علمت ” الديار” ان رئيس الجمهورية جوزاف عون غاضب جدا من بعض المستشارين كانوا قد كلفوا بمهمة تنظيم ” لوبي” رئاسي في واشنطن لمواجهة “لوبيات” حزبية عملت على “بخ السم” ضده لدى الكونغرس والإدارة الاميركية. وعلم في هذا السياق، ان ثمة توجه رئاسي لاجراء تغييرات جذرية بالفريق العامل على خط واشنطن في محاولة لاعادة بناء استراتيجية فاعلة، قادرة على مواجهة “الوشاة”.
إزاء استشعار حزب الله للمخاطر المحدقة بمؤسساته الاجتماعية والمالية نتيجة الضغوط الاميركية على الدولة اللبنانية وخصوصا المصرف المركزي لاتخاذ خطوات تصعيدية لكل ما يمت بصلة بمقدرات الحزب الاقتصادية- الاجتماعية والمالية وفي مقدمتها القرض الحسن، تشكلت لجنة متخصصة من نواب واصحاب اختصاص للتواصل مع الحاكم كريم سعيد، وتجري مناقشات معمقة بين الطرفين، وثمة “خط ساخن” مفتوح بين الطرفين تم الاتفاق من خلاله على لقاء جديد قريبا، حيث سينقل وفد الحزب موقفاً صارما وحاسما، يحذر من خلاله من تداعيات اي خطوة تجاه بيئة المقاومة الاجتماعية.
إزاء اللغط المستمر حول موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري من تعيين السفير السابق سيمون كرم لرئاسة الوفد اللبناني الى اجتماعات “الميكانيزم”، اكدت مصادر سياسية مطلعة “للديار” ان بري فوجىء باستبدال اسم بول سالم وتعيين كرم، بعدما تم التفاهم عليه مع رئيس الجمهورية جوزيف عون ، لكنه وافق على مضض كي لا يتهم بانه يخاطر بامن البلاد بعدما ابلغ ان الخطوة ضرورية لمنع حرب مرتقبة. الا ان بري كان حاسما لجهة ابلاغ من يعنيهم الامر ان تجاوز السفير كرم للمهمة المناطة به ستجعله بحل من اي تفاهم، ولن يتردد بقيادة ٦ شباط سياسية بهدف اعادة انتظام الامور بما يخدم المصلحة الوطنية.
اثار نشر التقرير الرسمي لإستراتيجية الامن القومي الاميركي الكثير من التحليلات المتناقضة خصوصا التأكيد على خروج منطقة الشرق الاوسط من دائرة الاهتمام الاميركي، فيما تظهر الادارة الاميركية انخراطا غير مسبوق في غزة، وسوريا، ولبنان. ووفق مصادر دبلوماسية، فان ثمة فهم مضلل للتقرير، لان ما تضمنه يرتبط بالتحولات الإستراتيجية في المنطقة، حيث سيكون الاعتماد على “الهيمنة” الاسرائيلية لإدارة الملفات العالقة، دون الحاجة لتدخل اميركي مباشر، اي ان “اسرائيل” سوف تتولى حماية المصالح الاميركية بعد ان منحها التدخل الاميركي التفوق على اعدائها.
علمت ” الديار” ان سلسلة من الاتصالات بين الرئاسات الثلاثة جرت عقب التصريحات الاسرائيلية المضللة حول مهمة إشراك مدنيين في لجنة “الميكانيزم” ، وتم خلالها الاتفاق على صدور بيان حكومي عن رئاسة الوزراء يحدد النقاط التي وافق لبنان حصرا على مناقشتها، وهي تنفيذ مندرجات ١٧٠١ واتفاق وقف الاعمال العدائية. الا ان البيان لم يبصر النور بعد ” نصيحة” اميركية لرئيس الحكومة نواف سلام تفيد بان بيان مماثل سيترك أصداء سلبية سوف ينعكس عليه شخصيا، وطلبت واشنطن على نحو صارم بعدم القيام بخطوة قد تكون ” قفزة في المجهول”, واقترحت انه يمكن استبدال البيان بمواقف سياسية لا ترتقي الى مصاف الوثيقة الرسمية!