قاسم: المشاركة برئيس مدني سقطة شبيهة بـ 5 آب
رسالة دعم للبنان من مجلس الأمن
رغم كل التوضيحات التي قدمها رئيسا الجمهورية والحكومة والمجتمع الدولي للصيغة الجديدة لعمل لجنة الميكانيزم، وهي التخفيف من حدة الاعتداءات الاسرائيلية، واحتمال شن حرب كبرى على لبنان، وضرورة تفويت هذه الفرصة على «اسرائيل»، واصلت «إسرائيل» اعتداءاتها على الجنوبيين خلال الساعات الماضية، بعد توجيه الإنذارات بإخلاء المنازل. وهنا تسأل مصادر متابعة: اين الضمانات الدولية بوقف الاعتداءات، اذا وافق لبنان على المباحثات المدنية؟
في المعلومات، ان الانذارات الاسرائيلية الاخيرة موجهة الى رئيسي الجمهورية والحكومة، للتأكيد أن المطالب الاسرائيلية لن تتوقف ولن تتراجع، عن موضوع المفاوضات المباشرة بين الوفدين اللبناني و «الاسرائيلي»، والتقاط صورة الاجتماع المباشر، والمصافحة بين رئيسي الوفدين اللبناني و«الاسرائيلي» وتعميمها على العالم. هذه الصورة يحتاج اليها ترامب ونتنياهو قبل انتخابات «الكنيست»، «والنصفية» للكونغرس ومجلس الشيوخ في الولايات المتحدة اوائل الخريف المقبل.
مرحلة بالغة الخطورة
هذه الاجواء تؤشر الى دخول البلاد مرحلة جديدة بالغة الخطورة والدقة، مع بداية صيغة العمل الجديدة للجنة الميكانيزم برئاسة مدنيين هما: السفير السابق سيمون كرم عن لبنان ويوري رسنيك عن العدو الاسرائيلي. وتقول المعلومات ان عمل الوفد اللبناني، وتحديدا رئيسه سيمون كرم، وضع تحت مجهر المراقبة من الثنائي الشيعي والقوى الحليفة المتمسكة بالشروط الاتية:
1 – التمسك بالاطار الحالي للمفاوضات، وسيكون للثنائي كلام آخر ومواقف تصعيدية، اذا خرجت المباحثات عن المسار المرسوم.
وفي المعلومات ان الرئيس نبيه بري اعلن في الأول من تشرين الاول عام 2020 عن اتفاق اطار، لاجتماعات ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة البحرية مع العدو بوساطة اميركية ودولية، هذا الاتفاق الاطار لشكل الاجتماعات، اعتمد صيغة تفاهم نيسان 1996، وشدد على ان البحث يتناول فقط ترسيم الحدود البحرية، من دون التطرق الى اي موقف آخر. وبالنسبة لاجتماعات لجنة الميكانيزم، ينبغي التمسك بالاطار القائم حاليا، وهو مركز الاجتماعات في مقر قوات الطوارئ في الناقورة والوساطة الدولية، وطبعا عدم اللقاء المباشر بين الوفدين اللبناني و«الاسرائيلي»، وان يكون تبادل الأفكار عبر الوسيطين الاميركي والفرنسي، وضرورة التمسك بهذا الاطار مهما بلغت الضغوطات.
وفي هذا الاطار، تستغرب المصادر عدم صدور اي موقف رسمي عن الدولة اللبنانية، والرد بشكل مباشر وواضح وصريح على التسريبات الاميركية والفرنسية والاسرائيلية، عن حصول مفاوضات لاول مرة منذ 40 سنة حول المنطقة الاقتصادية الخالصة، التي طرحتها واشنطن و«تل ابيب» في اجتماعات لجنة الميكانيزم، وضرورة تأجير المنطقة العازلة الى السعودية ودول الخليج لانعاشها اقتصاديا، وتبقى التوضيحات المبهمة لرئيس الحكومة غير كافية للرد على هذه التسريبات والتساؤلات والقلق الجنوبي العام.
