عون يكلف الحريري بتشكيل الحكومة بعد فوزه بالاكثرية النيابية
بري يشارك بالاستشارات اليوم ويدعو لحكومة وحدة وطنية
الاستشارات النيابية الملزمة حسمت في يومها الاول امس مسألة التكليف لصالح الرئيس سعد الحريري اذ حصل على تسمية ٨٦ نائبا له من اصل ٩٠ نائبا شاركوا في الاستشارات. واللافت كان طلب كتلة الوفاء للمقاومة التي تضم ١٣ نائبا تأخير موعدها الذي كان مقررا امس الى اليوم، بعدما كان الرئيس نبيه بري طلب ارجاء موعده وكتلة التحرير والتنمية الى آخر المواعيد، لعدم الذهاب ثلاث مرات الى القصر الجمهوري لاسباب امنية.
فقد اجرى الرئيس ميشال عون بين العاشرة والربع قبل ظهر امس والواحدة بعد الظهر الجولة الأولى للاستشارات النيابية الملزمة. وتوالى وصول النواب إلى قصر بعبدا حيث التقاهم الرئيس عون، إما في مكتبه، او في صالون السفراء لا سيما بالنسبة إلى الكتل النيابية. وبلغ عدد النواب الذين شملتهم الجولة الأولى من الاستشارات 63 نائباً.
وعند الساعة الثالثة والنصف بدأت الجولة الثانية، على أن تختتم الاستشارات عند الحادية عشرة والنصف بلقاء مع كتلة الرئيس بري.
وعلى رغم ان خريطة التسميات كانت واضحة قبل بدئها انطلاقاً من مواقف الكتل النيابية، الا انها تميزت بشمولية تسمية الرئيس الحريري من دون استثناء، واجمعت معظم الكتل النيابية على ضرورة تشكيل حكومة جامعة تضمّ مختلف القوى السياسية لمواكبة العهد الجديد.
حكومة وحدة وطنية
وفي اشارة الى ما قد تكون عليه نتيجة استشارات كتلة بري مع رئيس الجمهورية اليوم، قبل ان يعلن الرئيس بري الموقف، باعتبار ان موضوع تسمية رئيس الحكومة متروك حصرا له وهو الذي يعلنه بحسب ما جاء في بيان كتلة التنمية والتحرير التي اجتمعت برئاسته، امِلت الكتلة ان تجسد الحكومة الوحدة الوطنية، حرصا على الوطن من المخاطر القائمة، متمنية ل عهد الرئيس عون النجاح لتحقيق الاهداف التي تضمنها خطاب القسم، وخصوصا ضمان الامن على الحدود السيادية وحدود المجتمع، وفي تمكين المجلس النيابي من صياغة قانون عصري للانتخابات على اساس النسبية يحفظ حسن تمثيل اللبنانيين. وهذا يعني، تخلي الرئيس بري عن القانون المختلط لصالح النسبي، في موقف قرأت فيه اوساط مطّلعة رسالة رد من بري الى الحريري على خلفية موقفه من الاستحقاق الرئاسي.
وقالت مصادر عين التينة مساء أمس ان التشكيلة الحكومية تحتاج الى مقاربة سياسية يريدها الشعب اللبناني جامعة للم الشمل وتجسيد الحكومة للوحدة الوطنية حرصا على الوطن من المخاطر القائمة. وأضافت ان التنسيق بين حركة امل وحزب الله قائم كما بدا في تأكيد النائب علي فياض ان الحزب والحركة في مركب حكومي واحد.
في هذه الاثناء، توالت المواقف الترحيبية بانجاز الاستحقاق، فهنأ مجلس المطارنة الموارنة الرئيس عون، كما اللبنانيين، وتمنى له النجاح في مهمته الوطنية، مثمناً الجهود التي بذلت من قبل جميع الأفرقاء لوضع حد للفراغ القاتل. واذ رحب البيان بمضمون خطاب القسم، تمنى ان يتحقق هذا البرنامج بالتعاون مع الحكومة العتيدة والمجلس النيابي وسائر مؤسسات الدولة. واكد ان العبرة تبقى في الانتقال إلى مرحلة جديدة من الممارسة السياسية تعيد الثقة بلبنان على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي، وتضع مؤسسات الدولة على السكة السليمة بعيدا من المحاصصة والزبائنية والفساد، ما يحقق الدولة القادرة والقوية والمنتجة.
الامارات تهنئ عون
هذا وبعث الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الامارات ببرقية تهنئة إلى الرئيس ميشال عون أعرب فيها عن تمنياته لفخامة الرئيس اللبناني بالتوفيق والسداد في مهمته وللبنان الشقيق الاستقرار والازدهار.
كما بعث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ببرقيتي تهنئة مماثلتين إلى الرئيس ميشال عون.
من ناحية اخرى، قالت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية في لندن إن المخاطر ما زالت قائمة في لبنان رغم انتخاب العماد ميشال عون رئيسا، وإن الاقتصاد سيظل تحت ضغط بفعل الحرب في سوريا والضعف البالغ للمالية العامة.
واضافت إن انتخاب عون خطوة مهمة صوب تحسين الكفاءة السياسية، إذا أسفر عن مزيد من التوافق السياسي وتشكيل حكومة وحدة قادرة على العمل.
