تؤكد مصادر سياسية واسعة الاطلاع أنّ التحركات الفرنسية المتسارعة في الملف اللبناني لا تأتي من فراغ، بل تعكس مخاوف حقيقية داخل دوائر القرار في باريس من فقدان واحدة من أهم نقاط ارتكازها في لبنان. فمع اقتراب موعد انسحاب القوات الفرنسية من الجنوب، في سياق إنهاء مهمة “اليونيفيل” العام المقبل، تجد باريس نفسها أمام تحدٍّ استراتيجي يتمثّل في كيفية الحفاظ على موقعها التاريخي في جنوب لبنان وعدم السماح بانزلاق هذا الدور إلى أطراف أخرى.
اعتبر وزير سابق أنّ الإشكالية الفعلية في المعابر الحدودية، البرية والبحرية، لا ترتبط بتركيب أجهزة “السكانر” بحد ذاتها، بل بقدرة الدولة على ضمان تشغيلها بصورة دائمة ومنتظمة، ومنع تعطيلها المتعمّد كما كان يحدث في مراحل سابقة على يد بعض الموظفين النافذين. وأوضح أن فعالية هذه الأجهزة ليست في وجودها الشكلي، بل في إدارتها الصارمة وإخضاعها لرقابة مستمرة تضمن دقة عملها وكفاءة استخدامها.