2 – من المعروف ان مرجعية اجتماعات لجنة الميكانيزم، هي نص اعلان وقف الأعمال العدائية في 27 تشرين الثاني الماضي 2024 وقرار مجلس الامن 1701، ويقتضي ذلك عدم الخروج عن هذه المرجعية مهما حاول الوسطاء تغيير وجه المباحثات، ودفعها الى الامور السياسية والاقتصادية والمالية، وهذا ما اكد عليه الرئيس نبيه بري بان المباحثات طابعها تقني فقط، ولا تعنيه اي اتصالات اخرى، ولا يعترف بها «ويصطفلوا».
3 – الوفد اللبناني بصيغته القديمة والجديدة مرتبط برئيس الجمهورية وبقيادة الجيش، والوفد يتحدث باسم لبنان والدولة اللبنانية، وبالتالي لا يجب ان يكون هناك مساحة للاجتهادات والتأويلات من قبل رئيس الوفد، وضرورة العودة المباشرة الى رئيس الجمهورية وقيادة الجيش، عند اي تعقيدات في المباحثات.
4 – الظروف دقيقة وخطرة، وهناك من يحاول تعميم قلق لبناني عام، عبر تحديد مواعيد لحرب اسرائيلية آتية وساحقة، وبان الاوضاع في غزة وسوريا انتهت.
وهنا تسأل المصادر لماذا على لبنان دفع الاثمان الكبرى؟ ومن قال ان قرار مجلس الامن 2803 في غزة نفذ وبات مبرما؟ بينما نرى ان المقاومة ما زالت تمارس عملها بشكل يومي وتنفذ الهجمات، كما ان هناك كلاما اسرائيليا على استعادة حماس قوتها. ومن قال ان الاتفاقات بين «إسرائيل» واحمد الشرع بحاجة إلى اللمسات الاخيرة؟
وتعتبر المصادر ان الصورة ما زالت غامضة، والتنازلات امام الاسرائيلي لن تصل الى اي نتيجة، فـ «اسرائيل» تريد السلام الشامل واتفاقات تكاملية مع العرب، والا فانها لن تتراجع عن فكرة الحرب الشاملة، واغراق المنطقة بحروب من الفوضى.
جولة الوفد الاممي
رسالة دعم اممية للبنان من مجلس الامن الدولي ولقرار رئيسي الجمهورية والحكومة ضم السفير السابق سيمون كرم لترؤس الوفد اللبناني في اجتماع لجنة الميكانيزم، وقد أثنت المندوبة الاميركية اورتاغوس على الخطوة المتقدمة، ووصفت كرم «بالشخصية المثيرة للاعجاب»، واعتبرت ان «اجتماعات الميكانيزم افضل لانها ضمت مدنيين»، واشادت «بالقرار الجريء» للرئيس جوزيف عون والحكومة اللبنانية، وكشفت ان «اجتماع لجنة الميكانيزم في 19 كانون الاول سينجز خطوات عملية».
فيما اكد الرئيس عون ان «قرار التفاوض لا رجعة عنه، لانه لمصلحة لبنان وليس ارضاء للمجتمع الدولي»، واكد ان المفاوضات «تهدف الى وقف الأعمال العدائية الاسرائيلية، واستعادة الاسرى، وبرمجة الانسحاب، وتصحيح النقاط المختلف عليها عند الخط الأزرق». وطالب بدعم الجيش اللبناني «لان مهماته لا تقتصر على جنوب الليطاني، والجيش بصدد رفع عديد عناصره في الجنوب من 10 آلاف جندي الى 20 الفا بعد انسحاب اليونيفيل»، مرحبا «باي دولة ترغب في ابقاء قواتها او جزء منها في ارض الجنوب، لمساعدة الجيش بعد استكمال انسحاب اليونيفيل».
كما زار الوفد الرئيس نبيه بري الذي شرح لاعضائه عدم التزام «اسرائيل» بوقف اطلاق النار، وممارسة عمليات القتل اليومية والاغتيالات، وعرقلة عودة الاهالي الى قراهم في الجنوب، وقال: «لا يجوز ومن غير المقبول التفاوض تحت النار، واستمرار اسرائيل في العدوان يجدد هذه الحرب»، ودعا اللجنة الخماسية الى «إلزام اسرائيل وفرض عليها الانسحاب بشكل فوري من الاراضي اللبنانية المحتلة».
