قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ٤٠ شخصا بينهم عدة اطفال قتلوا امس في غارات استهدفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في ضواحي الغوطة الشرقية في دمشق. وتزامنت هذه الغارات مع اعلان كل من موسكو وانقرة عن اتفاق لوقف اطلاق النار في سوريا بدأ سيرانه منتصف ليل امس يشمل كل سوريا ويستثني داعش والفصائل المصنفة ارهابية.
وذكر المرصد السوري ان غارات على عربين في ريف دمشق قتلت ثلاثة أطفال واثنين بالغين وأصابت بضعة أشخاص آخرين بجروح. واضاف فجرا ان الاطراف توقفت عن اطلاق النار.
ويظهر مقطع فيديو ما يُعتقد أنهم بالغون وأطفال يجرون في شوارع يملأها الدخان قادمين من مدرسة في عربين في الغوطة الشرقية إثر ضربة جوية. وفي مقاطع أخرى حُمِلت على الإنترنت يظهر صبي يتم إنقاذه من الحُطام بعد ما يُعتقد أنها ضربة جوية في عربين قبل دفعه إلى سيارة إسعاف.
وأوضح المرصد أن سبعة أطفال على الأقل لاقوا حتفهم في ضربة جوية امس في عدة أجزاء من الغوطة الشرقية في تصعيد للضربات على المنطقة.
هذا واكدت مصادر في المعارضة السورية امس التوقيع على اتفاق لوقف نار شامل في سوريا.
وأكد المستشار القانوني للجيش الحر وعضو وفد التفاوض، أسامة أبو زيد في مؤتمر صحافي في أنقرة، أن الاتفاق هو هدنة شاملة لجميع المناطق السورية ولا يتضمن أي استثناءات، كما يشمل كل الفصائل المتواجدة على الأراضي السورية دون استثناء، في حين أشارت تركيا إلى أن الاتفاق لا يشمل الفصائل المصنفة إرهابية من قبل الأمم المتحدة.
وقال أبو زيد إن مفاوضي روسيا تفاوضوا معنا كضامن للنظام السوري، ولم نجتمع مطلقاً بأي ممثل عن النظام أو إيران. وأضاف كان هناك العديد من الدوافع للاتفاق أهمها، تأمين الوضع الإنساني المزري للمواطنين السوريين في مناطق المعارضة، خاصة أن المجتمع الدولي لم يتمكن من تقديم أي مساعدة فاعلة للشعب الذي يقتل يومياً.
وقال: مفوضان عن فصائل عسكرية وقعا الاتفاق مع الجانبين الروسي والتركي.
بنود الاتفاق
واوضح الجيش الحر نقاط الاتفاق الخمس وهي:
– التزام المعارضة بعد موافقتها على وقف إطلاق النار بالمشاركة في مفاوضات الحل السياسي.
– اشتراك المعارضة في المفاوضات خلال شهر من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
– الطرفان المتفاوضان يجب أن يعملا على إيجاد حل القضية السورية.
– عملية التفاوض ستكون برعاية الأطراف الضامنة وهي تركيا وروسيا.
– كيفية دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وشدد أبو زيد على أن الاتفاق لا يتضمن أي استثناء لمنطقة أو فصيل من مناطق أو فصائل المعارضة، وأن التزام المعارضة في مقررات جنيف يعني أنه لا وجود للأسد في مستقبل سوريا. وقال رفضنا الحديث عن استثناء أي فصيل موجود في مناطقنا، وخصوصاً بوجود عشرات الميليشيات الأجنبية التي لا تختلف عن داعش وتقاتل إلى جانب الأسد.
وأشار إلى أن القبول بمبدأ أن تكون روسيا هي الضامنة للاتفاق مرهون بمدى التزام روسيا بهذا الاتفاق.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن أبو زيد، عودة فريق المفاوضات إلى قاعة التفاوض بعد انسحابه، وذلك إثر إزالة كل الاستثناءات من الاتفاق. وكتب على حسابه في تويتر: الاتفاقية الحالية تشمل كل المناطق ولا تستثني أي فصيل.
وكانت جبهة فتح الشام شكلت النقطة الإشكالية الأكثر غموضا بعيد الإعلان عن الاتفاق، على الرغم من أن مأمون الحاج، عضو الهيئة السياسية للجيش الحر، أكد شمول الجبهة والمناطق التي تتواجد فيها مع العديد من المدنيين والفصائل الأخرى، باتفاق وقف النار.
وقد أعلن الرئيس الروسي بوتين، توقيع اتفاق هدنة بين النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة. كذلك، أكد وزير الدفاع الروسي أن اتصالات تجري مباشرة مع تركيا، لضمان اتفاقية وقف إطلاق النار في سوريا. وأضاف أن الهدنة في سوريا ستسري اعتباراً من منتصف الليل امس. وأضاف أن عدد مسلحي جماعات المعارضة التي وقعت اتفاقات مع النظام تجاوز ال 60 ألفاً.
