خلية «داعشية» جديدة في قبضة الجيش
سدّ جنّة يغرق في التقارير والاتهامات
للمرّة الأربعين على التوالي، واجه معرقلو الاستحقاق الرئاسي، صباحاً، اندفاعة الانتخابات البلدية والاختيارية التي اختتمت جولتها الأخيرة الأحد الفائت، بتعطيل جديد لنصاب الجلسة. فيما أغرق المعطّلون أنفسهم، مساء، النقاش الوزاري الفنّي حول سدّ جنّة في وابل من الاتهامات بـ»تسييس» هذا الملف رغم عشرات الملاحظات «الفنية» المدعّمة بتقارير أظهرت مخاوف من تنفيذ هذا المشروع وفقاً للمواصفات المطروحة.
وعلى الرغم من تركيز عدد من الوزراء على جوانب تقنية من المشروع بعيداً عن أية خلفيات سياسية، في جلسة مجلس الوزراء أمس، أصرّ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على اعتبار هذه الملاحظات «سياسية» نابعة من موقف سياسي «لمنع تنفيذ المشروع»، حائزاً على دعم حليفه الوزير محمد فنيش الذي دعا مراراً إلى الكفّ عن مناقشة الملف تقنياً «طالما أنّ القرار سبق واتّخذ بشأنه».
وإذ تسلّح باسيل بتقرير عن دراسة الأثر البيئي أعدّته شركة «خطيب وعلمي» العام 2007، ذكّره الوزير نبيل دي فريج بأنّ هذه الدراسة أعدّت حول موقع آخر يبعد نحو ستماية متر عن الموقع الحالي الذي اعتمد بعد إنجاز الدراسة. ونصح بالعودة إلى البنك الدولي الذي طالما موّل أكبر السدود في العالم لتكليف مكتب دولي مختص يقوم بدراسة التقارير المتضاربة حول سدّ جنّة ويعاين الموقع على أساس «أن نتعهّد جميعاً بالموافقة على أي قرار يتّخذه». كما كشف النقاب عن تقرير أعدّه مجلس البحوث عن الأثر البيئي وقد جاءت خلاصته غير إيجابية بالنسبة إلى السدّ، وهو التقرير نفسه الذي حمله معه إلى الجلسة وزير البيئة محمد المشنوق.
لكن باسيل رفض اقتراح دي فريج متمسّكاً بالتقارير التي في حوزته رغم تحذير أكثر من وزير من مخاطر الهزّات الأرضية على هذا السدّ، خصوصاً أنّ وادي نهر ابراهيم القريب منه يقع على فالق زلزالي، علاوة على أنّ الطبقة الصخرية في منطقة السدّ اسفنجية تحول دون تجمّع المياه فيه.
المشنوق
على صعيد آخر، أطلق وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مجموعة مواقف أمس عزا فيها نتائج الانتخابات البلدية في طرابلس إلى سياسة «نصف التسوية ونصف المواجهة، فماذا يمكن أن تبرّر للطرابلسيين أنك فجأة قررت بعد أربع سنوات أنك حليف الرئيس نجيب ميقاتي؟»، أضاف أن «السياسة السعودية السابقة هي التي طلبت وألحّت وأصرّت على الرئيس سعد الحريري زيارة الشام في 2010 لأسباب سياسية تتعلق بالقراءة السعودية للوضع في المنطقة».
وتابع المشنوق في مقابلة تلفزيونية مع الزميل مارسيل غانم: «حتى ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية الذي أحترمه وأقدّره لم يأتِ من الرئيس الحريري بل من وزارة الخارجية البريطانية ثم انتقل إلى الأميركيين ومنهم إلى السعوديين ومن السعوديين إلى الرئيس الحريري»، موضحاً أن ذلك جاء بناء على «نظرية دولية تقول إن حزب الله سيعود من سوريا ولن يكون رابحاً وبالتالي الأفضل أن يكون هناك رئيس يطمنئه ويريحه».
واعتبر كلام السفير السعودي علي عواض عسيري في عشائه الموسّع ودعوة الرئيس الحريري إلى اجتماع ثلاثي بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والنائبين ميشال عون وسليمان فرنجية يعنيان ان «لا استبعاد لترشيح العماد عون، وإن كان الرئيس الحريري لا يوافق على هذا التفسير وما أعرفه أنه لا يزال ملتزماً بخياره».
خلية إرهابية
في الغضون وقعت خلية إرهابية جديدة تابعة لتنظيم «داعش»، أمس، في قبضة الجيش اللبناني الذي دهمت قوّة خاصة منه صباحاً مجموعة في خربة داوود عكار، وقد بادر عناصر الخلية إلى إطلاق النار على القوّة المداهمة، فردّت على النار بالمثل وتمكّنت من قتل إرهابي وإلقاء القبض على ثلاثة آخرين، من دون تسجيل أي إصابة في صفوف العسكريين.