Site icon IMLebanon

بعد 100 سنة تركيا تعود الى سوريا!  

 

في يقيني أنّ الأجيال الصاعدة قد لا يعني لها شيئاً أن يحتل الجيش التركي جزءاً من سوريا، مهما كان محدوداً. وذلك لإعتبارات عديدة أبرزها أنّ «التواجد» الأجنبي في سوريا ليس وقفاً على قوات أنقره وحدها… إذ هناك من الجيوش والقوى والميليشيات والدول، كبيرها والصغير، ما يتعذر تعداده! أضف أن هذا الجيل بعيد جداً عن المفاهيم التي نشأ عليها جيلنا من اقتناعات (… والبعض يسميها «أوهاماً») عربية تراوح بين نشوة القومية (… الكاذبة؟…) وواقع تشربناه في البيوت والمدارس والشارع والصحافة وكل مكان! فلقد نأت المسافة كثيراً كثيراً كثيراً بين تلك المفاهيم وبين واقعنا، ربّما لشدة ما بدت المقارنة غير منصفة، وربما مستحيلة بين زمن كان فيه جمال عبد الناصر، والملك فيصل آل سعود، وشكري القوتلي، وبشاره الخوري ورياض الصلح وميشال عفلق، وكميل شمعون («فتى العروبة الأغر») وبن بللا، وعبدالحميد كرامي، وبن بركة، وزايد بن سلطان آل نهيان، والبطريرك بولس المعوشي، وسواهم كثيرون (…) وبين «الأزمان» والأجيال التي اعقبتهم..

 

سقطت الإمبراطورية العثمانية، وسقطت معها الخلافة، في نهاية الحرب العالمية الأولى قبل نحو مئة عام من اليوم. كان السلطان عبد الحميد غير معني بالعرب والعروبة، إلاّ أنه كان مهتماً بخلافة المسلمين على امتداد تواجدهم في العالم، وهو الذي رفع في العام 1326 هـ (1908 م) شعار «يا مسلمي العالم إتحدوا».

وبسقوط هذه الإمبراطورية التي بسطت سيطرتها على أنحاء واسعة من العالم، وعلى عالمنا العربي المشرقي بكامله، تحرّر العرب من هذا «الإستعمار» العثماني الذي كاد أن يقضي على لغة القرآن الكريم لولا أن رعاها وحماها الرهبان اللبنانيون في أديارهم، وهم الذين طبعوا تراثها بالـ «كرشونية» وهو حرف سرياني ولكن يُقرأ باللغة العربية الفصحى من دون أي لكنة، ثم توفروا على التأليف فيها بلفظها وحرفها.

ولسنا (في هذه العجالة) في معرض البحث العلمي ولا كتابة تاريخ مرحلة من مراحل تاريخ لبنان بحلوها القليل ومرّها الكثير. نعترف بأننا في لحظة وجدانية يرفض فيها وعينا واللاوعي ايضاً أن يتقبل دخول جيوش اجنبية الى أي بلد عربي، قريباً كان أو بعيداً، فهذا ما لا «يهضمه» اقتناعنا.

ولكنه الزمن الرديء!

زمن الحيط الواطي العربي، والذي أكثر ما جعله واطياً أمران إثنان: استباحة كل شيء في سبيل الكراسي، والإنبطاح أمام الأجنبي بحثاً عن مجد باطل… أما الشقاقات والخلافات فحدث ولا حرج!