قمة عمان استثنائية في قراراتها
وبيانها الختامي خريطة للمرحلة المقبلة
كتبت تيريز القسيس:
استكملت تحضيرات مشاركة لبنان في اعمال القمة العربية الــ 28 في البحر الميت في الاردن، وسيتمثل لبنان بوفد رفيع المستوى برئاسة الرئيس العماد ميشال عون وعضوية رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية جبران باسيل، والوزير بيار رفول اضافة الى مستشارين.
المشاركة اللبنانية في القمة العربية سيكون لها وقع مؤثر خصوصا بعدما غاب التمثيل اللبناني الرئاسي خلال العامين الماضيين اثر الفراغ الذي اصاب مؤسسات الدولة، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، اضافة الى ان مصادر عربية في الجامعة تعوّل كثيرا على الدور الذي قد يلعبه الرئيس عون خلال اتصالاته مع نظرائه العرب على هامش اجتماعات القمة، والذي سيكون لها التأثير المباشر على حركة التضامن والمواقف الموحدة ضمن عمل الجامعة العربية والدول المنضوية تحت رايتها.
وبحسب المعلومات، فقد اكدت مصادر سياسية ان الرئيس عون سيشدد خلال كلمة لبنان امام الرؤساء على اهمية تضافر الجهود العربية والعمل المشترك بين الدول كافة التوحيد الرؤية السياسية العربية مع ما يحاك ضد المنطقة، من تهديدات واعمال ارهابية تطاول مختلف الدول من دون استثناء.
وكشف ان الرئيس سيتناول القضايا الاقليمية والدولية وكيفية مواجهتها والتضامن العربي حولها، اضافة الى اهمية التنسيق الامني العسكري بين الدول العربية وتبادل المعلومات لمكافحة الارهاب.
وقالت »ان كلمة لبنان لن تخرج عن اطار خطاب القسم والبيان الوزاري الذي صدر عن الحكومة خصوصا لجهة رفض لبنان توطين الفلسطينيين وحق عودتهم الى ديارهم، فضلا عن طلب المساعدة الدولية والعربية لمساعدة النازحين السوريين الموجودين في لبنان ودول الجوار العربي وحثهم على العودة الى وطنهم.
لبنان سيؤكد التزامه القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن الدولي لاسيما القرار 1701، كما سيؤكد التزامه ميثاق الجامعة العربية والقرارات التي تصدر عنها دوليا واقليميا، اضافة الى تضامنه مع الدول الشقيقة والصديقة كافة واهمية توحيد الصف العربي والعمل المشترك لمواجهة التحديات في المنطقة.
كما سيطالب لبنان الدول العربية بتنفيذ وعودها عبر الصناديق العربية لدعم الاقتصاد اللبناني وتشجيع الاستثمارات فيه.
كما سيثمن لبنان كل الجهود المبذولة التي تقوم بها بعض الدول العربية والخليجية لتوحيد الرؤية والصف العربي، خصوصا وان بعض المؤشرات العربية تتحدث عن خطوات ايجابية في هذا الاتجاه، والداعية الى تهدئة الاجواء السياسية وتعزيز وتطوير العلاقات العربية – العربية.
اما التدخلات الاقليمية والدولية في الدول العربية، فهي امر مرفوض من قبل لبنان، ولا لبس في ذلك بعدما سبق للبنان ان اوضح موقفه من خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة، واعرب عن ادانته الواضحة لاي تدخل اجنبي في شؤون اي دولة عربية.
هذا وعلم ان الاتصالات الديبلوماسية الفاعلة خلال الاسابيع الماضية اثمرت تخطيا للعراقيل التي اعترضت من قبل دول الخليج حول ورقة التضامن مع لبنان، بحيث ان هذا الامر تجاوزته الدول الخليجية وأبدت موافقتها على دعم بند التضامن مع لبنان من دون اي تحفظات، وهذا الامر جاء بناء لاتصالات مكثفة اجرتها كل من الاردن ومصر مع دول الخليج.
اذا، قمة عربية استثنائية في قراراتها، لكنها عادية في توقيتها، والمواضيع المتشعبة ستكون محط انظار رؤساء الدول المشاركة العربية، كما الممثلون الاجانب الذين سيحضرون اعمال القمة ويبدو ان البيان الختامي سيشكل خريطة سياسية عربية جديدة للمرحلة المقبلة.