فيما يواصل السياسيون تقاذف كرة المسؤولية في ملف العسكريين المخطوفين، يواصل الجيش اللبناني مهمة انجاز معركة تحرير الجرود والانتشار على التلال التي اخلاها مسلحو داعش. وبالتزامن تستمر فحوصات الحمض النووي للرفات التي عثر عليها، فيما اعلن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم امس اجزم ان الرفات تعود الى العسكريين المخطوفين، والنتيجة العلمية التي ستقطع الشك باليقين ستصدر قبل نهاية الاسبوع.
وقد بدأ الجيش امس عملية الانتشار عند معبر مرطبيا وحليمة قارة ورفع العلم اللبناني فوق تلّة القريص على الحدود اللبنانية-السورية، بالتزامن مع تسلّمه المواقع المحررة من حزب الله، في حين يتواجد الجيش السوري وحزب الله عند النقطة صفر على الحدود.
انتشار الجيش
وقد صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه امس بيان جاء فيه: استكملت وحدات الجيش انتشارها في منطقة وادي مرطبيا ومحيطها، التي تأكد خلوّها من عناصر تنظيم داعش الارهابي، وقد تمّ رفع العلم اللبناني فوق قمم: حليمة قارة وعقابة مرطبيا وحليمة القبو، التي تشكل المرتفعات الأعلى في المنطقة، فيما تقوم الفرق المختصة في فوج الهندسة بمسح الأراضي لكشف العبوات والألغام والأجسام المشبوهة التي خلفها الإرهابيون والعمل على معالجتها.
وجاء في بيان آخر صدر عن القيادة: نتيجة متابعة البحث عن مصير عسكريين مفقودين، تم بتاريخ سابق العثور في جرود عرسال على رفات أحد الأشخاص. وبتاريخ امس، عثرت وحدة من الجيش في منطقة الرهوة – جرود عرسال، على رفات اخرى عائدة لأحد الأشخاص. وتخضع عينات من الرفات لفحوصات ال DNA اللازمة بإشراف القضاء المختص.
كما واصل الجيش وعناصر من الامن العام لليوم الثاني على التوالي عمليات البحث في الجرود منذ الفجر عن جثمان الشهيد عباس مدلج الذي اعدمه تنظيم داعش استناداً لمعلومات موقوفين في سجن رومية.
كتلة المستقبل
وقد تناولت كتلة المستقبل في اجتماع امس موضوع معركة تحرير الجرود، واثنت في بيان على الإنجاز الوطني الكبير الذي حققه الجيش البطل والمتمثل بتحرير منطقة جرود القاع ورأس بعلبك من ارهابيي داعش. واغتنمت الكتلة مناسبة هذا الانتصار لتوجيه التهنئة الى الشعب اللبناني عموما والى الجيش خصوصا، قيادة وضباطا ورتباء وأفرادا، على هذا الإنجاز الذي يدعو الى العودة، مرة جديدة، للتذكير بوجوب الاستمرار في الالتزام بالشرعية اللبنانية والشرعية العربية والشرعية الدولية.
وقالت في بيانها: إن كتلة المستقبل تأسف لبعض المواقف التي صدرت عن البعض، والتي كان الهدف منها حرف الأنظار عن المعاني الحقيقية للنصر الذي حققه الجيش، وللتغطية على السماح بفرار القتلة المجرمين. فاللحظة التي يعيشها لبنان هي لحظة وطنية مهمة يندمج فيها، وبسمو كبير، الفرح مع الحزن والألم. الفرح بتحرير الأرض والحزن على خسارة الشهداء الأبرار، والألم على الجراح التي تعرض لها الجنود البواسل.
كما تناول تكتل التغيير والاصلاح الموضوع في اجتماعه امس وقال الوزير جبران باسيل بعد الاجتماع ان مشروع الارهاب في لبنان سقط وعقبال مشروع النزوح ثم مشروع التوطين.
ودعا باسيل اللبنانيين جميعا الى الاحتفال بالنصر الذي تحقق، قبل ان نختلف عليه طالما انه نصر للجميع، ودعونا نودع شهداءنا بالحزن عليهم كما يجب، وطالب بعدم تكرار البعض للخطأ عند انتصار 2006 بتحويل النصر الى هزيمة في حين اعترفت اسرائيل بهذه الهزيمة.