اجواء التفاؤل ظلت مخيمة امس مع بدء الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة، في وقت تحدثت فيه مصادر سياسية عن التوجه نحو تشكيلة من ٣٠ وزيرا معظم اعضائها من التكنوقراط.
في هذا الوقت اكد الرئيس ميشال عون امس ان جمع اللبنانيين حول سياسة داخلية وطنية سيليه جمعهم حول سياسة خارجية واحدة، مشددا على أن تطبيق القوانين هو المعيار الوحيد الذي يرسم حركة الدولة ومؤسساتها لإنهاء حالة التراخي.
ولفت الى أن اولويات المرحلة المقبلة هي انجاز قانون جديد للانتخابات النيابية التي ستجري في موعدها، وقال: لبنان مقبل على مرحلة جديدة يتعزز فيها الاستقرار السياسي باحترام الميثاق والدستور.
وقال الرئيس عون لدى استقباله سفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان: إن لبنان مقبل على مرحلة جديدة يتعزز فيها الاستقرار السياسي الذي يتأمن باحترام الميثاق والدستور والقوانين من خلال الشراكة الوطنية التي هي جوهر نظامنا وفرادة كياننا.
الاستشارات
وقد التقى الرئيس الحريري قبل بدء الاستشارات النيابية غير الملزمة لتأليف الحكومة امس الرئيس نبيه بري قبل ان يجتمع بكتلة التنمية والتحرير. وقال النائب انور الخليل ان الاجتماع كان مفيدا ومنتجا وصريحا للغاية. وبحثنا الامور المعيشية والاساسية التي يجب أن يحصل عليها المواطن وأكدنا أنه يجب ألا تتأخر فيها الحكومة، مشيرا الى أننا لم نطلب حقائب معينة على الإطلاق بل طلبنا من الحريري أن تكون عملية توزيع الحقائب عادلة بين الافرقاء.
وفي حين وصف الحريري الجولة الصباحية بالايجابية والجيدة، استكمل لقاءاته عصرا على ان يتابعها اليوم، والابرز فيها اجتماعه مع كتلة الوفاء للمقاومة اذ سيكون الاول بين الحريري ونواب حزب الله منذ سنوات، على رغم ان التواصل بين الحزب وتيار المستقبل لم ينقطع، منذ انطلاق الحوار الثنائي الذي بلغ عدد جولاته الخامسة والثلاثين، وهو على موعد جديد الاربعاء المقبل لبت مصيره وجدوى استمراره ما دام احد ابرز بنوده، الاستحقاق الرئاسي انجز.
وعشية الاجتماع، أطلّ الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في احتفال تكريمي للقائد مصطفى شحادة، ليفنّد المسار الانتخابي الطويل ويحدد مواقف حزبه مما يدور على حلبة العهد الجديد، وقال نحن في كتلة الوفاء للمقاومة لم نسمّ الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة، ولكننا قمنا بكل التسهيلات الممكنة ليحصل هذا التكليف، لكن لن نشارك في الحكومة اذا لم يشارك الرئيس بري، وهو المفاوض حكوميا في الحقائب والعدد، مشددا على ان كتلة الرئيس عون يجب ايضا الا تشارك اذا لم يشارك بري.
تعاون بري
وقالت مصادر عين التينة امس، ان الاستشارات النيابية لتأليف الحكومة مضت تحيطها النيات الايجابية بتسريع التشكيل. المناخات جيدة والعناوين تقاربية كما بدا في اجواء اجتماع الكتل مع الرئيس سعد الحريري وان كان حزب القوات رفع من سقف التفاوض بخطابه السياسي ومطالبه الوزارية. لكن التوزيع لم يبدأ بعد بانتظار الجوجلة التي سيجريها الرئيس المكلف. والرئيس نبيه بري سيبادل النيات الحسنة بمثلها.
وذكرت مصادر كتلة المستقبل ان استشارات التأليف في يومها الاول والتي اجراها الرئيس المكلف الحريري في مجلس النواب حملت جملة مؤشرات ايجابية ستجد اصداءها في سرعة التوصل الى التشكيلة الحكومية والتي تعددت الاراء حول حجمها وتوزع الحقائب في داخلها. وفي ملاحظات اليوم الاول كلام على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية في لحظة وصفها رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط بالتاريخية ومطالبة لبعض الكتل النيابية بما تريده من حقائب فيما البعض الآخر قد تحفظ مطالبا بتسريع التشكيل لان البلاد تحتاج الى خطة للنهوض على المستويات كافة.