من جهته، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أن أنقرة وموسكو ستضمنان اتفاق وقف إطلاق النار الشامل. وأكد أن الاتفاق يستثني الجماعات المصنفة إرهابية من قبل الأمم المتحدة.
وأوردت الخارجية التركية في بيان انه بمقتضى هذا الاتفاق وافقت الأطراف على وقف كل الهجمات المسلحة بما فيها الهجمات الجوية ووعدت بألا توسع المناطق الواقعة تحت سيطرتها. وجاء في البيان أن ممثلين من النظام السوري والمعارضة سيجتمعون قريباً في أستانة عاصمة قازاخستان تحت إشراف الدول الضامنة للاتفاق.
الائتلاف المعارض يدعم
بدوره أعرب الإئتلاف السوري المعارض امس دعمه لاتفاق وقف اطلاق النار الشامل. وقال احمد رمضان رئيس الدائرة الإعلامية إن الائتلاف الوطني يعبر عن دعمه للاتفاق ويحث كافة الأطراف على التقيد به.
كما أكد أن فصائل المعارضة سوف تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، وسترد في حال حصول انتهاكات، لافتاً إلى أن من بين الفصائل الموقعة على الاتفاق حركة أحرار الشام وجيش الإسلام وفيلق الشام ونور الدين الزنكي. كما أعلنت قوات النظام السوري التزامها بوقف القتال المعلن الليلة.
ومن موسكو تم التوقيع على 3 وثائق، الوثيقة الأولى تنص على وقف النار على كافة الأراضي السورية، في حين تنص الثانية على إجراءات لمراقبة وقف اطلاق النار، أما الثالثة فهي عبارة عن إعلان عن الاستعداد لبدء المفاوضات السلمية للتسوية السورية.
وكان وفد المعارضة السورية انسحب في وقت سابق امس من جلسة المفاوضات الجارية في أنقرة، لإصرار الروس مجدداً على عدم شمول الغوطة بوقف النار، بالإضافة إلى جبهة فتح الشام النصرة سابقاً. كما هدد بإنهاء المفاوضات حول وقف إطلاق النار الجارية في أنقرة.
وكان وزير الخارجية التركي، قد صرح في وقت سابق امس، أن أنقرة تأمل التوصل إلى وقف إطلاق النار في سوريا قريباً، مضيفاً أن بلاده لن تجري محادثات مع رئيس النظام السوري بشار الأسد. وقال إن تركيا وروسيا تسعيان للقيام بدور الضامن لوقف إطلاق النار. كما شدد على ضرورة مغادرة كل الجماعات المقاتلة الأجنبية سوريا، بما في ذلك ميليشيات حزب الله.
وقد رحبت المعارضة السياسية السورية التي مقرها تركيا بالإعلان عن وقف إطلاق النار. وقال الائتلاف الوطني السوري في بيان إن الجيش الحر ملتزم بالهدنة.
المعلم: فرصة لتسوية
وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة إن وقف إطلاق النار في سوريا لا يشمل تنظيم داعش ولا وحدات حماية الشعب الكردية.
هذا، وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم امس إن هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية. وقال إن سوريا ستشارك أيضا في محادثات سلام مزمعة في قازاختسان بذهن مفتوح.
وقال في مقابلة على الهواء مع التلفزيون الرسمي كل شيء يطرح قابل للنقاش عدا موضوع السيادة الوطنية وحق الشعب السوري في اختيار قيادته.
وفي انقرة، قال الرئيس التركي إردوغان امس إنه لا ينبغي إهدار الفرصة التي أتاحها وقف إطلاق النار في سوريا. واضاف إن المحادثات المزمعة بشأن سوريا في أستانة عاصمة قازاخستان لن تحل محل محادثات أخرى في جنيف بل ستكملها.
وقال الكرملين امس ان الرئيس السوري ابلغ الرئيس الروسي بوتين في اتصال هاتفي انه مستعد للالتزام باتفاق وقف اطلاق النار في سوريا.
وقال وزير الخارجية الروسي لافروف ان اميركا ايضا قد تنضم لعملية السلام السورية حين يتولى ترامب الرئاسة.
ورحب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا دي ميستورا بإعلان وقف إطلاق نار في سوريا وقال إنه يأمل أن يسهم في إنقاذ أرواح المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية ويمهد لمحادثات بناءة في أستانة.
وقال متحدث باسم جماعة أحرار الشام السورية المعارضة امس إن لديها تحفظات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا واستئناف المفاوضات، وإنها لم تكن ضمن الجماعات التي وقعت عليه.
وفي واشنطن، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية امس إن وقف إطلاق النار في سوريا تطور إيجابي وإن الولايات المتحدة تأمل في أن يطبق بشكل كامل.
وقال مارك تونر المتحدث باسم الوزارة أي جهد يوقف العنف وينقذ الأرواح ويهيئ الظروف لمفاوضات سياسية جديدة وإيجابية هو محل ترحيب… نأمل في أن يطبق بالكامل وتحترمه جميع الأطراف. |