وعلم ان لقاء الرئيس بري مع وفد مجلس الامن كان جيدا، وايد ممثل الجزائر موقف بري بالنسبة لعدم التزام «اسرائيل» وقف اطلاق النار، كما سأل احد اعضاء الوفد الرئيس بري عن موقفه من تعيين السفير سيمون كرم، واذا كان معارضا للاسم، فرد رئيس المجلس بالنفي، وانه لا مشكلة مع الاسم مطلقا والحكم على الاعمال. اشارة الى ان اورتاغوس التزمت الصمت خلال الاجتماع.
والتقى الوفد ايضا الرئيس نواف سلام، الذي اكد على قرار الدولة بحصرية السلاح بيدها، وعدم التراجع عن القرار، وضرورة التزام «اسرائيل» بوقف النار. وبعد الغداء الذي اقامه سلام للوفد في السراي، التقى المندوبة الاميركية اورتاغوس على انفراد، وانضم اليهما السفير الفرنسي هيرفي ماغرو.
ثم انتقل الوفد الى وزارة الخارجية من دون المندوبين الاميركي والفرنسي.
كما استمع الوفد من قائد الجيش العماد رودولف هيكل الى شرح عن إجراءات الجيش في الجنوب والمهام التي نفذها.
زيارة الى الجنوب
ويذكر هنا، الى ان أعضاء وفد مجلس الامن سيعقدون مؤتمرا صحافيا اليوم بعد جولة لاعضائه في الجنوب. وعلم ان جولة الوفد الأممي في الجنوب قد تتضمن زيارة احد انفاق حزب الله، التي دخلها الجيش اللبناني، وإمكان زيارة احدى القرى واجراء لقاءات مع الاهالي، بالاضافة الى زيارة احد مواقع الجيش اللبناني، ولقاء قيادة القوات الدولية.
براك: لا يمكن نزع سلاح حزب الله بالقوة
يبقى اللافت، ما اعلنه المندوب الاميركي الى سوريا توم براك، بأنه لا يمكن نزع سلاح حزب الله بالقوة، ولا يمكن للجيش اللبناني ان ينزع سلاح شريحة من الشعب اللبناني بالقوة والموت، و«إسرائيل» لن تتمكن من تحقيق أهدافها بمحاولة سحق حزب الله عسكريا، داعيا الى مفاوضات مباشرة بين لبنان و «اسرائيل»، وأبدى براك مخاوفه من عودة الحرب بين لبنان و «إسرائيل»، و«أعتقد أن سفيرنا الجديد في لبنان سيحسن توجيه حزب الله نحو حوار مدني».
قاسم: هل ستكتفي أميركا و«اسرائيل» بنزع السلاح فقط؟
بدوره، اعتبر الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «المشاركة برئيس مدني في الميكانيزم، مخالفة بوضوح لكل التصريحات التي كانت تقول ان إشراك اي مدني شرطه وقف الأعمال العدائية، وكل خطوة تقدمونها لن تكون الا جزءا لا يتجزا من مطالب «اسرائيل»، وما جرى سقطة اضافية تضاف الى خطيئة قرار 5 اب». ورد الشيخ قاسم على التهديدات وقال: «لا يستطيع احد في العالم ان يمنعنا من قدرة الدفاع، وليجربوا بأمور اخرى وليفتشوا عن مجموعة منهزمة لنقاشها في ذلك»، وسأل: «عندما تقول اميركا و«اسرائيل» أنهما تريدان نزع السلاح، فهل ستكتفيان بنزع السلاح فقط ؟ واكد ان» الحدود التي يجب ان نقف عندها مع العدو، هي حدود الاتفاق الذي يتحدث حصرا عن جنوب الليطاني». وتابع: «نحن نتعاون مع الدولة، ونقول انها اختارت طريق الديبلوماسية لإنهاء العدوان، ونحن معها ان تستمر في هذا الاتجاه». (التفاصيل صفحة 4).
