يحيى دبوق
القرارات السعودية والخليجية الأخيرة في شأن العلاقة مع لبنان بمثابة «اعتراف بالهزيمة» وبـ «سقوط هذا البلد تحت سيطرة ايران وحزب الله». هذه هي خلاصة القراءة الاسرائيلية، كما أوردها الاعلام العبري الذي واصل الانشغال أمس بتتبع التصريحات والمواقف والكتابات، في لبنان والخليج، حول المواقف الأخيرة للرياض وأخواتها.
فتحت عنوان «لبنان تحوّل الى اداة للسيطرة على الشرق الاوسط»، رأى موقع «واللا» العبري أن القرارات السعودية والخليجية بالتخلي عن لبنان «يجب ان تذهب النوم من عيون اللبنانيين لأنها تمثل ضربة اقتصادية صعبة جداً». ورأى ان «سكان بلاد الارز غير قادرين على فعل شيء، وعليهم ان يتعايشوا مع هذه الاجراءات، لانها كما يبدو جزء من الحرب الاكبر التي تدور رحاها في الشرق الاوسط بين السعودية وحلفائها ضد المحور الذي تقوده ايران».
وخلص الموقع الى أن القرارات السعودية الاخيرة، التي جرّت خطوات مماثلة من الامارات والبحرين، تعدّ من نواح عدة «اعترافاً بالهزيمة»، وتشير الى ان لبنان سقط تحت سيطرة ايران وحزب الله، وأن اي دولار اميركي يمرر لدعم الجيش اللبناني سيصبّ في نهاية المطاف في تعزيز مكانة الحزب.
قرارات الرياض تعدّ تخلياً عن حلفائها الذين سيطروا على لبنان طوال عشر سنوات
في العادة المتبعة ــــ يضيف الموقع ــــ لا تلجأ السلطات السعودية الى اجراءات كهذه إلا بعد ان تحصل على دعم دول الخليج الاخرى، «لكن كما يبدو لم تجد الرياض ان هناك جدوى من الانتظار، وقرّرت المبادرة فوراً، مع التقدير بأن دولاً سنية أخرى ستحذو حذو الامارات والبحرين، وتجاري القرار السعودي في الحدّ من التمثيل الدبلوماسي والامتناع عن الاستثمار في لبنان». ولفت الموقع الى أن ذلك يحمل في طيّاته خطر ان تملأ ايران الفراغ السعودي، عبر تقديم المساعدة للجيش اللبناني.
الموقف السعودي، بحسب الموقع العبري، قد يكون نابعاً من ادراك الرياض بأن «السيرك السياسي» في لبنان حيث لا يوجد رئيس للجمهورية منذ نحو عامين، ومحاولة الحفاظ على البنية السياسية القديمة والتظاهر بأن المسرحية الديموقراطية في لبنان مستمرة، لا تخدم الا أعداء السعودية، اي حزب الله، فيما سيدفع الثمن، في نهاية المطاف، «السنة المعتدلون» والمسيحيون المنتمون الى المعسكر المناهض لسوريا، إذ إن «قرار الرياض، عملياً، يعدّ تخلياً عن حلفائها الذين سيطروا على لبنان طوال عشر سنوات، وهم تشكيلة من تحالف مسيحي وسني معتدل وتقدمي ويتمتع بالحداثة، ما يعني ترك لبنان لتحالف جديد مكون من المسيحيين الموارنة بقيادة (العماد ميشال) عون والشيعة».
يضاف الى ذلك، ان السعودية تنظر الى لبنان كجبهة غير منفصلة عن الحرب التي تشنها ضد ايران في سوريا والعراق واليمن والساحات الاخرى. والقرارات الاخيرة مبنية على «سياسة اكثر عدائية ضد ايران» يتبعها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، الذي «لا يخشى خوض صراعات عسكرية مسلحة في منطقة الشرق الاوسط، حتى لو أدى ذلك الى المخاطرة بإدخال جنود سعوديين الى اراضي دول اخرى».