IMLebanon

العين الساهرة والتنسيق بين الاجهزة ينقذان لبنان

أنقذت القوى الأمنية أول أمس لبنان من سيناريو ارهابي كان يعد له انتحاري مزنر بحزام ناسف، خطط لتفجيره داخل مقهى يرتاده مواطنون في شارع الحمرا، وقد حالت العين الساهرة للأجهزة الأمنية من دون تحقيق هدفه، وتمكنت من اعتقاله قبيل تمكنه من انجاز مهمته، ما لاقى تقديراً كبيراً لهذه الأجهزة على أعلى  المستويات الرسمية والشعبية.

الانتحاري

وفي التفاصيل، أن إنتحاري لبناني يدعى عمر العاصي مواليد صيدا عام 1992 (بحسب الهوية التي عثر عليها معه) دخل مقهى «الكوستا» في شارع الحمرا متحضراً للقيام بتفجير نفسه داخله.

ويبدو أن القوى الأمنية من مخابرات جيش وفرع معلومات كانت تمتلك معطيات، وما لبث أن دخل الإنتحاري المقهى حتى إنقض عليه العناصر ممسكين به وإيقاعه أرضاً، حيث ثبت وبعد البحث تبين أنه يرتدي حزاماً ناسفاً جرى تفكيكه من قبل الخبير العسكري.

وبعد ذلك جرى نقل الإنتحاري المصاب بجروح من خلال عملية الإشتباك بينه وبين العناصر إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت حيث تلقى العلاج تمهيداً لمباشرة التحقيق معه. ولاحقاً نقل الى المستشفى العسكري.

وأغلقت القوى الأمنية شوارع الحمرا الداخلية خصوصاً نزلة مطعم بربر مع إجراء عمليات مسح للميدان.

«داعش والعملية»

وكانت معلومات أمنية قد توافرت للاجهزة منذ قرابة الخمسة أشهر تفيد أن تنظيم داعش يحضر لعمل إرهابي يستهدف مقاهٍ ومطاعم في نطاق مناطق الحمرا – بيروت – جونية، وعلى الاثر كثفت الاجهزة من عملية الرصد والمتابعة والإستقصاء بسرية تامة بغية الوصول إلى خيوط وإحباط العمل قبل تنفيذه وهذا ما كان مساء اليوم (أول أمس).

وفي سياق متصل صدر في الساعات الماضية وثيقة إتصال عممت على سائر القوى الأمنية تحذر من أن «تنظيم داعش الإرهابي يقوم بالتحضير لتنفيذ عمل إرهابي عبارة عن خطف – قتل – تفجير يستهدف عناصر أمنية».

لازالت الأجهزة الأمنية مستنفرة في عدة مناطق تخوفاً من وجود أشخاص ربما يقومون بأعمال مشابهة، وسط معلومات عن شخص ثانٍ متوارٍ عن الأنظار.

أوامر من الرقة

وقد اعترف الانتحاري الموقوف لدى السلطات الأمنية في بيروت بعد إحباط محاولته تفجير أحد المقاهي في شارع الحمرا، الأحد، إنه تلقى أوامر تنفيذ العملية من الرقة معقل تنظيم داعش في سوريا.

التحقيقات الأولية

وذكر الانتحاري، الذي يدعى عمر حسن العاصي، في التحقيقات الأولية إنه ينتمي إلى التنظيم المتطرف وقد تلقى أمرا بالقيام بمهاجمة المقهى، قبل أن تتمكن قوات الأمن من منعه.

وقالت مصادر أمنية إن الموقوف كان مراقبا من قبل أجهزة الأمن، وقد تم رصد تحركاته في مدينة صيدا جنوبي البلاد حتى وصوله إلى بيروت.

تنسيق مشترك

وأوضحت المصادر أن التنسيق المشترك بين الاستخبارات وقوى الأمن نجح في منع وقوع التفجير، مرجحة أن الإرهابي يعمل ضمن مجموعة تخطط لعمليات تخريب في لبنان.

ونفذت قوات الأمن إجراءات مشددة في بيروت وصيدا، التي ينتمي لها الانتحاري، بعد دهم منزله ومصادرة مقتنيات من بينها حاسبه المحمول وبعض الوثائق.

وذكر بيان للأمن أنه «تم ضبط الحزام الناسف المنوي استخدامه ومنعته من تفجيره. وقد حاول الموقوف الدخول عنوة إلى المقهى ما أدى إلى وقوع عراك بالأيدي مع القوة العسكرية، ونقل على الأثر إلى المستشفى للمعالجة.»

