Site icon IMLebanon

صفقة تبادل العسكريين في اللحظات الحاسمة

ساعات من القلق والتوتر عاشها اللبنانيون امس وسط التزام اعلامي بعدم افشاء اي معلومات عن عملية التفاوض الجارية للافراج عن العسكريين المخطوفين للوصول الى نهاية سعيدة لهذه المأساة الوطنية، وقد تأجلت صفقة التبادل بعدما استجدت مطالب جديدة استدعت المزيد من الدرس.

المفاوضات مستمرة

وقد عاد اللواء عباس ابراهيم من البقاع الى بيروت بعد تعثر عملية التبادل والتفاوض في ملف العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة.

أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ان «صفقة التبادل مع «جبهة النصرة» لاطلاق العسكريين المخطوفين لم تفشل والتفاوض مستمر».

وفي تصريح له من شتورا، شدد على ان «لا شيء فشل ولا يمكن أن نقول شيئا، ما يمكن أن نقوله ان التفاوض مستمر».

وأفادت مصادر في جبهة النصرة للـ»mtv» ان سبب تعثر عملية التبادل يعود الى أن الدولة اللبنانية أخلت في تأمين المواد الغذائية للاجئين في الجرود ما أعاق اتمام عملية التبادل اليوم، بالاضافة الى عدم تأمين خروج الجرحى الى تركيا.

أما بحسب معلومات للـ»otv» فان العقبات التي تواجه عملية التفاوض مصدرها الجهة الخاطفة والدولة ملتزمة بنود الاتفاق السابق.

وتحدثت مصادر اعلامية جديدة عن تعليق عملية تبادل الاسرى بين الجيش اللبناني وجبهة النصرة بسبب بعض العراقيل.

الامن العام

من جهتها، اعلنت المديرية العامة للامن العام في لبنان ان «كل ما تم تداوله في وسائل الاعلام منذ الصباح حتى الان، من معلومات حول عملية التفاوض في ملف العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة،  هي معلومات غير صحيحة وتتنافى كليا مع الحقيقة، خصوصا لجهة الحديث عن شروط التبادل».

وجددت المديرية، في بيان دعوتها لوسائل الاعلام الى «التعامل مع هذا الملف الانساني والوطني بمهنية ومسؤولية لانجاز هذه العملية».

سلام يتابع

هذا والغى رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام زيارته المقررة الاثنين الى باريس للمشاركة في قمة المناخ العالمية وذلك لمتابعة تطورات ملف العسكريين.

وجاء في بيان للمكتب الاعلامي لسلام «في ضوء المستجدات التي ترافق الجهود المبذولة للافراج عن العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة قرر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الغاء زيارته الاثنين الى» باريس للمشاركة في قمة المناخ العالمية وذلك لمتابعة تطورات ملف العسكريين حتى ايصاله الى نهايته السعيدة».

وصول قوافل المساعدات

وكانت وسائل اعلام لبنانية، ذكرت ان قوافل مساعدات انسانية دخلت اطراف وادي حميد ببلدة عرسال تمهيدا لبدء تبادل الموقوفين والمختطفين بين الجيش وجبهة النصرة.

واوضحت المصادر ان وحدات من الجيش اللبناني قامت منذ فجر الاحد باغلاق معبري وادي حميد والمصيدة في بلدة عرسال، ومنعت عبور اي مدني او عسكري الى التلال الحدودية التي يتواجد فيها مسلحو النصرة، في اشارة الى قرب تنفيذ عملية تبادل 16 عسكريا مختطفا مقابل الافراج عن نحو 16 من الموقوفين التابعين للنصرة بينهم 5 نساء.

وتطالب «النصرة» باطلاق سراح النساء، قبل تسليم العسكريين اللبنانيين اضافة الى الافراج عن 20 اسلاميا من سجن رومية.

الى ذلك اكد مصدر عسكري ان المفاوضات بين الحكومة اللبنانية و «جبهة النصرة» من اجل الافراج عن العسكريين المخطوفين، تسير باتجاه اتمامها بين الجانبين في وقت قريب.

