بدأ الرئيس ميشال عون زيارته الى السعودية وسيجري قبل ظهر اليوم محادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ويتناول طعام الغداء الى مائدته. ثم تتوالى اللقاءات بين الوزراء المرافقين ونظرائهم السعوديين، على ان يلتقي الرئيس عون افراد الجالية في حفل استقبال تقيمه السفارة ويلقي كلمة.
وقد اكد الرئيس عون، في حديث ل الاخبارية السعودية ادلى به بعيد وصوله مساء امس الى الرياض، ان العلاقات اللبنانية السعودية تأثرت بالاحداث التي جرت في الدول العربية، وحصل بعض الشوائب غير الواضحة بالنسبة للبلدين، وانا اليوم هنا لابدد الالتباسات التي حصلت حاملا المودة والصداقة للشعب السعودي.
واوضح انه اصطحب معه بعض الوزراء للقاء نظرائهم والبحث سويا عن مجالات يمكن ان تتعاون فيها المملكة مع لبنان وايجاد سبل التعاون سويا مع القطاعات كافة.
وقال الرئيس عون ردا على سؤال: استطعنا ان نحافظ على الامن والاستقرار ضمن الحدود اللبنانية، وذلك بالنظر الى ما يمكن ان تحدثه الحروب الدائرة حاليا في المنطقة ولدينا تجربة في السبعينات وتعلمنا ونود ان يتعلم الجميع ان مثل هذه الحروب الداخلية لا تنتهي الا بحل سياسي.نحن مررنا في تجربة مماثلة ووصلنا الى اتفاق الطائف في المملكة ونتمنى للآخرين ان يعتمدوا الحل السياسي.
تسويات داخلية
وردا على سؤال حول الاستحقاقات اللبنانية في ظل الوضع الذي تعيشه المنطقة، وامكان التوصل الى تسويات داخلية بين الفرقاء اللبنانيين لحل الملفات، شدد الرئيس عون على ان الفرقاء في لبنان اجتمعوا على فكرة اعمار لبنان بغض النظر عن النتائج التي ستؤول اليها التطورات في الدول الاخرى، لأن الاعمار والامن والاستقرار للجميع. فنحن نحارب الارهاب على حدودنا لمنع التسلل الى الداخل اللبناني، كما ان اجهزة الاستخبارات اللبنانية تقوم بالواجب من خلال العمليات الاستباقية والقائها القبض على الارهابيين الذين تمكنوا من التسلل.ان هذا الموضوع اصبح وفاقيا، وكان في صلب التفاهم الذي ادى الى انتخاب رئيس للجمهورية بعد تأخير دام سنتين ونصف السنة.
واكد رئيس الجمهورية على اننا جميعا بحاجة الى التعاون لمحاربة الارهاب، ولبنان ليس جزيرة بعيدة عن هذه المشكلة وبالتالي لسنا وحدنا، ونحن بحاجة الى التعاون مع المملكة العربية السعودية وكل الدول لأن الارهاب لم يعد محصورا في دول الشرق الاوسط بل عم العالم اجمع ان في اميركا واوروبا او الدول العربية كما يحصل الآن، وبالتالي يجب التفاهم مع الدول الكبرى التي يمكنها وحدها اتخاذ قرار في الامم المتحدة في هذا المجال. اما الحروب المتفرقة ضد الارهاب، فلا يمكنها وحدها ان تحد من مفاعيله.
مساعدة للجيش
وحول امكان التعاون مع السعودية في مجال مكافحة الارهاب، اشار الرئيس عون الى انه على الرغم من عدم تجاور لبنان والسعودية جغرافيا، الا ان تبادل الخبرات والمعلومات حول الارهاب هو امر جيد ومرغوب فيه. وخلال الزيارة، سنعرض كل المواضيع الممكنة ومنها امكان تقديم المساعدة للجيش اللبناني.
وفي ما خص الوضع في لبنان، اوضح الرئيس عون ان الوضع الحالي قد تحصن بحد ادنى من التفاهم لانه يجب على الدولة ان تؤمن الامن للمواطنين والمحافظة عليه وعلى الاستقرار، وهذا امر متفق عليه بين مختلف الفئات اللبنانية حتى ولو ان هناك وجهات نظر سياسية مختلفة في ما يتعلق ببعض الشؤون في البلدان العربية المجاورة.
واعرب رئيس الجمهورية عن عدم خشيته من فقدان التوازنات في لبنان، لا بل اعتبر انها ستكون اكثر ثباتا يوما بعد يوم. واشار الى ان الثقل الذي يحمله لبنان هو من النزوح السوري الى اراضيه، الذي ادى الى تضاعف العدد السكاني في لبنان في فترة زمنية قصيرة جدا، لذلك يتحمل لبنان اعباء مادية كبيرة وزيادة في معدلات الجرائم.
وأمل الرئيس عون ان يتم حل الازمة في سوريا سياسيا وسلميا، لأنه يسمح للنازحين بالعودة الى سوريا واعادة اعمارها، فالمشكلة تخطت المعقول والدمار الذي لحق بهذا البلد كبير جدا.
وعن امكان حصول مشهد حدودي جديد في سوريا ديموغرافيا، اكد رئيس الجمهورية اننا نقف الى جانب العيش المشترك لمختلف الاقليات لأنه في الشرق الاوسط هناك تراكم ثقافي بين هذه الاقليات ولا اعتقد بوجود مجموعات ترغب في الانسلاخ عن مجموعات اخرى، انما بعض الدول الكبرى تمارس ضغطا في هذا الاتجاه ولا اعتقد انها ستصل الى نتيجة.
وشدد الرئيس عون على انه مهما كانت النتائج في ما خص قانون الانتخاب، فلن نعود الى التقاتل والعنف، موضحا انه في المرحلة التي مضت اتبعنا سياسة توازن داخلي كي لا نتخطى حدودا معينة، وهي قائمة على الابتعاد عن كل ما يزيد الشرخ بين الدول العربية.
وشدد ردا على سؤال على ان لا حاجة على مستوى لبنان قيام طائف جديد لان لدينا القدرة على ان نصنع تعديلات معينة اذا ارتأينا وجود حاجة اليها.
وقالت مصادر سياسية انها تعلق امالا كثيرة على الزيارة علّها تؤسس لطي صفحة الفتور الذي شاب العلاقات بين الرياض وبيروت منذ نحو عامين، نهائيا، وتعبّد الطريق أمام عودة الاحاطة السعودية بلبنان، على الصعد كافة.
وتابعت المصادر ان ثمة تعويلا كبيرا على ان تحقق الجولة اللبنانية في الرياض تقدما أولا على خط الهبة السعودية للجيش والتي جمدتها المملكة كما يريد الوفد اللبناني من الزيارة أيضا أن تحوّل الضوء الاحمر الذي أضاءته المملكة أمام زيارة رعاياها لبنان، الى أخضر، مع ما لهذه الخطوة من تأثيرات ايجابية على الاقتصاد والسياحة اللبنانيين. أما الهدف الثالث، فتعيين سفير سعودي في لبنان، فيما يكمن الغرض الأخير من الزيارة، تزخيم العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.