وأشارت مصادر أمنية إلى أن الانتحاري تم رصده من قبل جنود يسيرون منذ أسابيع دوريات في الحي.

وأضافت أن الانتحاري أصيب خلال اعتقاله عندما طرحه عدد من العسكريين أرضا لمنعه من تفجير حزامه، ونقل الى مستشفى مجاور للعلاج قبل استجوابه.

الجيش والعملية

وصدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه البيان الآتي:

«في عملية نوعية ومشتركة بالتنسيق مع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أحبطت قوة من مديرية المخابرات حوالى الساعة 10.30 من مساء أول أمس، عملية إنتحارية في مقهى costa في منطقة الحمرا، أسفرت عن توقيف الانتحاري المدعو عمر حسن العاصي الذي يحمل بطاقة هويته، حيث ضبطت الحزام الناسف المنوي استخدامه ومنعته من تفجيره. وقد حاول الموقوف الدخول عنوة إلى المقهى ما أدى إلى وقوع عراك بالأيدي مع القوة العسكرية، ونقل على الأثر إلى المستشفى للمعالجة».

توقيفات

صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: «إلحاقا لبيانها السابق المتعلق بإحباط مديرية المخابرات العملية الإنتحارية في منطقة الحمرا ليل أول أمس، داهمت قوة من الجيش المبنى الذي يقطنه الإرهابي عمر حسن عاصي في منطقة شرحبيل – صيدا، حيث أوقفت أربعة أشخاص من المشتبه فيهم.

8 كلغ من المتفجرات

كذلك تبين بنتيجة كشف الخبير العسكري على الحزام الناسف أنه يحتوي على 8 كلغ من مواد شديدة الإنفجار بالإضافة إلى كمية من الكرات الحديدية، وذلك بهدف إيقاع أكبر خسائر بالأرواح.

وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص».

دهم منزل الانتحاري

وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام في صيدا ان مخابرات الجيش دهمت منزل الانتحاري عمر حسن العاصي في منطقة الشرحبيل في صيدا، وصادرت جهاز كمبيوتر، فيما تم توقيف شقيقيه وعدد من اقاربه من ال بخاري وال حبلي للتحقيق معهم.

ممرض ومسعف

وفي معلومات، فإنّ العاصي يعمل ممرضاً في مستشفى حمود الجامعي في صيدا، ولم يكن مطلوبا بملف أحداث عبرا ولم يكن متوارياً عن الأنظار رغم أنه كان من أنصار الشيخ أحمد الاسير، ومن ضمن فريق المسعفين الخاص بمسجد بلال بن رباح.

ولم يشارك العاصي بمعركة عبرا، بحسب المعلومات، بسبب إصابته قبل أسبوع من المعركة في عبرا حيث حدث تبادل لاطلاق النار بين مجموعة الأسير وعناصر تابعة لسرايا للمقاومة.

وعمل بعدها لفترة في محل لبيع العصائر في مدينة صيدا قبل ان يعمل ممرضا في المستشفى.

هذا وتستمر عناصر من استخبارات الجيش بضرب طوق أمني حول منزل الانتحاري عمر حسن العاصي في منطقة شرحبيل.

اعتقال انتحاري شمالا وضبط بنادق حربية وقنابل

صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: «بنتيجة الرصد والمتابعة دهمت قوة من الجيش صباح اليوم (أمس) منزل مشتبه فيه في منطقة وادي خالد – عكار، حيث أوقفته وضبطت ٦ بنادق حربية، ١٣ رمانة يدوية، رمانة بندقية، وحوالى ١٠ آلاف طلقة خفيفة، اضافة الى كمية من الأعتدة العسكرية.

تم تسليم الموقوف مع المضبوطات الى المراجع المختصة لاجراء اللازم».

من جهة ثانية علم من مصدر أمني رفيع أن «قوة من مخابرات الجيش اللبناني ألقت القبض، بعد عملية رصد دقيقة، على شخص لبناني في منطقة الشمال يرجح أنه انتحاري كان يحضر للقيام بعملية انتحارية في إحدى المناطق اللبنانية واقتادته الى مديرية المخابرات في اليرزة للتحقيق معه ومعرفة المكان الذي كان يريد استهدافه».

وأكد المصدر ان «المعلومات الأولية تفيد بأن الموقوف يتلقى أوامره من مشغّله في الرقة السورية لمصلحة تنظيم داعش».

والموقوف الذي سجن لسنتين كان موضع مراقبة وعلى تواصل مع مجموعة أسامة منصور الذي قتل باشتباك مع دورية من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي في نيسان عام ٢٠١٥ في محلة باب الرمل بطرابلس.