Site icon IMLebanon

الأسد وحيداً في حضرة القيصر

بدا رئيس النظام السوري بشار الأسد وحيداً في عرين القيصر الروسي فلاديمير بوتين. الزيارة التي جاءت سرّاً أربكت وسائل الإعلام التابعة والمؤيدة للأسد، فاكتفت وكالة «سانا» التابعة للنظام ببث خبر الزيارة من دون أي تفصيل، فيما ارتكبت قناة «روسيا اليوم» خطأ فادحاً بالقول إن بوتين هو من زار سوريا.

السفير السوري في السويد بسام العمادي الذي انشق في العام 2011، رأى في نص نشره موقع «كلنا شركاء» أن «استدعاء بشار إلى موسكو وحضوره وحيداً من دون أي مرافق عدا مترجمه الخاص، كان بلا شك لإعلامه بأن عناده بالبقاء على رأس النظام في سوريا لم يعد ممكنا ولا مجديا»، مؤكداً أن سياسة «خلط الأوراق في المؤتمرات الساعية لحل سياسي لن تكون مقبولة، وعليه قبول ما سينتج قريبا من تفاهمات بين القوى الكبرى، والتي بدأت تظهر في تصريحات تركية وسعودية وغيرها«.

وأضاف: «كان تحجيم بشار بادياً في جلسته وجفاف فمه وكلماته المستجدية للروس بالشكر المتكرر لدورهم في دعم نظامه«. ورأى أن «تكرار مصطلح الإرهاب دليل على «الحمام« البارد الذي اضطر لتقبله ذليلا من خلال كلمات ونظرات بوتين التي كانت تنهمر أوامر عليه بعد فشل قواته في إحراز أي تقدم على الأرض بالرغم من الدعم الروسي الجوي غير المسبوق له. وكان جلوسه كالتلميذ الذي يقبل تعنيف استاذه واضحاً ومقززاً«.

وختم السفير العمادي قوله: «هذه بداية النهاية لمن يبيع وطنه للآخرين ليبقى على كرسي حكم زائف وزائل«.

وعالج موقع «أورينت نت» كيفية تعامل الإعلام التابع والمؤيد للأسد مع الزيارة، فقال: «ما إن أُعلن عن قيام بشار الأسد بالذهاب سراً إلى موسكو ليلتقي بوتين، حتى جاء الإعلان وفي أقل من ساعة، عن عودته إلى دمشق، ليبدو الخوف وسوء التنسيق واضحاً، وذلك على الرغم من أنها المرة الأولى التي يجرؤ الأسد فيها على مغادرة سوريا منذ خمس سنوات، وبدلاً من أن تتحول لحدث إعلامي تحولت لفشل آخر لبشار، ودليلاً على مدى خوفه وقلقه«.

أضاف الموقع الإلكتروني أنه «من المفهوم أن تكون زيارة المسؤولين الأجانب إلى الدول التي تشهد حروباً سرية، وبالتالي من الطبيعي أن تكون مثل هذه الزيارات إن وجدت، إلى سوريا سرية. ولكن أن تكون زيارة بشار إلى موسكو سرية، فهذا يطرح سؤالاً بديهياً: ممن يخاف بشار الأسد حتى يقوم بزيارة موسكو بالخفاء برغم أن الطبيعي هو أن يتباهى بهذه الزيارة لا أن ينتقل خوفه إلى إعلامه وإعلام روسيا فيكون الإخراج لخبر الزيارة والعودة سيئاً ومضحكاً«.

وتابع لـ»الأورينت» أنه «وفيما احتارت سانا بصياغة خبر تسلل بشار الأسد إلى روسيا، حيث أهملت ذكر توصيف الرحلة واكتفت بذكر خبر لقائه مع بوتين، كانت قناة «روسيا اليوم« تؤكد أن الأسد قام «بزيارة لم يعلن عنها إلى موسكو حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.»

وختم الموقع الإلكتروني السوري المعارض، أنه «على الرغم من سعادة قناة «روسيا اليوم« البادية في تأديتها لدور الناطق الإعلامي باسم النظام السوري وبوتين، فقد خانتها هذه المرة خبرتها لتنسيق الأوامر بترتيب نشر أخبار الاجتماع وهكذا ومنذ اللحظة الأولى التي نشرت فيها خبر اللقاء الذي أرادته مدوياً كان أن وقعت في خطأ مضحك يدل على مدى الإرباك الحاصل وصعوبة التنسيق بين الإعلام والانظمة الديكتاتورية فقالت «روسيا اليوم« معنونة الخبر لدى نشره للمرة الأولى حيث اجتمع بوتين بالأسد«.