Site icon IMLebanon

وزير الاعلام الكويتي لـ«الشرق»: نتمنى تشكيل حكومة تعيد لبنان الى مكانته

الكويت – عوني الكعكي:

بصراحة أعتبر نفسي من المدمنين على الذهاب الى دولة الكويت، المرة الأولى التي ذهبت إليها كانت في العام 1969 بعد وفاة المرحوم والدي، ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا الحاضر لا أزال أتردّد الى هذا البلد الشقيق بمعدّل مرتين سنوياً.

لقد كنت من المعجبين بالمغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح الذي كان يملك رؤية إقتصادية مميزة، إذ منذ الستينات كان يفكر: ماذا سنفعل لو انتهى عصر النفط؟! وعليه فقد أنشأ «صندوق الأجيال»، و«صندوق الاستثمار» و«الصندوق الكويتي» لمساعدة الدول المحتاجة عربية وغير عربية.

وبفضل الأموال في تلك الصناديق تمكنت الكويت من مواجهة تداعيات الغزو الذي نفذه صدام حسين ضدّ هذا البلد الآمن الذي لم يعرف عنه سوى وضع إمكاناته في سبيل القضايا العربية والإنسانية.

وفي المناسبة، لا ننسى القرار الجريء للملك فهد بن عبدالعزيز الذي جاءه وزير الدفاع الاميركي ليبحث معه في كلفة الحرب لتحرير الكويت فقال له الملك: إذهب الى وزيري المال والدفاع واحصل منهما على ما تريد… همّي الوحيد عودة الكويت الى أهلها.

بالمناسبة قال لي وزير الإعلام الحالي الشيخ سلمان الحمود الصباح إنّ الملك فهد حاول أيضاً أن يغري الرئيس صدام قائلاً له: نعطيك ما تريد مقابل أن تترك الكويت!

وبعدها تعرّض الشيخ جابر الأحمد الى محاولة اغتيال في العام 1985 وبعد الغزو أصيب بإحباط…

وبعد وفاة المغفور له الشيخ جابر تسلم القيادة الشيخ صباح الأحمد، وأنا أعتبر نفسي محظوظاً لأنني أعرفه منذ الستينات، وهو كان أعرق وزير خارجية في العالم، وهو يعمل بصمت، ولمست أخيراً الإنجازات التي تحققت في السنوات الأربع الأخيرة… وهي ما يتعذر تعدادها، وقد لفتني المبنى المهم للاوبرا… والجسور… والمباني والأبراج الضخمة التي تنافس دبي والدوحة… وفي مجال «المولات» هناك مول «الاڤينيو» الذي لا مثيل له، ويكفيه أنه نال لقب «زعيم الانسانية» من الامم المتحدة لدوره في إغاثة الشعوب المنكوبة وحل الخلافات سلمياً.

من هنا أرى أنّ الكويت مقبلة على نهضة إقتصادية مميزة، فكل ما يصنع في الكويت يتم بتقنية عالية وببعد نظر… فتأتي النتائج رائعة.

اليوم تعيش الكويت عرس الديموقراطية الذي هو الانتخابات… فقد تقدم نحو 400 مرشح لما مجموعه 50 مقعداً نيابياً في مجلس الامة، وهذا إن دلّ على شيء كما قال لنا وزير الإعلام، فإنما يدل على رحابة صدر الحكام ووطنية المواطن الكويتي الذي يريد أن يشارك في إدارة الحكم الوطني…

تجرى الانتخابات في ظل استقرار ملحوظ وطبعاً في مرحلة التحديات الكبرى في المنطقة وفي الداخل الكويتي حيث تسعى الكويت مثل سائر بلدان الخليج الى شد الحزام وترشيد الاستهلاك وضبط الإنفاق العام مع رفع الدعم عن بعض السلع.

وفي الدردشة بين وزير الإعلام والصحافيين سألته: ألا تخافون في هذه المرحلة والحرائق مشتعلة في منطقتنا: في سوريا والعراق وليبيا واليمن؟.. ألا تشعرون بخطر إجراء الانتخابات؟

فأجابني: لن نتخلّى عن ديموقراطيتنا، وهذا واجب وطني… فلا ديموقراطية من دون العودة الى الشعب… والعمل الديموقراطي يعزز الإستقرار.

وسألناه: منذ تأسيس مجلس الأمة حتى اليوم بقي العدد 50 نائباً… لماذا؟

أجاب: إنّ تعديل العدد يحتاج الى إجراء دستوري، وحتى الآن لم يطالب أحد بزيادة العدد.

سُئل عن مشاركة المرأة الكويتية؟

فأجاب إنه سعيد لأنّ هناك 16 امرأة مرشحة للانتخابات… والكويت تؤمن بدور المرأة في المجالات كلها، فالمرأة هي الأم والاخت والابنة والزوجة.

سُئل عن مشاركة المعارضة (وهنا لا بد من الإشارة الى أنّ المعارضة لم تشارك في الانتخابات الأخيرة… كما حدث في لبنان عام 1992 عندما قاطع احد الاطراف الانتخابات النيابية).

فأجاب: الحمد لله المعارضة ستشارك وهذا مهم وضروري لاكتمال العملية الديموقراطية.

قيل له: الكويت هو البلد العربي الوحيد الذي يساعد الصحافة اللبنانية من دون أي مقابل أو أي طلب أو أي التزام.

فقال: نؤمن أنّ هذا واجب وطني وقومي.

وتحدث عن الصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وقال إنّها أثّرت كثيراً على الصحافة المكتوبة، حتى في الكويت التي كانت السباقة كونها أوّل بلد عربي وضع قانوناً للصحافة الإلكترونية.

وتجدر الإشارة الى أنّ الوزير سلمان الحمود الصباح بادرنا في مطلع كلامه بتهنئة لبنان بانتهاء مرحلة الشغور الرئاسي وانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية متمنياً للرئيس سعد الحريري التوفيق في تشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن تعيد لبنان الى مكانته السياسية والاقتصادية والإعلامية في المنطقة.