تلال النفايات تمددت امس على طول ساحلي المتن وكسروان وفي الجبال دون اي تحرك للمعالجة خاصة على صعيد الحكومة الغائبة عن السمع. والتحرك الوحيد المعلن حول الموضوع اليوم، هو اجتماع لجنة المال النيابية التي ستناقش الموضوع بحضور المعنيين بالملف.
وينتظر ان تطرح في نقاشات اليوم كل الاسئلة وتكشف كل الأوراق. ورغم ذلك لا يتوقع المواطنون حلولا، بل نقاشات واتهامات ومواقف في اجتماع غير تقريري. وقد اعلن حزب الكتائب انه سيكون ممثلا في اجتماع لجنة المال وكذلك مجلس الانماء والاعمار.
وقد تواصل الإعتصام في برج حمود واستمر معه منع نقل النفايات الى موقع التخزين المؤقت، فيما يستمر وقف الأعمال التحضيرية لإزالة جبل النفايات وإنشاء مطمر صحي.
بدء الحرق
ومع تعطيل الخطة الطارئة يتمدد مشهد النفايات التي فاضت على المستوعبات في شوارع مناطق المتن وكسروان وبعض شوارع العاصمة. وقد بدأ الحرق في بعض المناطق، ومعه ترتفع الأصوات المحذرة من مخاطره المؤكدة على الصحة العامة وعلى البيئة.
وفي انتظار اجتماع اليوم الذي يحضره وزير الزراعة أكرم شهيب المكلف من مجلس الوزراء متابعة تطبيق قرار خطة الحل، أكد شهيب ان لا خيار إلا ما اعتمد، وقال: على المعتصمين إزالة طاولة الإعتصام لتكمل الدولة الأشغال التي بدأتها.
وفي محاولة لايجاد حلول بديلة، عقد رؤساء عدد من بلديات المتن امس الاول الفنار، جديدة – البوشرية – السد، عين سعادة اجتماعا في بلدية الفنار. وفي أعقابه، أُعلن عن الاتفاق على انشاء معمل للفرز في الوادي الصناعي في نهر الموت يتطلب تجهيزه 4 الى 6 أشهر، على ان يتم جمع نفايات المنطقة وتوضيبها حتى ذلك الحين في الموقع.
الازمة السياسية
ورغم الغرق مجددا في مستنقع النفايات، الا ان مصادر سياسية تتوقع أن تنطلق في الكواليس قريبا حركة اتصالات ناشطة بين الاطراف السياسيين كلهم، هدفها انتاج صيغة تسووية تحمي الحكومة وتهدئ من غضبة التيار الحر وربما تحاول اخراج لبنان من المأزق الذي يتخبط فيه، اذ يرجّح ان الا تنحصر مباحثاتها في ملف التعيينات فحسب، بل أن تشمل رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والنفط والموازنة التي باتت في عهدة مجلس الوزراء.
واذا كان التصعيد العوني لدى تأجيل التسريح الثاني، توقّف عند حدود التظاهر في محيط السراي وتعطيل الحكومة لأشهر، من دون أن يصل الى حد الاستقالة منها أو نسفها، فإن الانظار تتجه اليوم الى الرابية لرصد المدى الذي ستذهب اليه في مواجهة التمديد الثالث المرتقب لقهوجي. وفي وقت تضخّ اوساط قريبة من العماد ميشال عون في الأجواء المحلية رياحا ساخنة توحي بأن المعركة هذه المرة ستكون بلا سقف وعلى قاعدة نكون او لا نكون لانها وجودية، فان مصادر سياسية تستبعد أن يصل تصعيد التيار الى هذا الحد وترجح ان يبقى مضبوطا او مدوزنا. فهو قد يحرك الشارع ويرفع الصوت وربما يعطل عمل الحكومة لفترة زمنية، كما فعل العام الماضي، الا انه لن يذهب أبعد.