وتتضمن الصفقة ايضا، نقل جرحى سوريين من لبنان الى تركيا عبر مطار بيروت، وقد رافقت سيارات الصليب الاحمر موكب الامن العام لنقل الجرحى» الى بيروت.

ابو طاقية

وذكرت معلومات لــ «النشرة» ان الشيخ مصطفى الحجيري المعروف بــ «ابو طاقية» شوهد ليل اول امس في بلدة عرسال وهو يودع اقاربه بهدف مغادرة البلدة من ضمن صفقة تبادل العسكريين لدى «جبهة النصرة».

الاهالي في رياض الصلح

من جهتهم، يترقب أهالي العسكريين في خيمهم في ساحة رياض الصلح، آخر المعلومات في شأن الافراج عن أبنائهم المخطوفين لدى «جبهة النصرة». ويؤكدون أنهم متفائلون أكثر من أي وقت مضى، لكنهم في المقابل يعربون عن قلقهم من افساد الصفقة في الربع الساعة الاخير، مشيرين الى ان أي طرف رسمي لم يبلغهم بحقيقة ما يحصل في الملف، «لكن كل الاجواء تدل الى تقدم لافت في المفاوضات والى ان أبناءنا سيعودون قريبا». من جهتهم، يعول أهالي العسكريين المحتجزين لدى «داعش» على ان تنسحب حلحلة قضية العسكريين المخطوفين لدى «النصرة»، على ملف أبنائهم أيضا.

قهوجي

 في غضون ذلك، أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي في حديث صحافي «أننا نواكب كل التطورات المتعلقة بتحرير العسكريين ونأمل عودتهم سالمين»، متمنيا «على الاعلام تجنب كل تدوال متسرع في هذا الملف الشديد الحساسية».

الصفقة

 وبات معلوما ان الصفقة ستشمل اطلاق «النصرة» 16 عسكرياً لبنانياً معظمهم من عناصر قوى الأمن الداخلي، محتجزين لديها، مقابل 16 موقوفا من «النصرة» موجودين في سجن رومية من بينهم علا العقيلي، زوجة القيادي في «داعش» أنس جركس الملقب بـ «أبو علي الشيشاني»، وجمانة حميد، وسجى الدليمي طليقة أبو بكر البغدادي، وآخرين موقوفين لدى حزب الله أو في سجون النظام السوري، بالاضافة الى مبالغ مالية. واذ أشارت معلومات صحافية الى ان «شقيقة مسؤول جبهة النصرة في القلمون أبو مالك التلي وأولادها، كما زوجتين لقياديين في النصرة مع أولادهما، هم ضمن صفقة التبادل، أفيد ان «النصرة» تشترط أيضا تأمين ممرات آمنة لاجلاء جرحاها من القلمون واخراج بعض عناصرها، وهي نقاط قيد الدرس لبنانيا اليوم. وفي وقت تردد ان صفقة إطلاق العسكريين تتضمن تأمين ترحيل أبو مالك التلي وأبو فاروق من «النصرة» والشيخ مصطفى الحجيري «أبو طاقية» الى خارج لبنان، نفى مصدر اعلامي في «النصرة» عبر الـ «mtv»، «نفياً قاطعاً موضوع تأمين ترحيل أميرها او أي أحد من جرود عرسال الى خارج لبنان».

وفد قطري في عرسال

واكد مصدر امني لموقع «القوات اللبنانية» ان «الوفد القطري موجود في جرود عرسال حيث توضع اللمسات الاخيرة على صفقة التبادل مع «النصرة» للافراج عن العسكريين».

من جهة اخرى، افادت قناة «سكاي نيوز» بأن عملية التبادل ستتم في وادي حميد قرب بلدة عرسال.

واضافت ان «العسكريين اللبنانيين وصلوا الى اطراف وادي حميد وبدأت عملية دخول قوافل المساعدات الى بلدة عرسال»، مشيرة الى ان «الصفقة تشمل تسليم جبهة النصرة 16 عسكريا لبنانيا مقابل افراج السلطات اللبنانية عن نحو 16 من الموقوفين بينهم 5 نساء».