قبل ساعات من سريان اتفاق الهدنة التي توصل اليها وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا شن النظام والطيران السوري سلسلة غارات على أحياء حلب الشرقية، حيث أعلن ناشطون ومركز حلب الإعلامي عن مقتل 45 مدنيا نتيجة غارات استهدفتهم في منازلهم أثناء تحضيراتهم لعيد الأضحى، مما يهدد مصير الهدنة الاميركية – الروسية.
ويأتي قصف حلب بالتزامن مع مجزرة في سوق مدينة إدلب التي ارتفعت حصيلتها إلى نحو 60 قتيلا، إضافة إلى عشرات الجرحى. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان الطيران استهدف سوقا للخضار مزدحمة في مدينة إدلب، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين.
واعتبر الائتلاف السوري المعارض أن ارتكاب المجزرة محاولة لدفع المعارضة إلى رفض الاتفاق وتحميلها مسؤولية فشله.
وقد رحبت المعارضة السورية بالاتفاق الروسي – الاميركي ولكنها عبرت عن تحفظاتها خشية من أن تكون فرص نجاحه كفرص الاتفاق السابق، وتخوفت من ان تؤدي هجمات النظام الى افشالها.
وحض مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا، مايكل راتني، المعارضة السورية على قبول اتفاق الهدنة. وقال في رسالة إلى فصائل المعارضة أن اتفاق الهدنة أفضل وسيلة لإنقاذ الأرواح ووقف غارات نظام الأسد، كما قال إن الاتفاق يمنح الفصائل المعتدلة الحق بالدفاع عن النفس بما يضمن عدم استهدافها من قبل طيران النظام.
ودعا هذه الفصائل إلى النأي بنفسها تماما عن جبهة فتح الشام أو جبهة النصرة سابقا. وطالب بتأكيد استعدادها للالتزام بالاتفاق، مؤكدا أن أي انتهاكات سيتم التعامل معها وفقاً لاتفاق الهدنة الأصلي الذي تم التوصل إليه في شباط الماضي.
وكانت الولايات المتحدة وروسيا توصلتا الى اتفاق امس الاول السبت يشمل وقفا لاطلاق النار في جميع انحاء سوريا بدءا من غروب شمس اليوم الاثنين وتحسين إيصال المساعدات الإنسانية والاستهداف العسكري المشترك للجماعات الإسلامية المحظورة.
ودعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري كل الأطراف لاحترام الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد محادثات ماراثونية. وقال يتطلب ذلك وقف جميع الهجمات بما في ذلك القصف الجوي وأي محاولات للسيطرة على أراض إضافية على حساب أطراف وقف إطلاق النار. يتطلب ذلك توصيلا مستداما للمساعدات الإنسانية دون عوائق لكل المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها بما في ذلك حلب.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه على الرغم من استمرار انعدام الثقة فإن الجانبين وضعا خمس وثائق من شأنها إحياء هدنة متعثرة تم الاتفاق عليها في شباط وإتاحة التنسيق العسكري بين الولايات المتحدة وروسيا ضد الجماعات المتشددة في سوريا. واتفق الجانبان على عدم نشر الوثائق.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي يهيئ كل ذلك الظروف الضرورية لاستئناف العملية السياسية المتوقفة منذ فترة طويلة.
وبعد ساعات من الإعلان قالت الحكومة والمعارضة ان الجيش السوري هاجم مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في حلب لتحقيق أكبر قدر من المكاسب قبل دخول وقف جديد لإطلاق النار في أرجاء سوريا حيز التنفيذ.
وقال المتحدث العسكري باسم جماعة كتائب نور الدين الزنكي المعارضة ان القتال يتصاعد على كل جبهات جنوب حلب لكن الاشتباكات في العامرية هي الاعنف.
في مجال آخر قال التلفزيون السوري ان طائرات حربية اسرائيلية قصفت موقعا للجيش في الجولان، واعتبر ان اسرائيل تساعد بذلك المسلحين من جبهة النصرة.