت جرعات دولية وإلا لا  زالت الأمور على ما هي عليه إذ ووفق مصادر سياسية متابعة فالمساعي التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان لها الدور الرئيسي في دفع عجلة التأليف قدماً إلى الأمام إذ لا تخفي أكثر من جهة سياسية واقتصادية على بينة من المشاورات التي جرت بين موفد ماكرون والمسؤولين اللبنانيين إلى التحذير الواضح الذي أطلقته باريس بأنه وفي حال بقي لبنان دون حكومة فإن أموال مؤتمر «سيدر» ستذهب إلى دولة أخرى وهذا كلام مؤكد ولا لبس فيه وبمثابة جرس إنذار الأمر الذي كان محور اهتمام الرؤساء الثلاثة الذين اتفقوا عبر الاتصالات فيما بينهم على أن يكون هناك حكومة خلال الأيام المقبلة.

أما ماذا في جديد الأجواء الحكومية وأين أصبحت المشاورات والاتصالات القائمتين، تتابع المصادر قائلة أن ما جرى على خط معراب- ميرنا الشالوحي ترك أثراً سلبياً على صعيد الاتصالات والأجواء التفاؤلية التي يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري مع الأفرقاء السياسيين المعنيين بالتأليف، ولكن الجميع يدرك وعلى يقين بأنه لا يمكن الاستمرار على خط المناورات السياسية بعد الكلام الفرنسي الحاسم وأيضاً لأن السفينة باتت مهددة بالغرق بمن فيها من جميع المكونات السياسية، وليس بوسع أي فريق أن يناور ويرفع سقفه إلى ما لا نهاية، ولهذه الغاية فإن الاتصالات الجارية تتم بمعزل عن خلاف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وبمعنى أوضح هناك دوزنة لهذه المسألة يقوم بها الرئيس المكلف الذي سيلتقي وفق معلومات مؤكدة بالوزير جبران باسيل واللقاء مع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وارد بأي توقيت وإن كانت الاتصالات قائمة عبر موفده وزير الإعلام ملحم رياشي، في وقت علم من مصادر اللقاء الديموقراطي بأن هناك تسهيلات يدركها الجميع قام بها اللقاء ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يسهل عملية التأليف ولكن حتى الآن لم يتكلم أحد معنا أو يحدد الحقائب التي سيتولاها اللقاء إنما هناك تقدم كبير حصل على خط الدرزي الثالث والذي سيكون وسطياً ومقرباً من الرؤساء الثلاثة ولا مشكلة في هذه المسألة بل القضية تتمحور حول الحقيبة الثانية بعد وزارة الزراعة التي باتت محسومة للقاء وهناك مشاورات جارية بصدد حقيبة التربية وكل الاحتمالات واردة إنما الأمر الذي يجب توضيحه وحسمه، ليس هناك من عقدة درزية بل ميثاقية هي أحقية للحزب وللقاء الديموقراطي ويمكن القول أن الأمور أضحت في اللمسات الأخيرة بالنسبة للدرزي الثالث، وذلك بحسب مصادر نيابية في اللقاء الديموقراطي.

علم أن ولادة الحكومة لا تستند إلى توقيت أو موعد محدد حيث بدأ البعض يأخذ على الرئيس المكلف تحديده مواعيد كمهلة العشرة أيام واستند لهذا التوقيت بناء على أجواء إيجابية ومعطيات توفرت لديه بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إنما الظروف التي استجدت من عودة الخلاف لا بل التصعيد بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية فذلك ما ساهم في التأخير ولهذه الغاية ينقل عن وزير بارز في حكومة تصريف الأعمال بأنه وفي الظروف الراهنة والأجواء التي نجتازها لا يمكن تحديد مهل فالحكومة ستشكل وهناك معطيات على قدر كبير من الأهمية تؤشر لذلك، إنما كل الاحتمالات واردة في هذه المرحلة الراهنة.