Site icon IMLebanon

«إعلان الرياض»: تأسيس تحالف الشرق الأوسط.. وترامب يوقّع أكبر صفقة

نَقل خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس خلال القمّة العربية ـ الإسلامية ـ الأميركية المنطقةَ إلى مرحلة مواجهة مع إيران، وتَلاقى في الموقف مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الدعوة إلى «عزل» طهران وإدراج «حزب الله» على قائمة التنظيمات الإرهابية ووضعِه في الخانة نفسِها مع «داعش». وكان اللافت في زيارة ترامب ما تَخلّلها من توقيع اتفاقات ضخمة بين واشنطن والرياض بَلغت قيمتُها 380 مليار دولار وقيمة الصفقة العسكرية منها تبلغ 110 مليارات دولار، وذلك في صفقةٍ اعتبَر البيت الأبيض أنّها «الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية».

إهتمّ الشرق الأوسط والعالم أمس بنتائج قمم ترامب في المملكة العربية السعوديّة، حيث دعا خلالها الزعماء العرب والمسلمين إلى تحمّل مسؤوليتهم لـ«طرد» الإرهاب من بلدانهم، ملقياً على دول المنطقة عبءَ مكافحة الجماعات المتشددة، وواصفاً الحرب ضد الإرهاب بأنها «معركة بين الخير والشر وليست نزاعاً بين الأديان».

وخاطبَ زعماء 55 دولة عربية وإسلامية قائلاً: «إنّ أميركا مستعدة للوقوف معكم في المساعي لتحقيق المصالح المتبادلة والأمن المشترك. لكنّ دول الشرق الأوسط لا يمكنها انتظار القوة الأميركية لكي تسحق هذا العدو نيابةً عنها».

ولقيَ ترامب استقبالاً حارّاً وحفاوةً كبيرة لدى القيادة السعودية والزعماء العرب والمسلمين الذين لفتوا إلى رغبته في كبح جماح نفوذ إيران في المنطقة، وهو التزام يعتبرون أن إدارة سَلفه باراك أوباما كانت تفتقر إليه.

وأكّد ترامب، في هذا السياق، «أنّ إيران تموّل وتسلّح وتدرّب الإرهابيين والميليشيات»، لافتاً الى أنّها «أشعلت النزاعات الطائفية، وهي مسؤولة عن زعزعة الاستقرار في لبنان والعراق واليمن، كما أنّ التدخّلات الإيرانية التي تزعزع الاستقرار واضحة جداً في سوريا، فبفضلِ إيران ارتكبَ الرئيس السوري بشّار الأسد جرائم في حقّ شعبه، ويجب أن نعمل معاً لعزلِها ومنعِها من تمويل التنظيمات الإرهابية».

ودعا «العالم بأسره» إلى إدراج «حزب الله» في قائمة التنظيمات الإرهابية على المستوى الدولي «لأنه يمارس و»حماس» و»داعش» نفسَ الوحشية»، على حدّ تعبيره.

معركة مشتركة واستقبال ملكي

وفي تقديمه لترامب خلال القمة وصَف الملك سلمان بن عبد العزيز إيران بأنّها «عدو مشترك» لبلاده ولواشنطن واعتبَرها «مصدر الإرهاب الذين يتعيّن مواجهته معاً». وقال: «إنّ مسؤوليتنا أمام الله ثمّ أمام شعوبنا والعالم أجمع أن نقف متّحدين لمحاربة قوى الشر والتطرّف أياً كان مصدرها. فالنظام الإيراني يشكّل رأس حربة الإرهاب العالمي». وأكّد «أنّ إيران و»حزب الله» والحوثيين و «داعش» و «القاعدة» متشابهون».

إعلان الرياض

أكّد الزعماء في «إعلان الرياض» الذي صَدر في ختام قمّتهم مع ترامب «التزام دولِهم الراسخ بمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله والتصدّي لجذوره الفكرية وتجفيف مصادر تمويله».

وأكّدوا «رفضَهم الكامل لممارسات النظام الإيراني المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ولاستمرار دعمِه للإرهاب والتطرّف»، مشدّديين على «خطورة برنامج إيران للصورايخ الباليستية»، كذلك، دانوا «خرقَ النظام الإيراني المستمر لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية». وأضافوا «أنّ هذه القمّة تمثّل منعطفاً تاريخياً في علاقة العالمين العربي والإسلامي مع الولايات المتحدة الأميركية، وأنّها ستفتح آفاقاً أرحبَ لمستقبل العلاقات بينهم».

كذلك، أشاد الزعماء بـ«الخطوة الرائدة بإعلان النوايا بتأسيس تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي في مدينة الرياض، والذي ستشارك فيه العديد من الدول للمساهمة في تحقيق السِلم والأمن في المنطقة والعالم، وسوف يتمّ استكمال التأسيس وإعلان انضمام الدول المشاركة خلال عام 2018». ورحّبوا بـ»استعداد عدد من الدول الإسلامية المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب لتوفير قوة احتياط قوامُها 34 ألف جندي لدعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا عند الحاجة».

وشدّد القادة على «أهمّية تعزيز العمل المشترك لحماية المياه الإقليمية، ومكافحة القرصنة لحفظ الأمن والاستقرار وتفادي تعطيل الموانئ والممرات البحرية للسفن بما يؤثّر سلباً على الحركة التجارية والنمو الاقتصادي للدول.

القمّة السعودية ـ الأميركية

وكان ترامب قد وقّعَ مع الملك سلمان 34 عقداً في مجالات عدة، بينها الدفاع والنفط والنقل الجوّي. وقال وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون «إنّ الصفقة المتعلقة في مجالات الدفاع تدعم أمنَ المملكة والخليج في مواجهة التأثير الإيراني السيّئ والتهديدات الإيرانية على طول الحدود السعودية».

وأعلن المتحدث باسمِ البيت الابيض شون سبايسر أنّ عقود تسلّحِ السعودية تبلغ قيمتها 110 مليارات دولار. ووصَف صفقة الأسلحة بأنها «الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية».

الموقف الإيراني

وفي أوّل تعليق إيراني على زيارة ترامب للسعودية، انتقدَ وزير الخارجية محمد جواد ظريف المواقفَ المعادية لإيران التي طرِحت خلال قمّة الرياض أمس. وقال بتهكّم: «إنّ إيران التي أجرت أخيراً انتخابات حقيقية، تمّت مهاجمتُها من قبَل الرئيس الأميركي في قاعدة الديموقراطية والاعتدال السعودية». وأضاف: «هل هذه سياسة خارجية، أم حَلبُ 480 مليار دولار من السعودية؟». (وكالات)