اتخذ التصعيد السياسي غداة تعليق جلسات الحوار الوطني، وجهاً بالغ الخطورة ينذر بمضاعفات، اذا لم يتمكن سعاة الخير وعرّابو التسويات من احتواء وتيرته. وقد دفعت التطورات المتسارعة الرئيس سلام الى تجنّب مواجهة التهديدات، والتمهّل في الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء غداً.
وفي حين تتجه الانظار الى رئيس مجلس النواب نبيه بري بصفته اطفائي الازمات الساخنة، اعتبر مراقبون سياسيون ان الرئيس بري الذي لم يعد يفهم على التيار كما اشارت اوساطه، سيضطلع بدور فعال جديد لتبريد الاجواء التصعيدية ومنع اي انفجار في الشارع او على المستوى السياسي.
تحرك بري
وقالت مصادر عين التينة ان اجتماع بري مع الرئيس أمين الجميّل أمس، ليس سوى بداية حركة ستشهد زخما في المرحلة القادمة. وقد عزز وزير المال علي حسن خليل أمس هذا الاعتقاد بقوله اننا امام تحديات كبيرة على مستويات الوطن، ونؤمن ونصرّ على البحث عن السبل التي تعيد انعقاد طاولة الحوار من جديد.
لكن وفي الانتظار، فان مصير جلسة مجلس الوزراء غداً الخميس يبقى على محك اتصالات التهدئة. وتتجه الانظار الى القرار الذي سيتخذه الرئيس تمام سلام في هذا الصدد، وهو الواقع بين مطرقة عقد الجلسة بما يؤجج نار التصعيد من جانب التيار الوطني الحر الذي قاطع وزراؤه الجلسة الاخيرة تحذيرا، وسندان الانصياع الى منطق التهديد والوعيد وادخال الحكومة في شرك تعطيل المؤسسات الدستورية طوعاً.
مشاورات وزارية
وقد التقى سلام أمس الوزراء بطرس حرب ووائل أبو فاعور ونبيل دوفريج، وبحث معهم الموقف الملائم لاتخاذه. كما التقى قائد الجيش العماد قهوجي وجرى بحث في شؤون المؤسسة العسكرية.
وقد قال الوزير رشيد درباس ان سلام سيأخذ الأمور بالحسنى وطول الأناة، وهو في صدد درس تأجيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء غدا، وقال: الرئيس تمام سلام لا يزال يمارس صبره وكتم غيظه، وهو ليس في وارد ان يذهب الى مواجهة مع التيار الوطني الحر، ولا في وارد سلب حقوق احد، اذ لا غنى للبنان عن اي مكوناته.
بدوره قال الوزير محمد فنيش ان معالجة اسباب تعليق الحوار الوطني من مسؤولية القوى السياسية كافة وليس فقط حزب الله، فلا احد يرمي الكرة في ملعبنا وحدنا، معتبراً ان لا يجوز توقيف الحوار. وقال: اي دور نجد فيه امكانية لمعالجة اسباب تعليق الحوار سنؤدّيه، لكن هذا الامر لا يتوقّف علينا فقط، فهناك قوى سياسية معنية مباشرة بالمعالجة وعليها القيام بذلك عبر فتح قنوات الحوار والبحث عن مخارج كي لا يغرق البلد في ازمة جديدة.
واعلن فنيش ان حزب الله حتى الان سيُشارك في جلسة الحكومةغدا، اذا عقدت.
وكان النائب العوني حكمت ديب قال أمس: كرامتنا تتطلب منّا الخروج ومقاطعة الحوار والحكومة. وأضاف ان كافة مجالات التصعيد مفتوحة في السياسة والشارع، ولن يكون هناك تراجع.
وكانت كتلة المستقبل شددت أمس على استمرارها التمسك باستمرار عمل المؤسسات الدستورية، التشريعية والتنفيذية، والتمسك بنهج الحوار والتواصل وسيلة وحيدة لمعالجة المشكلات ومنها تلك التي يتسبب بها العناد والامتناع عن الالتزام بالقواعد الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، مؤكدة ضرورة الالتزام والعودة إلى اعتماد الدستور الذي هو الوثيقة التي اجتمع من حولها اللبنانيون وبكونه يشكل عنوان اجتماعهم والتقائهم.
