محطة بارزة في مشاورات الرئيس سعد الحريري بشأن الملف الرئاسي كانت امس في معراب والرابية مع الدكتور سمير جعجع ثم مع العماد عون. وفيما لم يصدر عن زعيم تيار المستقبل اي شيء عن اللقاءين، الا ان الدكتور جعجع تحدث الى الصحافيين عن اجواء لقاء معراب، معلنا عن انفتاح الحريري على كل الاحتمالات.
اللقاء مع جعجع استغرق ساعة ونصف الساعة وشارك فيه النائب السابق غطاس خوري ومدير مكتب الحريري نادر الحريري والمستشار الاعلامي هاني حمود ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في القوات ملحم رياشي. اما اللقاء مع العماد عون فضم اضافة الى الرئيس الحريري ومرافقيه، الوزير جبران باسيل، ولم يصدر عنه اي معلومات. الا ان قناة المنار التابعة ل حزب الله قالت ان اجواء اللقاء كانت جيدة جدا وايجابية، وانه تم الاتفاق على معاودة اللقاء بعد انهاء الحريري مشاوراته وعودته من جولته الخارجية في روسيا وتركيا.
حديث جعجع
اما الدكتور سمير جعجع فتحدث عن اجتماع معراب وقال ان الخلاف مع الرئيس الحريري حول موضوع الرئاسة بدأ يضيق. ولم تعد خياراته مقتصرة على شخص واحد، باعتبار ان القرار النهائي يعود له، وهو منفتح على كل الاحتمالات.
وإذ شدد على أن الانتخابات الرئاسية دخلت في مرحلة جديدة، أعرب جعجع عن تفاؤله لا سيما ان النتائج ستظهر قبل الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس، مشيرا الى أن المقصود من تأجيل الرئيس نبيه بري الجلسة الى فترة طويلة على غير عادة، ما هو إلا لإفساح المجال أمام المفاوضات للتوصل الى نهاية سعيدة.
وقال: بالنسبة إلينا كقوات، إن الرئيس الوسطي ليس من ضمن احتمالاتنا، ونحن دعمنا ترشيح عون ومستمرون في ذلك، وليس مقبولا وضع شروط على المرشح الرئاسي. وبالتالي، مبدأ السلة بالنسبة إلينا أمر غير مطروح.
أضاف: الرئيس بري لم يكن سيتخذ موقفا متصلبا لو لم يكن منسقا مع حزب الله، ولنترك الايام تظهر حقيقة المواقف، باعتبار أن في آخر الطريق على حزب الله أن يتخذ موقفا واضحا وخيارا صريحا، لا سيما ان الأمور تتجه اليوم أكثر فأكثر نحو ما يسمى باللغة الأجنبية End Game، فلا يمكن للحزب أن يبقى مختبئا وراء شعارات بأن العماد عون مرشحه، ولكن لا يذهب الى المجلس النيابي للتصويت له، مع أنني أرى أن الحزب لا يريد رئيسا للجمهورية، ولا حتى العماد عون رئيسا، وأتمنى أن أكون مخطئا بذلك.
تحرك خارجي
هذا وتوقعت وكالة الانباء المركزية ان يزور الحريري في الايام المقبلة موسكو وأنقرة والرياض، في جولة هدفها البحث في ما يمكن ان تقدمه هذه الدول لمساعدة لبنان على الخروج من حال المراوحة القاتلة.
بدورها جالت المنسقة الدولية سيغريد كاغ امس عشية جولة ستقودها الى طهران والرياض وموسكو، على الرئيس الحريري الذي ناقشت معه التطورات على الساحتين المحلية والإقليمية، ومسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمّار الموسوي. وتناول اللقاء وفق بيان مكتب الموسوي المستجدات المتعلقة بالتطورات في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، كما الاوضاع الامنية والنجاحات التي يحققها الجيش والاجهزة الامنية في ملاحقة الخلايا الإرهابية وتفكيكها.
واشارت مصادر متابعة الى ان الغرض من جولة كاغ على الحريري وحزب الله الاطلاع على آخر ما توصلت اليه المساعي في الحراك الرئاسي للركون اليها في جولتها الخارجية، وملاقاة مساعي زعيم المستقبل الانقاذية.
رد عون على بري
وكان العماد عون علق على بيان الرئيس نبيه بري امس وقال: نحن ايضا حين نعلن ايماننا وحرصنا على الميثاق والدستور، لا نكون نهدف الى انتقاد اي مسؤول، بل انقاذ النظام وحفظ حقوق الجميع. وفي كل الاحوال، كنا ولا نزال، نلتزم ما يجمع عليه اللبنانيون عبر مؤسساتهم الشرعية، كما على طاولة الحوار. اما الباقي فيتكفل به افتراض حسن النيات وسلامة المقتضيات الوطنية.
وسأل عون: ماذا تعني كل تلك المواقف؟ كأنها رسائل مشفرة لا يحلها الا المعنيون بها. المهم هو الجواب على السؤال الاساسي: هل هناك من يريد تسوية ويبحث عن افضل صيغة لمعادلتها، ام هناك من يريد اجهاض التسوية ويبحث عن افضل الذرائع لوأدها؟ الجواب في الايام المقبلة خصوصا بعد اختتام جولة رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري.